لدى توجيه سؤال الى العالم (البرت اينشتاين) عن امكانية ان تنقذ العالم في ساعة واحدة، فاجاب ان اول (55) دقيقة، يجب ان تشخص فيها المشكلة بمجالاتها وعناصرها وابعادها، والدقائق الـ (5) الباقية لحلها .
فهل كان لهذه المقولة الفذة نصيب في قرار اعادة هيكلة القطاعات الانتاجية الثلاثة، الزراعي والصناعي والخدمي، والاخير مهم بسبب تعامله المباشر ومساسه بحياة الافراد، اذ يمثل الخدمة التي تمتد من الكهرباء الى السكن والمصارف والتجارة والتعليم والصحة والنقل، ولذلك يعد هو الاكبر والاوسع في تماسه المباشر مع الجميع.
لدينا نماذج من الثنائيات في قطاع الخدمات كالكهرباء والصحة والمصارف، ليست متكاملة وهدفها ليس موحدا او متطورا، كما لمسناها في الكهرباء بين الجباية وتجهيز الطاقة اذ انها تلكأت، فضلا عن ازدواجية تلبية احتياجات الطاقة من المولدة الاهلية والكهرباء الوطنية.. انها علاقات شراكة غير متوازنة ولا
متكاملة.
اما الخدمة المصرفية المقدمة للمتقاعدين مثلا، فتوجد فيها فروقات بين عمولة التاجر( صاحب المنفذ) وبين عمولة مصرفي الرافدين والرشيد، تتراوح بين الصفر في المصرفين ولدى اصحاب المنافذ تتراوح بنسبة من الرسمية، ثلاثة في الالف الى زيادة بسيطة بين البائع والمشتري،فما الداعي لذلك؟.
اذن لا بد من مراجعة حيث لم تكتمل عملية توطين الرواتب في العراق بعد، كما ان (المنافذ) لم تتطور الى وكيل للمصرف كمروج لها ولا اصبح لديها صراف آلي، ما يعني انها ازدواجية عقيمة، فاذا لم يكن لها منتج جديد فتكون قد اصبحت حلقة زائدة أو امتدادا بيروقراطيا له شوائبه.
اما الخدمة الصحية المباشرة فهي مزدوجة حتى داخل القطاع العام، فمثلا دار التمريض الخاص في مدينة الطب بمثابة رعاية ذات خمسة نجوم للميسورين، وعلى بعد امتار عنه في نفس المؤسسة جناح خدمته مجانية بنجمة او نجمتين باحسن الاحوال، نرى ان لا حل لازدواجية الخدمة الصحية الا التأمين الصحي، وتطوير المستوصفات للعلاج الوقائي، ثم الا يذكرنا ذلك بالمطالبة بابسط حقوقنا الدستورية والشرعية، من حيث تحسين الخدمات ورفع مستوى جودة المعيشة والحصول على الكهرباء وتحسين واقع الصحة والسكن والتعليم، حيث ان التفاوت والازدواجية وعدم التكامل بين القطاعين العام والخاص دائما ما يكون في هذه القطاعات سيد
الموقف .
المرحلة الراهنة تحتم على اصحاب القرار ان يشخصوا ابعاد وافاق هذه الثنائيات العقيمة، اذا ما استمرت في هذا النمط من الاداء، في الادارة بمرافق الخدمة لتكون الخمس دقائق الاخيرة من ساعة اينشتاين حاسمة باقل الكلف وتواكب تكامل القطاعات الخدمية الثلاثة.