كرت نوتسون
ترجمة: شيماء ميران
بينما ينشغل الجميع بمشاهدة نجومهم المفضلين في الدوري الأميركي لمحترفي كرة السلة وهم يسجّلون ثلاث نقاط، كان روبوت يُتقن تسديدة الفوز في مدينة «ناغاكوتي» اليابانية رويداً رويداً.
أثار روبوت بشري يدعى (CUE6) حين دخل الملعب ذهول الجميع بسرعة تفوّق تسديدة “ستيف كاري”.
حقق روبوت (CUE6) الذي صنعته شركة “تويوتا”، رقماً قياسياً عالمياً في موسوعة غينيس لأطول تسديدة كرة سلة لروبوت بشري، ما يثبت أنَّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتغلب على أفضل اللاعبين في لعبة كرة السلة.
رحلة روبوت (CUE)
بدأت القصة في العام (2017) من فكرة تحدي تكرار الدقة البشرية في المهام الجسدية، التي ألهمت مجموعة من مهندسي «تويوتا» ليبدؤوا ليبدفي رحلة لصناعة روبوت يلعب كرة السلة. كانت النماذج الأولية بدائية، وتم تجميعها من قطع الليغو. وفي كل تكرار كان يحقق تقدماً جديداً، مما طور (CUE) من ميكانيكي بسيط إلى روبوت بشري متطور.
مع حلول العام (2019)، حطم الجيل الثالث من (CUE) أول رقم قياسي عالمي له في موسوعة غينيس، إذ سدّد (2020) رمية حرة متتالية لكرة السلة، ما أظهر قدرته على التكيف والتعلم، وتحليل وتحسين آليات التصويب باستخدام الذكاء الاصطناعي. أضيفت في النسخ اللاحقة ميزات رائدة، مثل الحركة المستقلة والتعامل مع الكرة والمراوغة، وهي مهارة يحتاج إليها الروبوت للتكيف مع الاختلافات الدقيقة لكل ارتداد.
تحطيم أحدث رقم قياسي
لم يكن أحدث إنجاز لروبوت (CUE6) بسيطاً، إذ كان على الذكاء الاصطناعي للروبوت أن يأخذ بعين الاعتبار متغيرات متعددة مثل وزن الكرة ومسارها والظروف المناخية للملعب. ورغم إخفاقه في محاولته الأولى، أعاد معايرة تسديدته الثانية ونجح فيها، ما أظهر قدرته على التعلّم والتكيف في الوقت المناسب.
يُعرب “توموهيرو نومي” قائد المشروع عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز. ويؤكد أنَّ الذكاء الاصطناعي لروبوت (CUE6) صُمم لتطوير أسلوبه في التسديد قائلاً: “أردنا أن نفاجئ العالم ونظهر مدى قوة الحرفية والتكنولوجيا”.
ما بعد ملعب كرة السلة
لا تقتصر رحلة (CUE) على رمي الكرة، بل تمثل استكشافاً أوسع لكيفية محاكاة الروبوتات للسلوك البشري والتكيف مع البيئات الديناميكية. وبينما يبدو الروبوت لاعب كرة السلة وكأنه جديد، لكن التكنولوجيا الأساسية لها آثار بعيدة المدى، بدءاً من الأتمتة الصناعية إلى الرعاية الصحية، ويمكن لمبادئ الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي تم تطويرها من خلال مشاريع مثل (CUE) أن تحدث ثورة في مجالات لا تعد ولا تحصى.
تطمح شركة تويوتا إلى صناعة روبوت بشري يمكنه التسديد مثل (مايكل جوردان). قد يبدو أنَّ تحقيق ذلك يحتاج إلى سنوات عدة، لكنّ التقدم الذي أحرزه مشروع (CUE) هو مثال ملهم لما هو ممكن حين يتقارب الإبداع البشري والتكنولوجيا المتطورة.
أهم الاستنتاجات
إنَّ الانتقال من نموذج أولي مصنوع من قطع الليغو إلى روبوت بشري يحمل رقماً قياسياً عالمياً بمثابة إنجاز معجزة. إنَّ روبوت (CUE6) هو تذكير رائع لما يمكن تحقيقه بقليل من الإبداع والكثير من المثابرة. وكانت تسديدته التي حطمت الرقم القياسي سواء في ملعب كرة السلة أو ساحات أخرى دليلاً جليّاً على قوة الحلم الكبير وتجاوز الحدود.
وقد نتساءل هل وجود روبوتات مثل (CUE6) تلعب كرة سلة بحرفية ومهارة هو تقدم تقني رائع، أو أننا نبالغ في الأمر؟.
عن فوكس نيوز