الميناء والخلطة السحريَّة

الرياضة 2025/03/13
...

علي حنون



السؤال هو عنوان، والعنوان ينتظر إجابة، والإجابة في جوهرها، هي في متناول (ربان سفينة) الميناء الجديد القديم السوري حسام السيد، الذي سبق وحقق مع العريق عديد النتائج الإيجابية وأصبح حينها المُدرب، الذي اجتمع له القوم وأجمع عليه عشاق الميناء قائداً فنياً ليُواصل المشوار مع الأزرق، لكن حدثت أمور وقتها جعلت خروجه مطلوباً، ورغم ابتعاده فإنه بقي حاضراً في ذاكرة الجمهور البصري ويقطن في زاوية مضيئة.

مرةً أخرى يتجدد اللقاء مع المدرب المذكور ليُعاود قيادة الميناء في رحلة يتطلع الجميع لأن تكون نهايتها مُغلفة بحلقات التوفيق والنجاح وقيادة التشكيلة، التي هي ليست من خياراته للبقاء في المناطق الدافئة بعدما أصبحت أحلام تحقيق مركز متقدم في لائحة دوري نجوم العراق بنسخته الثانية، مُجرد أضغاث أحلام بسبب إخفاق سلفه المدرب الإسباني بابلو في ترتيب أوراق التشكيلة الزرقاء فكثرت الإخفاقات وذهبت الأمور إلى الأسوأ.

لكن يبقى السؤال الأول، ما الذي يُمكن أن يصيبه السوري مع الفريق البصري، في كنف أجواء فنية لم يكن مسؤولاً عنها؟ ولعل الإجابة التي يستطيع المتابعون والمعنيون تسويقها تُؤكد أنَّ الغاية باتت مُحددة وتتمثل بالهروب من المناطق السلبية وهو أمر تتفق الإدارة فيه مع المدرب وأيضاً هو ما يدركه اللاعبون، لذلك بلغت الأمور شاطئ التوافق بعدما تيقنت جميع الأطراف أنَّ المحافظة على رغبة التواجد في دوري النجوم هي الغاية الحالية وعلى الجميع العمل وفق هذه الجزئية الأهم.

ولأنَّ حسام السيد يقف على دراية بتفاصيل العمل مع نادي الميناء ويعي أنَّ الفريق يتلقى الدعم الجيد من شركة الموانئ وتحديداً من قبل رئيسها الدكتور فرحان الفرطوسي وأنَّ الفريق يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة وبين صفوفه تتواجد نخبة من الأسماء الجيدة التي لم تستثمر بالصورة الصحيحة، فإنه عمل منذ المباراة الأولى على أمر مهم وهو تطويع الدعم لصالح تحقيق التوازن في أداء اللاعبين مع توظيف قدراتهم بالصورة المطلوبة إلى جانب تركيزه في هذه المدة الزمنية القصيرة على العامل النفسي الذي هو السلاح الأمضى، لأنه يُؤمن كذلك أنَّ التغيير الجوهري في هذه الفاصلة صعب جداً ولا يستطيع معها رسم خارطة أسلوب جديد للأداء.

من هنا كان الأهم لديه تطوير القدرات البدنية للاعبين مع زيادة الجرعات المعنوية وهي طريقة بدت نتائجها الإيجابية تظهر سريعاً سواء في طريقة الأداء أو من خلال النتائج، والأكيد هو أنَّ بقاء المدرب في الموسم المقبل سيجعل الميناء أحد الفرق المُؤهلة للوقوف في المربع الذهبي، وبلا ريب فإنَّ الفكرة الحالية التي تذهب باتجاه ضرورة زرع المزيد من بذور الثقة في أرض جهود الجهاز الفني للفريق وبكامل كادره، بعدما وُفق في محطات قليلة في إعادة عديد المُتعلقات الفنية إلى نصابها، لأنه وفي حال رغبنا في مشاهدة فريق مُغاير في نسخة دوري نجوم العراق الثالثة، علينا أن نجدد الثقة بالمدرب ومساعديه أحمد رحيم وناصر طلاع ومدحت عبد الحسين ومدرب اللياقة البدنية، لأنهم كادر مُنسجم ويمتلك الخبرة المطلوبة وبعد انتهاء الموسم الحالي سيكون أمام الجهاز الفني فسحة كبيرة من الوقت لوضع سياسة فنية لإعداد (السفانة) للموسم المقبل ومعهم يقيناً ستكون الصورة أكثر وضوحاً.