كتب رئيس التحرير:

أقرَّ مجلس الوزراء التقرير نصف السنويّ لعمل الحكومة الذي يتضمَّن مقدار إنجازها لبرنامجها الذي اضطلعتْ به. وهو رابع تقريرٍ من نوعه أنجزتْه حكومة السيّد محمّد شياع السودانيّ. إلّا أنَّ اللافت في تقرير أمس أنَّ نسبة الإنجاز الكليِّ المتحققة بلغتْ أكثر من (73) بالمئة، وهو رقمٌ غير مسبوقٍ ليس في عمر هذه الحكومة فحسب بل في سجلِّ الحكومات المتعاقبة منذ التغيير وحتى اليوم.

التقييم المتواصل لعمل الحكومة والمتابعة الدقيقة لنسب الإنجاز ومطابقة ما تحقّق من أصل البرنامج الحكوميِّ، أمورٌ بدأتْ تحظى بأهميَّةٍ كبيرةٍ نظراً لوجود معادلٍ واقعيّ لها يمكن للمواطن أنْ يراه عياناً في المشاريع الخدميَّة والبنى التحتيَّة التي بدأتْ ترسم صورةً جديدةً للشارع العراقيِّ.

حجم الإنجاز يتضاعف إذا ما استحضرنا الفضاء المحليَّ والإقليميَّ الذي عملتْ فيه الحكومة، فقد كانتْ مدَّة العامين المنصرمين من أشدِّ الفترات تأزّماً، وكان الجوُّ السائد يكتنفه الترقّب وتوقّع الأسوأ، فالعراق على مقربةٍ من نار حربٍ كان الجميع يشهد أنها تتوسَّع بسرعةٍ شيطانيَّةٍ، وخيارات الدولة العراقيَّة كانتْ حرجةً وتستلزم التعاطي وإياها بدقةٍ وحكمةٍ كبيرتين. وقد استطاعت الحكومة ـ بشهادة الجميع ـ اجتياز هذه المرحلة الملغومة مع عدم تفريطها بثوابتها أولاً، وعدم نسيانها المهمَّة الأساس التي حملتْها على عاتقها في برنامجها والمتمثلة بحزمة مشاريع وإصلاحاتٍ اقتصاديَّةٍ وخدميَّة. وتمكّنتْ من تخطي هذا الرهان المزدوج ـ الداخليّ والخارجيّ ـ بكفاءةٍ عاليةٍ، بدلالة هذا التقرير نصف السنويّ الذي يكشف عن الكثير ويَعِدُ بالأكثر.