أمستردام : آمنة عبد النبي
لوحاتٌ سحريّةٌ من الاحلامِ المُخضرّة، يتساقطُ عليها الثلج فيعطيها جمالاً خلاباً واستثنائياً، وبعد ان يهدأ يحوّل شوارعها والطرقات والمباني العمرانية إلى أرضٍ مُبهرة للعجائبِ الشتويةِ، متدثرة بالبياض ومكتظةِ بساحاتِ التزلجِ والضحكات الدافئة، تلك البهجة الشتويّة التي ينتظرها الهولنديون كل شتاء تسببت هذه المرّة بشل الحياة مما استدعى هيئة الأرصاد الجوية الهولندية بإبقاء التحذيرات بالرمز الأحمر سارية المفعول حتى منتصف الليل أي الالتزام بعدم الخروج إلا للضرورة، فلا تزال هناك مشكلات على الطرق السريعة وفي أمستردام توقفت القطارات وكافة أنواع المواصلات ولاكثر من مرّة كما تم إغلاق بعض الطريق الرئيسية، فضلاً عما سببته العواصف الثلجية من إلغاء رحلات مثبتة وإغلاق مطارات.
يقول الكاتب الصحفي ناجي الزهيري وهو من سكان أمستردام، بأن الثلوج البيضاء تحدث حالة من البهجة والسعادة فاحفاديّ يخرجون للعب بكرة الثلج والقائها على بعضهم او التزحلق بالزلاجة، لكن بصراحة ورغم جمالية وعشقيّ الكبير للشتاء إلّا انه تسبب ليّ هذه المرة بإلغاء رحلة طيران كانت ضمن عشرات الرحلات، التي تم إلغاؤها على الأقل في مطار سخيبول بسبب سوء الأحوال الجوية، فالثلج الغزير الذي سقط هذا الفصل أضرّ كثيراً بالطرق وحصلت حوادث ناتجة من سوء الأحوال الجوية وهناك مركبات عالقة جراء تراكم الثلوج مما أدى إلى إغلاق محاور رئيسة.
بينما اعتبرت ربّة البيت حياة سلطان المُقيمة في مدينة دنهاخ، انها واحدة من الأمهات المضطرات لمرافقة ابنائهن في البرد القارس والرياح الشديدة لغرض اللعب في حدائق المنزل والشوارع والتزحلق في الحدائق، فكلما استيقظ اطفالها في الصباح الباكر وقاموا بفتح الستائر ونظروا خلف الشبابيك ووجدوا الثلوج يغطيها شعروا بالفرح وأنه حان وقت التزحلق بمنحدرات الحديقة غير آبهين للبرد والعاصفة التي لم تمنع فرحتهم، علماً ان تساقط الثلج مزعج لها لأنه يضاعف اعمالها المنزلية ويزيد الأمر بالتنظيف وتهيئة البيت ولوازمه مشقة مضاعفة.
في الوقت نفسه، أكد سائق الأجرة «فراس الحمداني» تم تحذيرنا لأكثر من مرة من الانتباه لظروف الطريق الخطرة بسبب الحطام والأشجار المتساقطة على الطريق، ما أدى إلى إزدحام مروري في مناطق عدة مثل أمستردام ولاهاي ومدن اخرى، لكن الغريب أنك حينما تمشي بين الناس الملتحفين بملابس لاتظهر غير انصاف الوجوه، تسمع صرخات السعادة من بعيد وتراهم يبتسمون على نطاق واسع وكان الثلوج ومشاكلها جاءت متنفساً لتخفيف الضغوط النفسيّة وتراكمات العمل لذلك تجد أن هذه العواصف والمواعيد التي تأجلت والطرقات المشلولة لم تمنع الحياة الهولندية أن تستمر بين المرح والاحتفال بالثلوج البهيجة.