في اغلب الدول التي تتميز باقتصاد وطني رصين تقام مهرجانات التسويق ،التي اصبحت احدى الظواهر المنتشرة داخلياً وخارجياً ، لتحقيقها عوائد كبيرة، تتمثل في السمعة الدعائية للمنتجات الغذائية او الاستهلاكية، فالشركات المنتجة لهذه المنتجات تبذل أموالاً طائلة وتشارك في رصد جوائز مختلفة من أجل المنافسة، وإبراز منتجاتها وسلعها كمواد متميزة، تحظى بإقبال واستهلاك جماهيري كبير.
نمطية التسويق
تقول الخبيرة في الشأن الاقتصادي د . سلام سميسم ان “المهرجانات التسويقية مهمة للمستهلك والمنتج على حد سواء كونها تقوم بعملية التعريف عن المنتج والترويج له وتفتح ابواباً واسعة اكثر غير تقليدية لغرض تسويق المنتج “. واضافت سميسم لـ “الصباح”، ان “جميع الشركات كانت تختص باسلوب تقليدي واحد كمنافذ البيع والشراء في اسواق بيع الجملة والتجزئة او ما يسمى باسواق المفرد في محال التسوق”، لافتة الى ان هذه المهرجانات تشمل بيعاً مباشراً للمستهلك مرفوعاً عنه اسعار بدل الايجار وغيرها”.
وبينت ان “اغلب المشاركين في هذه المهرجانات ( كشركات وافراد ) يضعون اسعاراً تنافسية وعروضاً خاصة لزائري المهرجان لايصال سلعهم بصورة افضل وترك انطباع جيد لدى المستهلك”.
انجاح ريادة الأعمال
تشير سميسم الى ان” هذه المهرجانات التسويقية تفتح باباً لصناعة ( ريادة الاعمال ) لاسيما للشباب، كون هذه المهرجانات اسهمت بنجاح مشاريع للكثير من الشباب الذين يملكون (علامات تجارية ) جديدة مطروحة في سوق التنافس التجارية، لكن لم يتم التسويق لها بشكل جيد”. وتابعت “بالتالي يمكننا عد هذه المهرجانات بوابات الدخول الحقيقي الى سوق المنافسة التجارية مع اصحاب الشركات الاخرى وتكوين اسم تجاري حقيقي (علامة تجارية مسجلة) .
ولفتت سميسم الى “احتياج السوق العراقية الى علامات تجارية وشركات شبابية مالكة لافكار ابداعية جديدة في طريقة التسويق وطرح المنتج من خلال اقامة مهرجانات التسويق والاعلان بصورة غير تقليدية “.
وأكدت ان “تلك المهرجانات تضع المستهلك في تماس مباشر مع المنتج وتختصر حلقة من حلقات التسويق من المنتج الى المستهلك”، لافتة الى ان “ الحضور في تلك المهرجانات التسويقية يقلل من سعر البضاعة وبالتالي يبدو الفرق السعري في ميزانية المستهلك”.
وأعربت سميسم عن املها “بزيادة حركات التشجيع لريادة الاعمال ،التي تتمثل في بعض انواع القروض التي تمنحها الدولة من خلال البنك المركزي للمصارف الخاصة لتخصص جزءاً منها للمهرجانات التسويقية لتعزيز نشاطات المشاريع الجديدة والافكار الريادية “.
التواصل مع الزبائن
يقول احد المشاركين بمهرجانات التسويق في العاصمة بغداد وبقية المحافظات مصطفى زيدون خلف من (الوحدة الرقمية) ان “الهدف من اقامة المهرجانات هو تطوير اساليب التسويق والجمع مابين الشركات العملاقة والشركات الناشئة، التي يقودها عدد من الشباب ممن يملكون افكاراً جديدة على الساحة التجارية العراقية “.
ويضيف خلف لـ “الصباح” ان “ لمهرجانات التسويق عوائد متنوعة سواء للشركات الكبيرة من جهة ادامة جسور التواصل المستمر مع العملاء والمستهلكين، ومن جهة اخرى الترويج للمشاريع الشبابية الصغيرة الحديثة النشوء مع امكانية ربط المشاريع المتوسطة والصغيرة بالشركات الكبيرة”، لافتاً الى اتاحة الفرص للمشاريع الصغيرة بدخول السوق التجارية المحلية بقوة، مشيراً الى ان التسويق الالكتروني اصبح جزءاً لا غنى عنه في الترويج عن البضائع والسلع “.
ويرى ان “تطور اساليب التسويق ودخول التكنولوجيا لايغنيان عن المهرجانات التسويقية والمعارض ،التي تكون بتماس مباشر مع العملاء لمعرفة اهم المشاكل وتقديم الحلول لتلافيها في المستقبل وضمان استمرار عمل الشركة في طرح منتجاتها “.