خالد جاسم
من وجهة نظر شخصية أجد القرار الأخير الذي أصدره دولة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، بتشكيل فريق لإعداد مشروع صناعة بطل أولمبي وبرامج واستراتيجيات لتحقيق الإنجاز الرياضي في الدورات الأولمبية المقبلة، من بين أهمِّ القرارات التي تصبّ في مصلحة رياضتنا، وتشيّد ركائز قوية لخلق انطلاقة واثقة ومستقبلية تحقق لنا طموحاتنا أولمبياً، بعد عقود من الزمن صرفت خلالها المليارات، مع ما وُظف لها من قدرات فنية وبشرية هائلة من دون أن تحقق لرياضتنا وساماً أولمبياً نتجاوز فيه ذكرى يتيمة بسواعد الرباع الراحل عبد الواحد عزيز بوسامه البرونزي في أولمبياد روما قبل (65) عاماً.
ولا شك أنَّ القرار الحكومي الرفيع بخصوص تأسيس فريق متخصص يتبنى إعداد مشروع لصناعة بطل أولمبي وإعداد البرامج والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق إنجاز أولمبي، من خلال إعداد وصياغة البرامج اللازمة للمشروع وتحديد الميزانية المطلوبة ووضع ضوابط ولوائح مالية وإدارية وفنية واختيار الألعاب المشمولة وتحديد البرامج التدريبية والمدارس العالمية التي يمكن الاستفادة منها ومناقشتها والمصادقة عليها والتوجيه باختيار المدربين والخبراء (محليين، دوليين) لغرض التعاقد معهم واختيار المنشآت الرياضية المناسبة بالتنسيق مع وزارات الشباب والرياضة والتربية والتعليم العالي والبحث العلمي.
وبالتأكيد أنَّ إطلاق هذا المشروع لن يتعارض مع البرامج والاستراتيجيات الرياضية الأخرى التي وضعتها المؤسسات الرياضية ومنها التعاون المشترك بين وزارة الشباب والأولمبية من أجل الارتقاء بالواقع الرياضي نحو الأفضل وما يمكن ترجمته ميدانياً في واحدة من أهم واجهات التعاون بيت المؤسستين الكبيرتين وهو المراكز الرياضية الخاصة برعاية المواهب الرياضية التي تحتضن نخبة من الكفاءات التدريبية والعلمية الضليعة فعلاً برعاية تلك المواهب والتي لا يمكن لها أن تصيب الهدف وتحقق الاحتضان الحقيقي لهذه المواهب وتجد نفسها في الأماكن الصحيحة من دون التعاون مع اللجنة الأولمبية والاتحادات المركزية المسؤولة عن المنتخبات الوطنية التي لا يمكن لها بلوغ فرص النجاح وتحقيق النتائج المتقدمة من دون حضور المواهب التي تُصقل بالتدريب والإعداد والاحتكاك والتزود بذخيرة الخبرة، وهو أمر لا يمكن بلوغه من دون حضور التنسيق والتعاون وفق آليات وخطط عملية وعلمية بين تلك الاتحادات ومراكز الرعاية للمواهب الرياضية، لأجل تفعيل وتنشيط رياضة الناشئين بغية الاستفادة منها من قبل منتخباتنا، لأنَّ صناعة البطل وتحقيق الإنجاز العالي ليسا مسؤولية الأولمبية وحدها وإن كانت هي نفسها المعنية أكثر من غيرها بذلك، لكنّ بلوغ الإنجاز وقبل ذلك النجاح في تشييد قاعدة الأبطال في رياضتنا والذين تتوفر فيهم مواصفات تحقيق الإنجازات في المدى البعيد يجب أن تكون فيه مساهمة مباشرة وأساسية من الأطراف الأخرى، كما أنَّ توفير المناخات والبيئة الضرورية في خلق وصناعة الأبطال لا يمكن أن تتحقق بغياب المنشآت الرياضية، وكما سبق القول يجب ألّا تكون اللجنة الأولمبية من تتحمل ثقلها بالكامل بل يجب مساهمة الجميع بما في ذلك الإعلام الرياضي لأنَّ صناعة البطل وتحقيق الإنجاز هو صناعة وطنية تتطلب مجهودات دولة لأنَّ ثمار البطولة ليست أقل من أي منجز أو نجاح في السياسة أو الفن أو الاقتصاد أو الدبلوماسية وغيرها من النجاحات والإنجازات التي تتغنى بها الأمم والشعوب المتحضرة.