الحلة: محمد عجيل
باتت ظاهرة استقطاب اللاعبين المغتربين من قبل الأندية الشمالية ملفاً جديراً بالاهتمام، مع تواجد أسماء بارزة على غرار أحمد ياسين وزميله جيلوان حمد في زاخو، وأسامة رشيد في أربيل، وبيتر كوركيس في دهوك وعباس محمد في نوروز وهيران أحمد في القوة الجوية واندريه السناطي وحميد الطائي في الميناء، أهل الاختصاص أكدوا أنَّ تواجدهم يُتيح لهم البقاء تحت أنظار مدرب المنتخب الوطني الإسباني خيسوس كاساس والتأقلم مع البيئة الكروية التي تعاني المعرقلات، لكنَّ السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تواجد السواد الأعظم منهم مع الأندية الشمالية؟ هل يعود ذلك إلى الأمور المالية، أو أنَّ هناك عوامل أخرى جعلت الأندية الجماهيرية في بغداد والجنوب أقل جذباً لهؤلاء المحترفين؟.
أندية الشمال أكثر احترافية
أول المتحدثين إلى ملحق «الصباح الرياضي»، كان لاعب المنتخب الوطني السابق والمعتزل حديثاً كرّار جاسم، الذي يرى أنَّ «اختيارات اللاعبين المغتربين تخضع لمعايير فنية دقيقة، مما يجعل الأندية الشمالية أكثر قدرة على استقطاب المواهب المحترفة»، موضحاً أنَّ «معظم التعاقدات في أندية بغداد أو الجنوب لا تحقق الفائدة المطلوبة، إذ إنَّ البعض من اللاعبين الأجانب الذين يتم استقطابهم لا يتمتعون بالمواصفات الفنية المطلوبة بخلاف أندية كردستان العراق».
ويضيف أنَّ “تلك الإدارات جلبت لاعبين مغتربين من أوروبا بدلاً من التعاقد مع محترفين من أفريقيا أو أميركا الجنوبية”، مبيناً أنَّ “قيمة لاعب مثل أحمد ياسين قد تساوي ميزانية عدد من اللاعبين الآخرين الذين قد يكلفون النادي أموالاً طائلة دون تقديم نفس الجودة». ويجد أنَّ “العامل المناخي قد يكون أحد الأسباب أيضاً، إذ يفضل بعض اللاعبين الأجواء القريبة من أوروبا، والتي تتوفر في إقليم كردستان، مما يمنحهم فرصة لتقديم أفضل ما لديهم من إمكانيات فنية».
الجانب المادي والحضور الجماهيري
من جانبه، يلفت المدرب السابق لنادي الديوانية، أحمد رحيم، إلى أنَّ «ارتباط اللاعبين المغتربين بالأندية الشمالية يعود بشكل رئيس إلى العامل المالي، إذ تمتلك تلك الفرق القدرة على دفع المستحقات المالية مقارنة ببقية الأندية»، مشيراً إلى أنَّ «الضغط الجماهيري في أندية العاصمة والجنوب يلعب دوراً كبيراً في هذه المسألة، مما يضع المحترفين تحت ضغوط كبيرة قد تؤثر في أدائهم».
ويردف قائلاً: إنَّ “الأندية الشمالية توفر بيئة أكثر استقراراً للاعب المغترب، بعيداً عن الضغط الجماهيري الموجود في بغداد والمحافظات الجنوبية، إذ إنَّ المشجع هناك يريد الفوز دائماً ولا يتقبل أي نتيجة أخرى».
التأقلم مع البيئة الكروية المحلية
في المقابل، ينوّه مدرب الجهد البدني في نادي النفط فارس جهاد بأنَّ «تواجد هذه الأسماء في الدوري العراقي ينعكس إيجاباً على المنتخب الوطني ويشعل لهيب المنافسة المحلية لأنَّ تقارب المستوى بين اللاعبين المغتربين والمحليين سيسهم في رفع جودة المنافسة»، موضحاً أنَّ «اطلاع اللاعبين المغتربين على البيئة الكروية العراقية يسهل عليهم التأقلم عند تمثيل المنتخب الوطني ويزيد من احتمالية انضمامهم إلى (أسود الرافدين)، في ظل متابعة قوية من قبل المدرب خيسوس كاساس وطاقمه المساعد للدوري المحلي».
ختاماً
يبقى السؤال مطروحاً: هل ستتمكن الأندية الجماهيرية في بغداد والجنوب من كسر هذه القاعدة وجذب اللاعبين المغتربين إلى صفوفها؟ أو أنَّ العوامل المالية والبيئية ستظل تُرجّح كفة الأندية الشمالية؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.