بغداد: الصباح
ذهب إلى بلجيكا لاجئاً بالعام 2009 وهو الآن حاصل على لقب بروفسور بعدما اكمل دراسته في كونسرفاتوار الملكي العالي في بلجيكيا، قصة نجاح الموسيقار قتيبة النعيمي وتفوقه في حقلي العلم والتأليف الموسيقي، كانت وراءها ارادة وإصرار لتحدي ظروفه القاهرة والانتصار على واقعه منذ دراسته في بغداد في معهد الفنون الجميلة، واستطاع النعيمي بفضل موهبته الفذة في التأليف الموسيقي ان يصبح واحداً من الاسماء العالمية التي يشار لها بالبنان ويرتقي أكبر المسارح العالمية في الشرق والغرب ويقدم موسيقاه من دون ان يتخلى عن هويته العراقية.
، تلاحقه نظرات اعجاب وتقدير المستمعين، الخيال الخصب الذي يمتلكه أهله لأن يتعامل مع كبرى الشركات والمؤسسات المعنية بالموسيقى . كديزني، واوركسترا بروكسيل فيلهارموني. واوركسترا قطر فيلهارموني وغيرها، فضلا عن وضعه لعدد من الموسيقى التصويرية لمجموعة من الأعمال الدرامية وافلام الكارتون .
ألَّف النعيمي العديد من المؤلفات الموسيقية الاوركسترالية منها :(أصوات من بغداد، أور، تساؤلات، أوبرا الرمال، كافروش، و قصة لاجئ ..) وغيرها. الموسيقار قتيبة النعيمي تحدث لجريدة "الصباح" قائلا:" آخر عمل لي قبل مجيئي إلى بغداد، كنت عضوا ضمن لجنة تحكيم لمسابقة عن موسيقى الكلارينيت في فرنسا، وقد ألفت القطعة النهائية للمسابقة، وكنت سعيدا لتمثيل بلجيكا والعراق بهكذا محفل دولي مهم . ولدي عدد من الحفلات هذا العام ابرزها حفلة مع أوركسترا بروكسل فيلهارموني، واوركسترا القاهرة السيمفوني، وعندي عمل في شهر تشرين الاول مع أوركسترا قطر، بموضوعات وثيمات متنوعة".
واضاف النعيمي.. لدي عمل مهم عن رواية "البؤساء" لفكتور هيجوا، من خلال طلب مؤسسة " ميوزك نوفيل" وهي من كبرى المؤسسات الموسيقية في أوربا، فرنسية بلجيكية، وهي أشبه بالمسابقة اشترك فيها اكثر من 100 مؤلف موسيقي، وقع اختيارهم أن اقدم شخصية " كافروش" الطفل المتمرد في رواية البؤساء وان اترجمها موسيقيا، وسوف تقدم بحفلين مهمين في باريس وبروكسل في مهرجان الموسيقى الحديثة في نهاية العام الحالي. وعن كيفية اختراق الاجواء الاوروبية لشخص محمل بالثقافة الموسيقية العراقية والحصول على مكانة علمية مرموقة أوضح النعيمي: الدراسة في بلجيكا ليست سهلة، وهي مسألة اصرار وتحد، مشيراً إلى أن الإنسان العراقي يمتلك خصوبة فكرية وعقلية متميزتين، اذا توفرت الدراسة الصحيحة والاهتمام، فإنه يبدع ويتفوق في جميع الاختصاصات.
يؤكد النعيمي أن ما يميز المؤلف الموسيقي هو هويته، أغلب الموسيقيين يتجهون نحو التقليد، الذي يميزني عن الاخرين هو هويتي العراقية والشرقية ومزجها بالموسيقى العالمية الحديثة باتقان وحرفية وحداثة، وعلى الرغم من مشاعر العنصرية التي تظهر في بعض المواقف، لكني استطعت ان اتغلب عليها بالاجتهاد والاصرار وافرض نفسي، حاليا اعمل بروفسورا في الكونسرفتوار في الجامعة الملكية، وعضوا في المنتدى العالمي للمؤلفين، وانا العضو العربي الوحيد، وتم انتخابي موخراً كمستشار موسيقي لجمعية الموسيقيين الإماراتيين.
ينفي النعيمي اية دعوة وجهت له من قبل السيمفونية العراقية، على الرغم من أنه كان عازف كمان في السيمفونية قبل مغادرته العراق، قائلا " مع كل الاسف لم توجه لي دعوة للعمل مع السيمفونية العراقية، لكنت لبيتها بكل حب وسرور وأهديتهم مجانا اعمالي". يعزو النعيمي ضعف الاعلام العراقي عن متابعة اعماله، بأنه يفتقر إلى لغة الحوار مع مؤلف موسيقي، ويطرح اسئلة عشوائية تنم عن جهل وسطحية وعدم فهم.
يشير إلى أن الأوروبيين لديهم فضول لسماع موسيقانا، موجها عتبه إلى الموسيقيين العرب والعراقيين، عندما يكونون في الغرب يعزفون موسيقى هادين وموزارت،. ويقول هم يريدون أن يتعرفوا على هويتك وموسيقاك، لديهم فضول لمعرفة الايقاعات العربية والعراقية، وموسيقانا بما فيها من مقامات واطوار. ويذكر النعيمي بأنه عمل محاضرة عن المطرب داخل حسن في بلجيكا، وعندما استمعوا لصوته، اصيبوا بدهشة من ادائه واحساسه!.. وتساءلوا: ان كانت هناك ابحاث ودراسات عنه باللغة الفرنسية، ووصفوه بأنه ثروة فنية.