كتابة: د عدنان لفتة
فوضى حقيقية تعيشها بعض الأندية الجماهيرية التي تركت الحبل على الغارب لبعض مشجعيها كي يتصرفوا وكأنهم قادة النادي ومسؤولوه بدلا من أن يعرفوا مكانهم الطبيعي على المدرجات داعمين ومساندين.
الصورة الأكثر سوداوية تظهر في القوة الجوية، إذ يقوم بعض مشجّعيه بدور سلبي للغاية في التصريحات الاستفزازية غير اللائقة بكيان عريق مثل القوة الجوية فهم يهاجمون الأندية الأخرى بلا احترام بل يصدرون بيانات تحريضية حتى على إدارة الجوية الصامتة التي لا تردّ عليهم مما يعطيهم مساحة أكبر للتجاوزات.
ارحلوا عن النادي
آخر تغريدات أحد المشجعين جاءت بعد الخسارة برباعية أمام النجف: (إدارة الجوية، الكادر التدريبي، اللاعبون، العاملون في نادي القوة الجوية جميعاً انتهى وقتكم وحان وقت رحيلكم، بكل أدب واحترام لا نريد سلك أمور أخرى ولم يبقَ لديكم أي شيء).. غريب فعلاً وكأنه رئيس النادي، وبدلاً من أن يقدم الدعم للفريق وهو يعيش أزمة حقيقية يجعل من نفسه سلطاناً عليه.
مشجع آخر رمى بمكبّرة الصوت تجاه أحد لاعبي المنافس في تصرف مرفوض، وحسناً فعلت وزارة الداخلية بمنعه من دخول الملاعب بعد أن تجاهل اتحاد الكرة معاقبته، وكيف له بعقابه وهو أصلاً بلا لجنة انضباط، المشجع المذكور ما زالت تلتقيه بعض القنوات الفضائية والمنصات الإلكترونية ويهاجم فيها الأندية الأخرى بلا احترام أو قيمة رياضية!! وهو أمر، يجب أن يعاد النظر فيه لاسيما وهو أحد أعضاء رابطة مشجعي منتخبنا الوطني.
شجار مع صحفي
وفي مدرّجات الزوراء دخل بعض مشجعيها بمشاجرة مع مراسل صحفي، لتصدر المؤسسة التي ينتمي لها الصحفي بياناً عن الاعتداء وصفت فيه من قام بفعل الأمر «بالعصابات».
وهو أمر غير مقبول فاحترام العمل الإعلامي ضرورة قصوى وكان على إدارة الزوراء أن تسارع إلى تقديم الاعتذار بدلاً عن الصمت وإفهام عموم مشجعيها أنَّ احترام الآخر يجب أن يسود دوماً وعدم الدخول في مشاحنات وجدالات توتر الأجواء بين المشجعين وربما تؤدي إلى الانفلات والفوضى وتقود إلى العنف الذي لا نريد له أن يحضر في ملاعبنا.
حجارة دموية بلا عقاب
وحتى الآن لم تصدر أي عقوبة ضد من رمى الحجارة الدموية التي أصابت رأس الحكم الدولي المساعد حسين فلاح في مباراة كربلاء ودهوك.
وكان مشهداً مؤلماً وحزيناً في ملاعبنا التي ترفض تصرفات كهذه لا يصح ظهورها ونحن نباهي بمشجعينا وحضورهم وأدوارهم في مساندة منتخباتنا الوطنية.
وما حدث في ملعب كربلاء تكرر في ملعب الفيحاء الذي شهد اعتداءً على الحكم الدولي الشاب محمد طارق أحمد من قبل بعض المحسوبين على فريق نفط البصرة ولم نجد تحقيقاً أو معاقبة للمسيء بل أنَّ الأمور، تفاقمت في لجنة الحكام التي سجّلت تجاذبات عجيبة بين رئيس لجنة الحكام والحكم المعتدى عليه أفضت إلى معاقبته بالحرمان من التحكيم لستة أشهر بذريعة تجاوزه على أعضاء اللجنة!!
خففوا من التشنجات
الصور الأجمل تظهر في ملاعب دهوك وزاخو، حيث الحضور الجماهيري الأوسع والأكبر وعمليات التشجيع تتم بأشكال وممارسات جميلة نتمنى أن تعمم مع ضرورة المحافظة على الأمن العام واحترام الضيوف كي نقدم صورة جميلة عن مدرجاتنا الأنيقة.
المشجعون مطالبون بإنهاء التشنجات والامتناع عن خلق حالات الكراهية والضغينة بين أنديتنا فالخاسر الأكبر هو الروح الرياضية.
المطلوب عقلاء على المدرجات ينصتون لصوت العقل ولا ينجرون للإساءات والتجاوزات، لن يمنعك أحد من تشجيع فريقك ومديحه وتمجيده فهذا حق طبيعي لك ولكن احترم الآخر ولا تسئ له، انشغل بفريقك ولاعبيه ومدربيه ودع عنك الفريق الآخر، جميل أن يسود بيننا الاحترام وأن نتقبل الآخر والخسارة بكل معانيها كما نهلل للفوز ونفرح به فكان مشهداً جميلاً لرئيس رابطة مشجعي الشرطة حيدر نادر بعد فوز فريقه على الجوية أن يبادر إلى مواساة رئيس رابطة مشجعي الجوية ويحاول نزع فتيل أي أزمة أو خلاف، وهو السلوك الرياضي الجميل الذي نتمنى أن يسود في ملاعبنا لأنَّ الجوية والشرطة والزوراء والطلبة وكل أنديتنا الأخرى ركائز كرتنا وعمادها ونفخر بكل تصرف جميل يظهر بين مشجعيها أو لاعبيها.
الأناقة أن يبادر المشجعون إلى مبادرات تنافسية بينهم لمساندة فرقهم بهتافات جميلة وأغان معبرة تعزز المحبة والسلام في ملاعبنا وتساند حضور فرقهم ولا تسيء إلى أي فريق آخر فكرة القدم تبنى دوماً على الاحترام والمحبة.
المشجعون داعمون ووجودهم على المدرجات ضروري ولا ينبغي أن يتجاوزوا على إدارات أنديتهم أو مدربيهم أو يلغوا أدوارها ويتصرفون وكأنهم رؤساء لتلك الأندية ومن يتحكم فيها وهو شأن لا يقبله أحد، لأنَّ المشجع حريص على ناديه وعليه أن يكون قدوة في التصرف والتشجيع وليس أن يكون سبباً في تدهور الفريق أو تدمير العلاقات فيه.
ما يحدث للقوة الجوية من تراجع على المستوى الفني والنتائج يمكن أن يتوقف بدعم الجمهور والوقوف مع الفريق في السرّاء والضرّاء، وما يحدث مع الشرطة من خسارة لبعض النقاط يجب أن يكون محفزاً للمشجعين كي يكونوا سنداً وعوناً للفريق، وحينما يتراجع الزوراء أو الطلبة في بعض المباريات فلا يعني ذلك تخلي المشجعين عنه، لابد أن يكون المشجعون أكثر حرصاً على أمن ملاعبنا وسلامتها لأنهم العامل الأبرز في رفع الحظر عن كل مدننا وملاعبنا وهم الصفحة الناصعة لإبراز دور بلدنا في كل المحافل الدولية خلقاً وسلوكاً وتصرفاً.