بغداد: نوارة محمد
تعتمد ريم طه المدرسة التعبيرية الرمزية في مشغلها الفني، وهي وأن مالت نحو الحداثوية فأنها تنتج مقاربات بين المدارس، لكنها استلهمت أفكار معرضها الأخير "ذكريات" الذي أقيم مؤخراً في المعهد الفرنسي الثقافي ولاقى اهتماما واسعا بين النُقاد من الموروث وذاكرة الحياة التي عاشتها في أعوامها السابقة بأسلوب حداثوي متميز.
وتقول طه التي تُعد اليوم واحدة ممن عّبرن عن الواقع بمساحات لونية حرة إن "في لوحات معرض (ذكريات) الأخير عُدت بأفكاري لزماننا القديم أخذتني الأحاسيس والأحلام القديمة إلى ذاكرة طويلة وجدتني أعبر عنها في فضاء الألوان، وأدركت أن الثواني تمضي من أمامنا، ولا تزال المشاعر موجودة بداخلي مثلما شعرت بها آنذاك، أنا ومنذ ذلك الحين أعد الرسم متنفسي الوحيد، وهذه هي فكرة معرضي الأخير حيث عّبرت فيه عن حكايات وذكريات محفورة داخل أعماقي".
ريم طه الحاصلة على بكالوريوس الفنون الجميلة وعضو نقابة التشكيليين العراقية ومسؤولة عن تنظيم معارض "جمعية فنانون بلا حدود الأمريكية" أقامت العديد من المعارض منها "متاهات، نخلة، آدم وحواء" وانضمت لمعارض مشتركة منها مهرجان الإبداع للفنون التشكيلية، ومعرض برج بابل ببرج خليفة، معرض "لمسات" في شرم الشيخ، المعرض المشترك بمدينة الاسكندرية، معرض جمعية كهرمانة للفنون الموسوم "من برج بابل إلى برج خليفة" في دولة الإمارات عام 2019.
وتضيف الفنانة أن "المعرض يعُد امتدادا لتجاربي السابقة وأعده الفكرة الناضجة خصوصا إنني تناولت سابقاً حكايا الرجل والمرأة وكتابة بريل للمكفوفين من خلال الخطوط والظلال، وأردت بعد أن اخترت منطقة اشتغالات جديدة أن أعبر بالأشجار والألوان والمساحات الواسعة عن الواقع كما حدث في معرض (حكايا) الذي لاقى نجاحا كبيراً في مصر".
وتتابع التشكيلية طه قائلة: عمّلت على اتساع حركة الأشكال التي تضع المتلقي في التأمل لما تجسده المكونات، بالإضافة إلى الألوان المتجانسة التي تعكس الطبيعة الكونية، وهي ليست فكرة وليدة اللحظة، فقد مررت في مرحلة الدراسة الجامعية إلى مدارس عدة حتى نضجت أفكاري واستهوتني المدرسة التعبيرية والرمزية الحداثوية، إضافه إلى الأعمال في كتابة (بريل النقطيه للمكفوفين) التي أعدها مشروعي الشخصي الذي أعمل لأجله منذ وقت طويل.
وتضيف: لقد عبرت عما يخالج الروح والفكر بالتعبير والرمزية وهي قد تكون رسائل صريحة وواضحة أو أن تكون مشفرة لشخص ما أو للجميع، نحن في بعض الأحيان نحتاج للوضوح وفي بعضها الآخر
للغموض.
وترى طه أن العراق اليوم هو واحد من الدول التي تحظى بمشهد ثقافي وفني لا يقل أهمية عن الدول العربية المهمة وهذه الظروف الاجتماعية والثقافية تّعدها جزءا من نجاحها كفنانة تشكيلية كما تؤكد أن "العراق اليوم هو واحد من أهم الدول التي تروج للفن الحقيقي وعلى عكس ما هو شائع، الفنان والمتلقي بدوا غاية في المهنية، وأصحاب ذائقة فنية عالية خصوصا بعد المنعطفات التي عاشها المجتمع العراقي، ما نعيشه اليوم هو نتيجة تراكمات حداثوية وتطورات فكرية وثقافية يشهدها الفنان والمتلقي".
وتشير ريم طه إلى أن اهتمام الجمهور المحب والمتطلع والهاوي للفن في المعارض والمهرجانات الثقافية والفنية وارتياده لصالات العرض ودور الثقافة هو الدليل على الوعي المجتمعي الذي يمتلكه الفرد العراقي.