أشدنا كثيراً، وفي غير مُناسبة، بالنقلة النوعية، التي أصابها اتحاد كرة القدم في جانب عملية تنظيم المسابقة الوطنية لكرة القدم بركونه إلى تأسيس دوري نجوم العراق ومنحه الاستقلالية الفنية والإدارية والمالية بهدف الارتقاء في جوانبه العديدة، مع منح الأندية المُشاركة الفسحة المطلوبة من الحرية، التي تُمكنها من تهيئة أمورها المالية وجعلها من خلال تنظيم فعالياتها شريكاً في عملية التطوير، وهذه بمُجملها عملية لاقت إشارات الترحيب من قبل الجميع، كما أنها أصبحت مثار الإعجاب لأنها تعكس رؤية حقيقية ومنطقية لإضفاء حلقات التميّز على اللعبة، وتضعها في المكانة الفنية، التي تُسهم في تطور الكرة الوطنية وهي الغاية التي يتطلع من تعنيه الكرة الوطنية لأن يراها.
ومع أننا نضع على طاولة النقاش، جملة من المآخذ على رحلة المسابقة في نسختيها الأولى والثانية والتي قطعت نصف مشوارها للموسم الحالي، إلا أنَّ الحديث لا يعني التقليل من الجهود الحثيثة، التي تُواصل إدارة المنظومة بذلها بشغف كبير، لأنها خطوات إيجابية عكست قفزات تحققت للعبة، لكنَّ المنطق المهني يفرض علينا في جانب آخر أن نكون مُنصفين في رؤانا وكما أشدنا ونواصل الإشادة بالعمل الإيجابي، فإنَّ تأشير مَواطن السلب مطلوب أيضاً، طالما أنَّ الأمر يجري في باحة أداء دورنا كشركاء إيجابيين، غايتنا الأولى والأخيرة تسليط الضوء على الأخطاء بهدف تجاوزها كوننا نُدرك- عن يقين- أنَّ لنا دوراً ينبغي أن نُؤديه بمهنية عالية ودون تجاوز لحدودنا.
كل من تابع ويتابع مباريات دوري نجوم العراق لكرة القدم يقف على حقيقة مفادُها أنَّ مُؤشر المستوى الفني بقي منخفضاً ولم يُساير أغلب حلقات المنظومة، التي شهدت تطوراً ملحوظاً، إذ إنَّ المسابقة لم تضعنا في دائرة تجعلنا نرى أنَّ أنديتنا ظهرت بالصورة المنشودة، بل على العكس فإنَّ بين فرق المُسابقة من تدنى أكثر المستوى الفني لها وفي الجانبين الجماعي كتشكيلة وفي الجانب الفردي كلاعبين، إذ إنَّ المُتابعين لم يروا بين المُتواجدين لاعباً يستقر في منطقة أداء معينة، فالتذبذب في العطاء بقي السمة الظاهرة على اللاعبين جميعاً، وهي حال عكستها خيارات مدرب المنتخب الوطني الإسباني خيسوس كاساس، الذي تُفيد بعض أخباره بأنه لم يجد خلال مُتابعته مُباريات الدوري، لاسيما المُقابلات التي تُصنّف على أنها جماهيرية، لاعبين جدداً يُمكن الاعتماد عليهم.
خلاصة الرأي، هي أنَّ عنوان المُسابقة الموسوم بدوري نجوم العراق تُرافقه عديد المُفارقات لعلّ أبرزها القفزة النوعية في جوانب والإخفاق في العثور على طريق التوفيق والفلاح في جوانب أخرى في مقدمتها الفاصلة الفنية، التي لم تشهد تطوراً يُشار إليه بعدما أخفقت الأندية في خياراتها ولم تأت استثماراتُها في تَسوّقها للاعبين مُوفقة، إلى جانب أنَّ أغلب أنديتنا لم تعتمد في سياساتها على توفير الفرص للاعبي فرقها الرديفة وهو ما جعلها تُعاني في هذا الجانب وتصرف ميزانياتها في التعاقد مع لاعبين مُحترفين لم ينجح سوادهم الأعظم في إثبات وجوده، وبالنتيجة قاد هذا الأمر المُسابقة إلى الإخفاق في الظهور بالمستوى الفني، الذي ينتظره الجميع من مسابقة عنوانها أكبر بكثير من مضمونها الفني.