عدنان حمد: لهذه الأسباب منتخبنا الوطني جدير وقادر على بلوغ المونديال

الرياضة 2025/03/18
...

  حوار: خالد جاسم

 الحوار مع مدرب ثر في تجاربه ونجاحاته التدريبية على مختلف الأصعدة يكتسب أهمية كبيرة ولا سيما إذا كان هذا الطراز من المدربين بعيداً عن الساحة التدريبية المحلية مع أنه قريب جداً من نبض الكرة العراقية وحريص جداً على متابعتها وإن طالت مسافة البعد واستمرت قساوة الاغتراب.. ومن هنا جاء الحديث مع المدرب الوطني عدنان حمد غنياً في الأفكار والرؤى والتصورات التي تحاكي العديد من المواقف وتسلط نقاط الضوء على محطات سابقة وحالية ومقبلة ندع تفاصيلها تحت أنظار أحبتنا القرّاء.

 الحكاية مع نادي العروبة

* كيف رضي الكابتن عدنان حمد المجازفة بتسلم فريق يقبع في أسفل سلم دوري روشن السعودي؟. هل كانت نوعاً من التحدي.. إثبات الذات.. ملء الفراغ التدريبي.. أو أن هناك أسباباً أخرى؟

- قبولي بالمهمة جاء برغم معرفتي التامة بصعوبتها وكونها مجازفة حقيقية لأنَّ دوري المحترفين السعودي كما تعلمون دوري قوي وصعب جداً بالإضافة إلى وجود تباين كبير بين أنديته, إذ إنَّ هناك أندية تمتلك ميزانيات مالية ضخمة ونادي العروبة هو ناد صاعد حديثاً إلى دوري المحترفين وعانى كثيراً على صعيد النتائج والإصابات المتعددة في صفوفه, ومن هنا وافقت على المهمة ليس من أجل ملء الفراغ التدريبي لأنني تلقيت ومنذ تركي مهمة تدريب المنتخب الأردني نحو (15) عرضاً تدريبياً من الشرق والغرب بل موافقتي هي نوع من التحدي لأنني أحب الدوري السعودي ومتابع له وكنت راغباً خوض تجربة التدريب فيه وكلي ثقة بنفسي في إثبات ذاتي وتقديم عمل جيد إذا سارت الأمور بطريقة حسنة.


* المد التصاعدي لنادي العروبة عبر (4) انتصارات متتالية كان أهمها على النصر لكنَّ الخسارة أمام الاتفاق وضعت استفهامات عدة.. ماذا حدث؟

- كل المباريات صعبة ومكثفة والفريق يعاني من إصابات كثيرة خصوصاً لدى المحترفين وغياب لاعب محترف واحد قد يؤثر سلباً في أداء أي فريق ولا سيما أنَّ نظام الدوري السعودي يحتم مشاركة (8) محترفين من مجموع (10) لاعبين في كل فريق, ومنذ تسلّمي نادي العروبة لم يكتمل عندي عقد المحترفين لذلك واجهنا صعوبات فنية, وفي مباراتنا مع الاتفاق قدمنا مستوى جيداً وكنا نستحق التعادل في أضعف الأحوال خصوصاً بعد إضاعتنا ركلة جزاء في الربع ساعة الأولى من المباراة والتي كان بالإمكان أن تغير مسار المواجهة لكننا خسرنا (1 – 2) وكنت راضياً عن الفريق, وكما تعلم أنَّ نادي الاتفاق هو على مستوى عال ومدربه (جيرارد) ولديه ميزانية مفتوحة ومتعاقد مع لاعبين على مستوى عال. 

 

 باق حتى نهاية المشوار

* هل ستمضي مع العروبة حتى نهاية المشوار وماذا ترى في الأفق القريب؟

- نعم سوف أكمل المشوار مع العروبة حتى نهاية الموسم لأنَّ اتفاقي مع مجلس إدارة النادي هو إبقاء الفريق في دوري المحترفين, والحمد الله فريقنا في وضع جيد في المركز الثاني عشر ولا تزال لدينا مجموعة من المباريات نحتاج منها من (8 إلى 9) نقاط، لضمان البقاء في دوري المحترفين مع أننا نعاني صعوبات ومشكلات، بعضها إدارية وأيضاً معاناتنا من حضور الإصابات في صفوف المحترفين, وأعتقد أنَّ التوقف الدولي سوف يخدمنا في ترتيب أمورنا وإن شاء الله نحقق الهدف وهو إنجاز كبير للفريق بحد ذاته. أما البقاء أو عدم البقاء فهو أمر سابق لأوانه وأنت تعرفني جيداً فأنا لا أفكر وفق هذا المنظور بقدر تفكيري في عملي وتحقيق الأهداف التي حضرت من أجلها وبعدها لكل حادث حديث خصوصا وأنَّ الدوري السعودي دوري جميل وممتع واحترافي لكنه صعب في نفس الوقت حتى في موضوعة السفر, فالسعودية كبيرة المساحة ومدنها متباعدة وأحياناً تتطلب المباراة منك السفر (9) ساعات في الذهاب ومثلها في العودة أو تضطر للسفر في طائرتين لبلوغ أماكن مثل أبها والقصيم والدمام والأحساء.


* تجربة الاحتراف في الدوري السعودي الصعب.. أين تضعها في سلم التقييم الفني والاحترافي في مسيرتك التدريبية؟

- كما تعلم لدي تجارب كثيرة في التدريب واليوم أتحدث عن مسيرة (30) عاماً في المهنة التي ابتدأت رسمياً عام (1995) وكانت مع نادي الزوراء وقبلها مع نادي سامراء لاعباً ومدرباً ومع الزوراء في أول تجربة أحرزت ثنائية الدوري والكأس ونحن الآن في عام (2025) وعشت خلالها تجارب كثيرة ومنها تجربتي مع المنتخب الأردني وهي تجربة غنية جداً استمرت سبع سنوات وأيضاً تجربتي التي لم تكتمل مع منتخب البحرين ولكل تجربة بالطبع ظروفها وإمكانياتها وأهدافها.

 

 بين ثلاثة تخصصات

 * عملك التجاري والشهادة الأكاديمية (الدكتوراه) يحتمان وجودك في عمان والتدريب وضعك في الرياض وضحيت بالعمل محللاً كروياً في أشهر الفضائيات الرياضية.. أين تجد نفسك وسط كل هذه المترادفات؟

- لا يوجد عندي عمل تجاري متفرغ له في الأساس وشهادة الدكتوراه لم تكن غايتي من الحصول عليها التكسب أو اتخاذها وسيلة عيش بل سعيت من أجلها بهدف توثيق الرياضة العراقية وكرة القدم بشكل خاص بعد 2003 ولا سيما أنَّ أطروحتي في الدكتوراه كانت تتعلق بقضية تدريب وإعداد المنتخبات الوطنية العراقية وهي عملية توثيق للأجيال المقبلة. أما مسألة بقائي في العاصمة الأردنية عمّان فهناك عائلتي لكني مقيم في السعودية لأنني عشقت العمل في دوري المحترفين السعودي وهو يحتاج مني التضحية في الابتعاد عن العائلة.


* وعملك كمحلل كروي ؟

- عملت محللاً كروياً في قناة (بن سبورت) على مدى أربعة أعوام وكنت مرتاحاً في عملي حتى تسلمي طلباً من الأمير علي بن الحسين بشأن تولي مهمة تدريب المنتخب الأردني وبنائه من جديد فلبيت الدعوة وتركت القناة الرياضية وغادرت الدوحة.


* هل وصل الكابتن عدنان حمد إلى مرحلة الاكتفاء في علوم التدريب ومغادرة تجارب المعايشات التدريبية مع الفرق العالمية؟

- مهما يبلغ المدرب من عمق وثراء في التدريب يبقى بحاجة إلى الدراسة والمتابعة, أما مسألة المعايشة فما عادت برأيي نافعة لأنَّ كل شيء أصبح متاحاً ومتوفراً عبر الإنترنت لكنني أبقى متابعاً لكل ما هو حديث واستثمرت فترة عملي محللاً في الاقتراب كثيراً من الدوريات العالمية والمنتخبات الكبرى وما يستجد من تطورات في كرة القدم الحديثة.


  تطور صريح.. وكلام في المغتربين

*هل تتابع الدوري العراقي ورأيك بصراحة بالمسابقة على صعيد التقييم الفني العام؟

- بصراحة لست متابعاً بشكل كامل لمباريات دوري المحترفين أو دوري نجوم العراق لكنني أشاهد بعض مبارياته أحياناً وأمتلك فكرة عامة عن أداء الأندية الجماهيرية التقليدية وأيضاً أندية كردستان ولمست تطوراً واضحاً وكبيراً على صعيد البنى التحتية كالملاعب كما أنَّ هناك تقدماً كبيراً في تنظيم الدوري لكن يبقى المستوى الفني العام بحاجة إلى عمل وتطوير في الإمكانيات الاحترافية.


* لو كنت مدرباً للمنتخب الوطني العراقي كيف ستتعاطى مع ملف اللاعبين المغتربين ومن هم الأفضل برأيك من وجهة نظر تدريبية مجردة؟

- أجد من الضروري وخصوصاً بالنسبة للإعلام والجمهور مغادرة فكرة اللاعب المغترب.. لأنه لاعب عراقي أولاً وأخيراً, لاحظ على سبيل المثال المنتخب المغربي، فمعظم لاعبيه ولاداتهم في دول أوروبية مختلفة ومحترفون في دورياتها لكنهم مغاربة ويمثلون منتخب بلادهم ,فالمستوى الفني وإمكانيات اللاعب هي الفيصل الحاسم في اختيار اللاعب المؤهل لارتداء القميص الوطني سواء كان مغترباً أو غير مغترب, علينا مغادرة تلك الأفكار بل وغلق هذا الملف بشكل نهائي لأنَّ الأمر أصبح مثار قلق وبؤرة مشكلات وتحديداً في فضاء السوشيال ميديا.


 هو والمنتخب وكاساس

* هل تمت مفاتحتك لتدريب المنتخب الوطني العراقي مؤخراً؟

- لم تتم مفاتحتي بهذا الخصوص في الأعوام الأخيرة وتحديداً في السنوات الثلاث الأخيرة.


* كيف تجد فرصة منتخب العراق في مواجهة الكويت يوم (20) آذار في البصرة في تصفيات كأس العالم؟

- أجد أنَّ فرصة منتخبنا الوطني كبيرة جداً في التأهل إلى المونديال لأننا نمتلك لاعبين جيدين وقدراتهم متميزة ويلعبون في دوريات جيدة وقوية وكلي ثقة وتفاؤل في قدرة أسود الرافدين على اجتياز العقبة الكويتية في ملعب جذع النخلة بمؤازرة جمهورنا الكبير والوفي.


* أعجبني رأيك القاطع بعدم الإجابة عن أسئلة تتعلق بتقييمك للمدرب الإسباني كاساس.. هل تجد أنَّ ما قمت به هو مبدأ أخلاقي على كل مدرب الالتزام به أو لديك رأي آخر؟

- طبيعي جداً لأنه مبدأ في صدارة مبادئ أخلاقيات المهنة, عليك احترام زميلك واختياراته وقناعاته وفلسفته التدريبية لأنه المسؤول الأول وهو الأعرف بقراراته وكل تفاصيل عمله الفني ولديه فريق فني مساعد يقدم له المعطيات المطلوبة فنياً وبدنياً ومعلوماتياً.

 قادرون على التأهل

* مواجهتا العراق في آخر جولتين للتصفيات ستكون مع فلسطين والأردن في عمان.. هل من رؤى أو توقعات لديك بشأنهما؟

- نعم فرصتنا سانحة وكبيرة, لدينا المقدرة على تحقيق الفوز, لدينا (11) نقطة والفوز على منتخبي الكويت وفلسطين متاح جداً لنا لنبلغ سقف (17) نقطة وهو رصيد يقربنا كثيراً من التأهل المباشر لأننا الأفضل فنياً من الكويت وفلسطين.


* هل تخليت عن فكرة الاستعانة بمساعدين عراقيين في تجاربك الاحترافية وتحديداً المساعدين ياسين عمال وأحمد جاسم وكيف تقيم تجاربهما معك سابقاً؟

- نادي العروبة السعودي يمتلك واحداً من أفضل مدربي اللياقة البدنية وهو الإسباني (جيسوس) وكان مدرباً في نادي أتلتيكو بلباو ومنتخبات السعودية وقطر والإمارات وأعتقد أنَّ مدرب اللياقة البدنية له دور مهم جداً في العمل التدريبي كما لدي مدرب برازيلي للحراس على مستوى عالٍ جداً وعمل مع فرق برازيلية ومع منتخب قطر كما يعمل معي المدرب أحمد عبد القادر الذي اشتغل معي في المنتخب الأردني على مدى سبعة أعوام وهو قريب مني جداً بالإضافة طبعاً إلى وجود مدرب مساعد آخر ومحلل للأداء لأنَّ التدريب منظومة علمية متكاملة وشخصياً أعتز كثيراً بكل المدربين العراقيين الذين عملوا معي لسنوات طويلة.


 تجارب ناجحة وكلام للجمهور

* تجاربك السابقة في تدريب المنتخب العراقي.. خلاصتها من وجهة نظرك وتقييمك العام لها؟

- غادرت العراق منذ (20) عاماً وتجاربي معروفة مع منتخبات الشباب والأولمبي والوطني وكانت تجاربي ناجحة ولله الحمد وقدمنا عملاً كبيراً خصوصاً في الظروف الصعبة عامي (2003 و2004) حيث كانت الأوضاع حينذاك مضطربة جداً ومع كل تلك الصعاب تصدينا للمهمة بكل مسؤولية وأعتز وأفتخر بتجربتي مع أسود الرافدين.


*متى نراك في بغداد مدرباً؟

- رجعت السنة الماضية إلى العراقي وزرت مدينتي سامراء أمّا العمل التدريبي فأجد أنَّ الظروف ليست سانحة لي للعمل في التدريب في حال عودتي إلى وطني الحبيب إلى ناسي وأهلي وأصدقائي.


* كلمة من كابتن عدنان حمد إلى الجمهور العراقي؟

- المنتخب الوطني في مهمة تاريخية تتطلب الوقوف خلفه وإسناده ودعمه معنوياً ونفسياً وأتمنى على جمهورنا الحبيب التحلي بالواقعية لأننا قد نمر بظروف عصيبة لكن علينا استيعابها وتوفير كل الدعم للاعبين والملاك التدريبي لأنَّ منتخبنا هو منتخب العراق أولاً وأخيراً وجمهورنا المجرب له الكلمة الأولى دائماً في حب العراق.