بغداد: سرور العلي
في بغداد، حيث تزدحم الشوارع وتضيق المساحات، يعاني مئات الآلاف من المواطنين أزمة سكنٍ خانقة. ضغط سكانيٌّ هائلٌ، وبنية تحتيَّة متداعية، وأسعارٌ مرتفعة، جعلتْ حلم امتلاك منزلٍ لائقٍ بعيد المنال بالنسبة للكثيرين. لكنَّ إعلان الحكومة عن خططٍ لبناء مدنٍ سكنيَّةٍ جديدةٍ خارج بغداد يُعيد الأمل بأنْ تكون هذه المشاريع فرصةً قد تُنقذ المواطنين الذين يعيشون في ظروفٍ قاسيةٍ.
أحد أبرز هذه المشاريع هو مدينة الصدر الجديدة، التي يُتوقع أنْ تكون خطوةً فارقةً في مواجهة أزمة السكن في بغداد. المدينة، التي ستُبنى شمال شرق العاصمة، تضم (60) ألف وحدةٍ سكنيَّةٍ بتصاميم حديثةٍ وعصريَّة. لكنَّ الأمر لا يتوقف عند مجرَّد البناء، إذ ستترافق الوحدات السكنيَّة مع خدماتٍ متكاملةٍ مثل المدارس والمستشفيات والمراكز الصحيَّة، إضافةً إلى شبكة طرقٍ متطوّرة.
المشروع، الذي تُشرف عليه أمانة بغداد، أحيل بالفعل إلى شركةٍ صينيَّةٍ متخصِّصةٍ في البنية التحتيَّة، ومن المقرَّر أنْ يكتمل في (1200) يومٍ. المتحدِّث باسم أمانة بغداد، عدي الجنديل، أكّد أنَّ المشروع سيُخفّف الضغط السكانيَّ على العاصمة ويُسهم في تحسين مستوى الحياة للمواطنين، ولا سيما أولئك الذين يعانون ضعف الخدمات وسوء البنية التحتيَّة. ويُتوقع أنْ تُسهم هذه المدن الجديدة في القضاء على المناطق العشوائيَّة التي انتشرتْ في بغداد بشكلٍ غير مسبوق، والتي يعاني سكّانها ظروفاً معيشيَّةً قاسية. وفي هذا السياق، يصف الدكتور مظهر محمد صالح، المستشار الماليّ لرئيس مجلس الوزراء، مشروع مدينة الصدر الجديدة، إضافةً إلى المشاريع المماثلة ومنها مدينة الجواهري ومدينة المفكر علي الوردي، بأنها ستُحقق نقلةً نوعيَّةً في مستوى معيشة المواطنين، خاصَّة في ظلِّ التركيز على توفير سكنٍ بأسعارٍ معقولةٍ لفئات محدودي الدخل.