تنصيب ترامب

الأولى 2025/01/21
...

 كتب رئيس التحرير:


أمس أدّى دونالد ترامب القسم ليكون الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأميركيَّة. وشاهد العالم مباشرةً ما يمكن عدُّه أضخم برنامجٍ حكوميّ في التاريخ نظراً لضخامة الوعود التي قُطعتْ فيه ولجذريَّة التغيير الذي ينشده ولأهميَّة أميركا نفسها وقدرتها على التحكّم بالمشهدين السياسيِّ والاقتصاديِّ في العالم.

مروحة التغييرات التي يعمل عليها ترامب وإدارته واسعة، فهي تبدأ من تغييره لعمل قطاع النفط الأميركيِّ بشكلٍ جذريّ وتمرّ برؤيته التي عبَّر عنها مراراً بترحيل مهاجرين وعدم استقبال المزيد منهم إذ رفع أمس شعار "ابقوا في المكسيك" ولوَّح باستخدام الجيش على الحدود، وتصل إلى جنبةٍ علميَّة ـ بتأثير من صديقه إيلون ماسك ـ حين قال إنَّ "علم أميركا سيُرفرف على المرّيخ"، لتنتهي عند معطى اجتماعيّ أخلاقيّ ذي حساسيَّةٍ كبيرةٍ في المجتمعات الغربيَّة حين أبدى رأيه صراحةً بتنويعات الجندر فقال بشكلٍ حاسمٍ: "لن يكون في أميركا سوى ذكرٍ وأنثى".

برنامج عمل يمكن أنْ يوصف بالثوريِّ استقبله أنصاره بحماسٍ يماثل حماس ترامب. لكنَّ أكثر ما يهمّنا في هذا البرنامج رؤيته لمنطقتنا وللعراق بالذات. فإذا كان تحدّث بشكلٍ عابرٍ عن الحروب في الشرق الأوسط ووعد بإنهائها فإنَّ تصريحات إدارته عن العراق كانتْ أكثر وضوحاً، حين قال مسؤولٌ في إدارته هذه الجملة القصيرة المعبِّرة: "علاقتنا مع الحكومة العراقيَّة جيّدة"، وأضاف، "العراقيون يضعون مصلحة بلدهم فوق أيِّ مصلحةٍ أخرى وهم يُدركون أهميَّة ذلك".

هذه الجملة تكفي لإيضاح سذاجة تكهّنات المرجفين الذين رسموا بتحليلاتهم الشوهاء خارطةً للعراق بوصفه ساحة حربٍ مقبلة.