كتب: علي النعيمي
لم تأت فكرة تعيين الاتحاد الموريتاني لكرة القدم للإسباني أريتز لوبيز غاراي مدرّباً للفريق الأول خلفاً لزميله أمير عبدو من فراغ، بل جاءت بعد دراسة معمقة أجرتها اللجنة الفنية، معتمدة على تقارير دقيقة شملت تقييمات كمية ونوعية لأداء غاراي مع كتيبة المرابطين للمنتخبات المحلية، إذ أثبت جدارته في البطولة القارية للأسماء الواعدة، وقدم مجموعة من المواهب الجديدة، كذلك اتسم أداء الفريق بالمتعة والسلاسة في البناء الهجومي، لا سيما في وسط الملعب، بالإضافة إلى اعتماد أسلوب تكتيكي جماعي يعكس رؤية متطورة في عالم التدريب.
لماذا لا تنظم آسيا بطولة للمحليين؟
في ظل هذا النموذج المميز، يبرز تساؤل منطقي: لماذا لا يفكر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في تنظيم بطولة قارية للاعبين المحليين، على غرار ما يقوم به نظيره الأفريقي من خلال بطولة (أمم أفريقيا للمحليين)؟، إذ يمكن أن يكون هذا التجمع بديلاً مثالياً لفكرة المنتخبات الرديفة وبقالب تطويري في المقام الأول، مع إلغاء البطولات الإقليمية المتفرقة مثل «بطولات العرب، غرب آسيا، وشرق ووسط آسيا».
بنى تحتية متطورة
بعبارة أخرى، يمكن أن تُنظَّم البطولة الآسيوية للمحليين بالتناوب مع بطولة كأس القارة، مما يسهم في تقليل ازدحام الجدول الدولي للمنتخبات الأولى، علماً أنَّ قارتنا الصفراء تتمتع ببنية تحتية رياضية متقدمة تفوق نظيرتها في أفريقيا وأميركا اللاتينية، مما يجعلها قادرة على استضافة بطولة بهذا الحجم بسهولة.
فينغر: العالمية ترتقي بالقارة
خبير الفيفا الفرنسي أرسين فينغر قد سبق الجميع في هذا التساؤل عندما صرّح خلال إحدى بطولات العرب التي نظّمتها قطر، قائلاً: «مواهب قارة آسيا لا تزال بعيدة عن خامات أفريقيا الواعدة، كون تطوير منتخبات القارة يتحقق فقط عندما يكون قوام أي فريق، خلال تصفيات كأس العالم أو الاستحقاقات الإقليمية، من اللاعبين الذين ينشطون في الدوريات الأوروبية وهنا ستكون فرصة مثالية لإيجاد البدائل في التجمعات الثانوية».
اكتشاف المواهب
إنَّ إقامة بطولة قارية للمحليين في آسيا ستكون فرصة ذهبية لمنتخبات مثل العراق، إيران، كوريا الجنوبية، اليابان، أوزبكستان، وتايلاند، التي تمتلك قواعد كبيرة من اللاعبين المحترفين والمغتربين كما ستمنح هذه البطولة الأندية القارية حافزاً لتطوير لاعبيها المحليين واكتشاف بدائل مقتدرة تغذي فرقها الوطنية.
مسؤولية الأندية
نجد أنَّ هذا المشروع لن يُعزز المنافسة فقط، بل سيُشكل منصة لاستكشاف مواهب جديدة، ويتيح لمدربي الدوريات المحلية، مثل دوري نجوم العراق، تجربة أفكارهم التكتيكية واكتشاف أسماء كروية مميزة، كما يمنح جماهير كرة القدم فرصة متابعة منافسات أكثر تشويقاً وفي المقابل ستكون أنديتنا على المحك لاكتشاف البدائل التي ستمثل المنتخب المحلي، لأنهم سيخضعون لتقييم قدراتهم الخططية والمهارية، والتركيز على أساليب تكوينهم الكروي وأسس بنائهم التأسيسي.