د. عدنان لفتة
كماء بارد في يوم صيف حار جاء قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم منصفاً للكرة العراقية بإبلاغ الاتحاد الفلسطيني أنَّ مباراته مع منتخبنا الوطني لن تقام في رام الله كما كان يخطط ولا في ملعب أي مشارك في منافسات المجموعة الثانية كما كان يأمل الأردنيون.
الخبر السار أنَّ العدالة تتحقق في إقامة هذه المباراة بمكان محايد أسوة ببقية منتخبات المجموعة بعد أن خاض الفلسطينيون جميع مباريات المنافسين في ملاعب كوالالمبور والدوحة وعمان فلماذا يطلبون نقل مباراة العراق فقط مما يعدّ إخلالاً واضحاً في التنافسية فلو أنَّ المنتخبات الأخرى لعبت في الأراضي الفلسطينية لم يكن العراق ليعترض أو يرفض طالما أنه يقوم بمثل ما قام به منافسوه.
الاحتمال الأقوى إقامة مباراة منتخبنا مع فلسطين في قطر أو الإمارات وهو قرار إيجابي يصب بمصلحة كرتنا ونهاية للجدل الدائر في مواقع التواصل بين المشجعين العراقيين والأردنيين، وهو انتصار أيضاً لموقف اتحاد كرة القدم الذي وُفق بهدوء في التنسيق مع المنظومة الدولية لإقامة المباراة بشكل عادل متوازن وهو قد أعرب مراراً عن دعمه للكرة الفلسطينية ووعد باللعب على أرضها حالما تنتهي التصفيات المونديالية.
الآن يتوجب على مسؤولي كرتنا أن يواصلوا العمل لخلق بيئة مناسبة للنجاح في جولتي التصفيات مع الكويت وفلسطين للفوز بنقاطهما الست والاقتراب كثيراً من حلم المونديال الذي يحتاج لعمل حقيقي فنياً وبدنياً ونفسياً لضمان النجاح، وهي المهمة التي تقع على عاتق المدرب الإسباني كاساس المطالب بدقة اختياراته للاعبين وعدم دعوة من لا يستحق الدعوة فالمنتخب هو المكان الأنسب للكفاءات والمواهب، ونحن على أعتاب مرحلة مصيرية حاسمة لا مجال فيها للتفريط بالنقاط مما يتطلب تشكيلات قوية تعبّر عن طموحات العراق بشيبه وشبابه، ولا مجال فيها للمجاملات وتطييب الخواطر وإرضاء بعض الأطراف على حساب سمعة كرتنا ومصلحة البلاد العالية.
واثقون أننا سنحقق النجاحات إذا وُفق المدرب في خياراته وتنفيذ أساليب لعب تُخرج منتخبنا من سلبياته وتُحرّر لاعبينا لتقديم مستويات رائعة تليق بأبناء الرافدين.