المحترفون الأفارقة وأثرهم الفني في دورينا

الرياضة 2025/02/04
...

   الحلة: محمد عجيل 


ألقت آلية استقطاب اللاعبين الأفارقة منذ سنوات في الدوري العراقي بظلالها السلبية على اللعبة، إذ لم تحقق أغراضها الفنية بشأن رفع جودة المنافسة في المسابقة أو الإسهام في تطوير قدرات اللاعبين المحليين، ولا حتى في إضفاء المتعة الكروية على الأديم الأخضر، فالبعض منهم غادر سريعاً دون أن يترك أي بصمة، في حين وجد آخرون أنفسهم يتنقلون بين أندية الدوري الممتاز والدرجة الأولى بحثاً عن أي فرصة مقدمة له فقط لإكمال العدد أو لسد بعض النواقص بعيداً عن مبدأ التنافس على المراكز.

إذ بقيت العوامل المالية المحرك الأساسي لهذا التوجه، بسبب أنَّ اللاعب الأفريقي تميز بانخفاض تكلفته مقارنة بلاعبي الجنسيات الأخرى، فضلاً عن قلة مطالبه في ما يتعلق بالسكن والتنقل، إذ يكتفي بما هو متاح من قبل إدارات الأندية لكنّ الأهم من هذا وذاك هو أين المعيار الفني في هذه الصفقات؟!

وبهذا الصدد، رأى الخبير الكروي عبد الإله عبد الحميد، أنَّ وجود اللاعبين الأفارقة في الدوري المحلي لم يسهم بشكل فعَّال في تطوير مسابقة الدوري والارتقاء بالمستوى الفني للأندية المحلية بسبب افتقار العديد منهم للجوانب المهارية المطلوبة، مؤكداً أنَّ تواجد البعض منهم شكل أعباء مالية ثقيلة على الإدارات كون السواد الأعظم منهم يعاني إصابات مزمنة ظهرت عليهم خلال الجولات الماضية.

وقال الخبير عبد الحميد المعروف بخبرته الواسعة مع منتخبات الشباب والفئات العمرية والأندية المحلية في تصريح خص به ملحق “الصباح الرياضي”: إنَّ “عملية اختيار اللاعبين الأفارقة غالباً ما تكون خاطئة، ولا تستند إلى معايير دقيقة أو فحوصات طبية متكاملة يجريها متخصصون في الإصابات الرياضية”، موضحاً أنَّ “تقييم هؤلاء اللاعبين يعتمد غالباً على لقطات فيديو يتم إرسالها عبر وسطاء فقط”، داعياً في الوقت نفسه إلى “وضع معايير علمية عند اختيار المحترفين، تتضمن إجراء اختبارات ميدانية خلال المباريات التجريبية تحت إشراف الجهاز الفني للنادي، بحيث يتحمل الطاقم الفني المسؤولية الكاملة عن قراراته بعيداً عن الشبهات أو الانتقادات وتعويضهم خلال فترة الانتقالات».

واقترح عبد الحميد على “اتحاد الكرة تقليص عدد اللاعبين المحترفين في الدوري من ستة إلى ثلاثة لاعبين، بهدف إتاحة الفرصة أمام المواهب المحلية لإثبات قدراتها”، مستشهداً “بتجربة الكرة السعودية التي عانت أزمة مشابهة بسبب الاستعانة بثمانية لاعبين محترفين لكنّ تلك الدعوة لم تلقَ استجابة من رئيس الاتحاد”، محذراً من “حالات الاحتيال عن طريق إرسال لاعبين مختلفين عن أولئك الذين يتم التعاقد معهم من خلال وسطاء، مما تسبب في أزمات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)” مضيفاً أنَّ “هذه الأزمات أدت في بعض الحالات إلى فرض عقوبات وحظر على أندية عراقية، مثل الميناء والقاسم وكربلاء، نتيجة الشكاوى المقدمة من اللاعبين ضد إدارات هذه الأندية».