14 مليوناً

الأولى 2025/01/27
...

 كتب رئيس التحرير:


في اليومين الماضيين كان في بغداد ـ بالإضافة إلى ساكنيها ـ أكثر من (14) مليون شخصٍ أحيوا زيارة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.

الرقم يعادل نفوس بضع دولٍ مجتمعة في منطقتنا. وحين تعلم أنَّ هؤلاء الملايين من الزوّار رجعوا إلى بيوتهم من دون حادثٍ أمنيٍّ يقطع زيارتهم أو يُعكّر صفو إحيائهم ذكرى إمامهم، وحين تعلم أنَّ الطرق التي قطعوها باتجاه مرقد الإمامين لم تكنْ شوارع بل موائد عامرة بكلِّ ما يشتهون من مأكلٍ ومشرب، ستعلم حينها أنَّ الأمن الذي بسط ظله على الزائرين يقف وراءه عملٌ دؤوبٌ وجهدٌ مضنٍ وتخطيط متقنٌ من قبل الأجهزة الأمنيَّة، وأنَّ مشهد الأمن هذا جزءٌ من العراق الذي استردَّ أمنه بعد عقودٍ مريرةٍ من 

فقدانه.

زيارة الإمام الكاظم، ومثلها الزيارة الأربعينيَّة الأكبر، بملايينها من المؤمنين، تُشكّل علامة اختبار كبيرةً، فما من دولةٍ ـ في محيطنا الإقليميِّ في الأقل ـ استطاعتْ أنْ تحتضن هذه الحشود من دون حادثٍ أمنيٍّ يُذكر.

وحين نستذكر جهود القوات الأمنيَّة، لا يمكن أنْ نغفل الوعي الشعبيَّ الذي بلغ مراحل متقدِّمةً سواء لدى الزوّار أنفسهم أو عند الأهالي ممن نصبوا المواكب لهم وتعاملوا معهم بنكران ذات، أو حتى عند سائر المواطنين من أهالي بغداد الذين كان صبرهم وتحمّلهم عوناً في نجاح هذه الشعيرة الدينيَّة 

السنويَّة.