{الإبيجراما}.. بلاغة الفن الأدبي

د. رائدة العامري
يحظى هذا المصطلح المأخوذ من مرجعيات غربية، بأهمية معينة في النقد العربي الحديث، على يد ثلة من النقاد العرب، ومن أبرز من جعله عنوانا صريحا لأحد كتبه النقدية هو الدكتور حافظ محمد المغربي في كتابة الموسوم (أدبية الإبيجرام شعرا ونثرا، بين استشراف الرؤية وضيق العبارة)(1) ، الذي أتى على المصطلح من خلال رصده لدى طه حسين والعقاد وعز الدين إسماعيل وغيرهم، قارب فيه نصوص طه حسين أولاً في كتابه (جنّة الشوك)، إذ عدّ المغربي نصوص هذا الكتاب من ضمن الإبيجرام نثراً، على الرغم من أن المصطلح أصلا يخصّ الشعر في نصوصه القصيرة جداً.
غير أن هذا المصطلح يتداخل مع كثير من المصطلحات التي تقترب من معنى هذا المصطلح قديما وحديثا، ففي مدونة النقد العربي القديم يوجد مصطلح (بيت القصيدة)، وهو مصطلح تداوله النقاد العرب القدامى على نطاق واسع، وهو يعني بيتا شعريا في القصيدة تتركز فيه المقولة الشعرية الأساسية التي تحملها القصيدة، وهو قريب جدا من مصطلح الإبيجرام من حيث دلالة الحجم الصغير جدا للنص، فضلا عن التركيز والتكثيف والتلخيص .. إلى غير ذلك من هذه المعاني، أما في النقد الحديث فتوجد مجموعة من المصطلحات أتى عليها الدكتور المغربي في مقدمة الكتاب، داخل فضاء النصوص القصيرة النثرية والشعرية، كالقصة القصيرة جدا والأقصوصة والقصيدة القصيرة والتوقيعة الشعرية والومضة والآبدة والشذرة وغيرها، لكنه آثر مصطلح (إبيجرام) ربما لانتشاره وعالميته، ولأن الدكتور طه حسين قد أشار إليه سابقا في معرض رصده لهذا النوع الأدبي وممارسته الكتابية فيه.
إن نصوص طه حسين الإبداعية تمثل في كثير منها وجهة نظره الخاصة جدا في الثقافة والأدب والمجتمع وما إلى ذلك بشكل عام، فجهوده النقدية والثقافية التنويرية تأخذ من الغرب كثيرا من المفاهيم الحديثة القادرة على بعث فكرة التغيير في المجتمعات العربية، لكنه على مستوى الأسلوب والكتابة في مجال النصوص الأدبية يعود كثيرا إلى الأسلوب العربي التقليدي، في اعتماد الفنون البلاغية التي يرصّع بها أسلوبه في التعبير إلى درجة المبالغة أحياناً، وربما كان في ذلك بعض المفارقة التي رصدها الدكتور المغربي في كتابه المهم هذا، وهو يقارب إبيجراما طويلا للدكتور طه حسين موسوما بـ (ضمائر)؛ أخذ عليه الناقد المغربي طوله ربما غير المناسب تماما بقوله:
(لعل أبرز ما يميز هذه الإبيجراما على مستوى اللفظ/ الشكل/ التصوير – كما يرصد خصائصها طه حسين – هو بساطة اللفظ الذي يعنى بالتأنق المقصود، ذلك المتبدي في العناية بوجود البديع اللفظي منذ بدايتها، سجعا وطباقا وجناسا وموازنة، استدعاها من تراثه، ليضمن معايشة المتلقي لها صاكّةً بجرسها لسمعه في أريحية وعذوبة، لكن الإكثار من هذه المحسنات أوقعه في شيء من الإطالة، التي دونها ما وعدت به مقدمته، من أمر وجوب قِصَرِ الإبيجراما)(2)
ولا شك في أن هذا المأخذ هو مأخذ صائب؛ إذ إن أسلوب طه حسين يتراوح في هذا الإطار بين الأخذ بتحرر الغرب وانفتاحهم على رؤى جديدة في الحضارة والتقدم والتطور والتنوير، لكنّه يحرص في الكتابة الأدبية على الالتزام بالأسلوب التقليدي الميراثي في التعبير عن القضايا المهمة التي يريد التعبير عنها، ففي فقرة (الإبيجرام والنقد الاجتماعي) يركز الناقد على أسلوبية وفلسفة طه حسين في النقد الاجتماعي، وهو نقد يقوم على السخرية والمفارقة لما لهما من تأثير في القارئ والمتلقي الذي يبحث دائماً عن مثل هذا الأسلوب، ففيه قدر كبير من الإغراء الذي يدفعه إلى المتابعة والمعرفة والشغف بالأسلوب وما ينطوي عليه من معرفة، ويذهب طه حسين إلى استثمار كل أنواع المفارقة في سبيل تكريس هذا النوع الكتابي الأدبي.
يكشف الناقد المغربي عن طبقات أخرى في عمل طه حسين على فن الإبيجرام، مثل فعالية (التناص) عبر مجموعة من النصوص التي يحللها تحليلا وافيا، ومن ثم آلية (كسر أفق التوقّع) من أجل تعزيز الموقف الأدبي الجمالي في هذه النصوص، ويستثمر مناخ الحوار بين الأستاذ وتلميذه في هذه النصوص لتوضيح وجهة نظره في الأشياء التي يعرضها، وهي في كثير منها قضايا ذات صبغة أدبية ونقدية فضلا عن الاجتماعية والثقافية منها، من أجل وضع الحقائق التي يريدها موضع التنفيذ من خلال النموذج الأدبي.
يذهب الناقد في مبحث آخر نحو تحليل النقد السياسي الذي يجاور النقد الاجتماعي، ولاسيما أن طه حسين عاش في ظروف سياسية قاسية جعلته يدافع عن بلده؛ من خلال هذا النقد السياسي عبر إبيجراماته التي تتحدث عن موضوعات سياسية، يجعل الحوار بين الشيخ وتلميذه وسيلة تعبيرية ونصية للتعبير عن النقد السياسي، وذلك باستثمار المفارقات بكل أنواعها لكسب جمهور المتلقين بهذه الوسيلة التعبيرية الناجعة.
كشف الناقد في دراسته المعمقة هذه عن أهمية وخطورة أسلوب التهكم والسخرية الذي اتبعه طه حسين بطريقة أسلوبية مهذبة، وحاول تحليل الإبيجرامات النثرية المنتخبة من نصوص طه حسين في الاتجاهات كلها؛ بحيث أتى على جميع الخصائص الفنية والموضوعية بطريقة نقدية مستوفية لشروط النقد المتكامل.
يأتي الناقد في مبحث موازٍ للمبحث السابق، كي يقارب إبيجرامات الأديب والمفكر عباس محمود العقاد، تحت عنوان نقدي هو (أوابد العقاد من خلال كلماته الأخيرة: وإرهاصات للتداخل الأجناسي)، وقد أشار في بداية هذه المقاربة النقدية الوافية إلى أن عامر العقاد جمع أوابد عمه العقاد، وهي عبارة عن نصوص قصيرة كتبها في أخريات أيامه، ووضع لها مصطلح (الآبدة) الموازي لمصطلح إبيجرام، وقد وضع له تمهيدا اصطلاحيا وافيا ينتهي إلى نفس ما قاله طه حسين في مصطلح (إبيجرام)، من خلال مجموعة الخصائص والسمات الفنية المختلفة التي تؤكد هذه الرؤية على نحو من الأنحاء.
يحلل الناقد إبيجرامات العقاد على وفق موضوعاتها وأدواتها الفنية المستخدمة فيها، وهي كما يرى إبيجرامات اجتماعية ثم صوفية ثم نفسية ثم فنية ثم سياسية، تنطوي على نقد لاذع لكثير من الظواهر، ويسعى إلى مقاربة كل نص يعرضه على مرآة النقد بكل ما يملكه من طاقة تحليل جمالية وموضوعاتية، من أجل الوصول إلى قيمة هذه النصوص وقدرتها على تمثيل هذا المصطلح وتكريسه في المدونة الأدبية العربية الحديثة.
إن نصوص أوابد العقاد في هذا السياق النقدي التحليلي الذي قدمه الناقد المغربي، تتوافق وتنسجم في كثير من خصائصها الفنية مع فن الإبيجرام، الذي جاءت عليه نصوص طه حسين السابقة داخل رؤية أدبية تأخذ بنظر الاعتبار – كما يرى الناقد – نوعية الاستجابة لذهنية القارئ المعاصر، هذه الذهنية الباحثة عن الاختزال والتكثيف والاختصار، بما تعبر عنه من حصار الحضارة الحديثة التي لا تسمح بنصوص طويلة.
تعكس نصوص العقاد هذه طبيعة الاتجاه الوجداني الرومانسي الذي عرف فيه من خلال منهجه في الكتابة الأدبية على مختلف المستويات، إذ يقول الناقد المغربي في كتابه المهم هذا وهو يحلل أوابد العقاد هذه:
(يقترب العقاد في طائفة من إبيجراماته من استبطان جوانيّة بعض أنماط من البشر نفسياً، في علاقاتهم غير السوية وغير المتصالحة مع محيطهم الاجتماعي)(3)
يستغرق الناقد المغربي في ما يتعلّق بإبيجرامات العقاد عميقا وطويلا في تحليل نصوصه من جوانبها كافة، فلا يترك صغيرة أو كبيرة ولا شاردة أو واردة في هذه النصوص العميقة ألا ويأتي على تحليلها من خلال طبيعة الأدوات الفنية، ومن خلال طبيعة الموضوعات الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها، مؤكدا على أبرز الخصائص الفنية والتعبيرية المتعلقة بأنواع المفارقة وأنواع التناص، وطبيعة الثقافة الثرة التي يتمتع بها العقاد، إذ وظّف ثقافته ورؤيته للحياة في هذه النصوص الخصبة، التي تعدّ سفرا مهما وأصيلا من أسفار العقاد في الكتابة والحياة والمفاهيم من خلال أدوات فنية عالية المستوى، وبجرأة كانت معروفة في شخصية هذا الأديب الكبير الذي تشهد له الثقافة العربية في عصر التنوير الطليعي.
المبحث الأخير (التشكيل “بالزماكانية” في الخطاب القصصي الإبيجرامي: قراءة في قصص خالد اليوسف وإيمان عنان القصصية)، ويختصر الناقد رؤيته ومنهجه في مقاربة النصوص القصصية لكل من هذين القاصين بقوله:
(سوف نسعى في هذا المبحث إلى عقد مقاربة تحليلية – من خلال آلية الزماكانية في الخطاب السردي القصصي – بين القصة القصيرة جدا وفن الإبيجرام النثري، بجامع ما بين كثير من القصص القصيرة جدا وفن الإبيجرام، من التكثيف اللغوي الذي كلما اتسعت فيه الرؤية ضاقت العبارة، وبجامع انتهاء كثير من نماذجهما بمفارقة فادحة ومدهشة كلسعة العقرب أحيانا كما وصفها كوليردج: تكسر أفق توقّع المتلقي/ المروي عليه/ القارئ الضمني وفق قدرة على التكثيف، من خلال قلة عدد الشخصيات والرواة، لا التقليل في اللغة المقتصدة فحسب)(4)
ولا شك في أن هذه الرؤية المنهجية التي تختزل الفضاء النقدي الذي يشتغل عليه الناقد في هذه المقاربة؛ من شأنها أن تضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بالكشف عن جوهر العلاقة بين القصة القصيرة جدا وفن الإبيجرام الأدبي، ومن ثم يتناول بالنقد والتحليل والتأويل قصتين لكل من القاصين، ويتعامل مع هذه القصص الأربع بروح نقدية متكاملة، تستخدم كل تقانات السرد المعروفة والمتداولة بشكل يخضع لرؤية الناقد ومنهجه في توصيف النصوص القصصية والإبيجرامية وتحليلها، وكشف بذلك الناقد عن مميزات وتقانات هذه القصص من حيث النواحي الفنية والجمالية واللغوية والسردية، بحيث لم يترك أي طبقة من طبقات التشكيل النصي دون أن يأتي عليها ويحللها التحليل المطلوب والكافي، وقد انتهى في ختام هذه المقاربات حول هذه القصص إلى نتيجة مفادها:
(أحسب في نهاية هذا المبحث، أننا سعينا إلى مقاربة نصية على مستوى الرؤية والأداة، من خلال آلية “الزماكانية” عبر قصتين للقاص السعودي خالد اليوسف. تقابلهما قصتان للقاصة المصرية إيمان عنان؛ مثلت – جميعا – تضفيرة تجريبية شكلا ومضمونا في نكهة إبداعية جديدة، بين جنسين أحدهما نثري خالص؛ هو القصة القصيرة جداً، وآخر يشترك فيه النثر والشعر عبر اشتغالات هذا الكتاب، وهو فن الإبيجرام في شكله النثري)(5)
وبهذا يكون الناقد قد استوفى فضاء الرؤية والمنهج وقدم لهذه النصوص قراءات استثنائية على مستوى التحليل النصي والرؤية الموضوعية، وبيّن أهمية الإبيجرام النثري على الرغم من أن هذا الفن الأدبي ارتبط بالشعر على نحو أوسع، غير أن الناقد استطاع أن يثبت بمقارباته النقدية العميقة الصورة النثرية الجميلة لهذا الفن، من خلال نصوص منتخبة بعناية وفّرت المساحة النقدية المناسبة لهذا الكشف النقدي التأسيسي.
ذهب الفصل الأخير الموسوم بـ (الإبيجرامات الشعرية) في هذا الكتاب، نحو فضاء الشعر، وهو الفضاء الأرحب والأكثر استجابة للمصطلح، وتناول الناقد الدكتور المغربي في المبحث الأول ما سمّاه: (شعرية الإبيجرام عند محمد الغزي: قراءة في الخطاب الصوفي)، وقد أتى على تجربة الشاعر الغزي بوصفها من التجارب العربية المهمة في هذا الميدان، وقد وصف ما قاربه من تجربة الشاعر على النحو الآتي:
(مثّلت تجربة الغزي الصوفية مقطوعات غاية في القصر كماً، غاية في اختصار المعنى ونتاج الدلالة من المسكوت عنه كيفاً، في الوقت نفسه)(6)
وقد حلل الرؤية الشعرية في هذا المناخ الشعري الصوفي الإبيجرامي عند الشاعر من خلال دلالتين شعريتين مهمتين، الأولى وضع لها عنوانا هو (الشرب والسكر)، تحت طائلة أعراف الشعر الصوفي الذي يولي هذه المسألة على وفق منظور صوفي خاص أهمية كبيرة، وتناول الناقد مجموعة من النصوص المنتخبة بعناية من تجربة الغزي الشعرية، وهي تستجيب بقوة لهذه الرؤية الشعرية الخاصة، أما الدلالة الثانية المتعلقة بـ (الموت والحياة بين الجسد والروح)، فقد قارب فيها الناقد نصوصا شعرية أخرى خاصة بجدلية الموت والحياة مقابل جدلية الجسد والروح، داخل مقاربة نقدية ضافية حللت كثيرا من التفاصيل المتعلقة بالموضوعات وبالأدوات الفنية التي تتجلى دائما في هذا النوع من الفن.
مثلما تناول الناقد تجربة الشاعر الحجيلي في المبحث الثاني، وقد جاء عنوانه للمبحث الثاني (شعرية الومضة في ديوان “جوامع الكَمِد” للحجيلي: جدلية التناص وأفق التوقع)، وقد قارب هذه التجربة في سياق عالمين، الأول هو (عالم اللغة) الذي تشكل عند الشاعر، كما يقول الناقد عن هذه الجزئية:
(من خلال بعض إبيجراماته التي بناها ومضات متتابعات. أو أتى بها ومضات عبر قصائد مستقلة، اتخذ من خلالها التناص وبخاصة الديني – توافقاً مع جوامع الكلم -ذريعة لاستبطان كمده)(7) .
وقارب في سياق العالم الآخر (عالم المرأة) الذي تكشف عن إشكال معين في مجال ثنائية الجسد والروح، إذ لخّص الناقد رؤيته في هذا المجال بقوله:
(مثّلت المرأة هاجسا آخر مقلقا عبر ومضات الحجيلي، ما مثّل له كمدا في التعبير عن تواصله معها، على مستوى الروح ودواعي الجسد)(8)
مما يكشف عن طبقات الرؤية التحليلية التي خاضها الناقد بكل ما يمتلك من آليات فاعلة وكاشفة، استطاع فيها وضع هذه التجربة على مستوى فن الإبيجرام موضع التنفيذ النقدي القادر على الكشف في أكثر من مستوى وعلى أكثر من صعيد، وربما تكشفت العملية النقدية للناقد في أكثر من مسار عن وعي حساسية الفضاء النقدي في النصوص التي أتى عليها، بما يخدم الرؤية النقدية والمنهج النقدي الذي عمل عليه داخل فضاء الكتاب.
اختتم الناقد الدكتور حافظ المغربي كتابه المهم والمثير، بالمبحث الأخير الموسوم بـ (فن الإبيجرام في الخطاب الشعري المعاصر: قصيدة “الثياب” لعبد الله الوشمي نموذجاً)، وقد أفاض الناقد في تحليل هذه القصيدة على وفق منهجه النقدي القائم على فعالية مصطلح (الإبيجرام)، وتدخل في طبقات القصيدة بوعي نقدي استثنائي على مستوى تحليل الرؤية والأداة، ومن خلال فعالية استنطاق البنية العميقة للنص في سياقات كثيرة، وانتهى الناقد من هذه القراءة النقدية المستفيضة إلى هذه النتيجة المركزة تركيزا نقديا كبيرا، وهي تمثل جوهر رؤيته النقدية في مجال حضور فن الإبيجرام في هذه القصيدة:
(أحسب في ختام هذا البحث: أنه قرّ في فهم المتلقي: أن الشاعر عبد الله الوشمي نجح – من خلال إبيجراماته التي وحّدتها في وعيٍ قصيدة / نص “الثياب” – في أن يتّخذ - في مفارقة كبرى فادحة من الثياب التي الأصل فيها الستر (مطلق الستر) – ذريعة لتعرية واقعه المحلي والعربي المعيش وكشف عوالمه المتباينة، التي قرأناها واستبطناها -أداة ورؤية -من خلال تحليلنا لمعظم الإبيجرامات التي سبرت غورها، وقد نجحت إبيجراماته بأن تنطق صادقة – في زعمي – بمغزى قول النفّري: “كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة”.
وهي تستدعي في النهاية ما أكّدناه من معنى حققته المفارقة الكبرى في استخدام “الثياب” الساترة ذريعة للكشف)(9)
بمعنى أن ثمة طبقة ظاهرة في هذه القصيدة وأخرى مضمرة، وقد تمكّن الناقد من الكشف عن الطبقتين معا في ظلّ قوة حضور الفن الأدبي الشعري الإبيجرامي، على نحو استطاع فيه الدكتور المغربي أن يضيف بكتابه هذا رؤية نقدية جديدة وطريفة إلى تجربته النقدية العميقة، بحيث تكسب المكتبة النقدية العربية الحديثة إضافة مهمة على هذا الصعيد.
______________
(1) أدبية الإبيجرام شعرا ونثرا، بين استشراف الرؤية وضيق العبارة، حافظ المغربي، دار أمجد للنشر والتوزيع، إبصار ناشرون وموزعون، دار كفاءة المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، عمّان – الأردن، ط1، 2023.
(2) م.م: 21.
(3) م.م: 46.
(4) م.م: 97.
(5) م.م: 111.
(6) م.م: 115.
(7) م.م: 153.
(8) م.م: 169.
(9) م.م: 218.