كاظم الطائي
رسا الكثير من الرياضيين في محطات بعيدة عن مواهبهم، وبعضهم تفرّغ لمهنته ودراسته وترك مساحة للرياضة في منهاجه اليومي ونشاطه اللاصفي، ومنهم من بلغ النجومية والتميز في ألعاب معينة وعاد لمهنته بعد الاعتزال أو في خريف العمر.
إنكلترا
في الرياضة العالمية حكايات عن بدايات ومهن رياضيين كانت في مسارات أخرى واختصاصات شتى ونذكر منهم اللاعب البرازيلي سقراط كابتن منتخب السامبا ونادي فلامنغو في الثمانينيات الذي نال شهادة علمية بالطب ولقّب بالفيلسوف لحصوله على شهادة بالفلسفة أيضاً.
لقد مثل هذا اللاعب منتخب بلاده في نسختين من المونديال في (1982 و1986) وقاد أبرز الأندية البرازيلية لاعباً ويتذكره جمهورنا في العام (1985) حينما لعب بملعب الشعب ببغداد بقميص نادي فلامنغو البرازيلي مع زميله زيكو أمام منتخبنا الوطني بكرة القدم الذي كان يستعد لكأس العالم في العام (1986) في المكسيك وفاز الضيف بهدفين في اللقاء الودي.
من الأمثلة الأخرى على عمل الرياضيين باختصاصات أخرى ومهن غير الرياضة حصول الإسباني اندريس إنييستا على شهادة جامعية بالبايلوجيا وهناك العديد من الأمثلة في هذا المجال يا ترى ماذا عن رياضيينا؟
الطب في حياة فرنسيس
الدكتور فالح فرنسيس مثل منتخبنا الوطني بالكرة الطائرة وألعاب أخرى، شق طريقه باختصاص طبي وتميز به إلى جانب مسيرته مع الأندية والمنتخبات ومناصب في الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية آخرها النائب الثالث في العام (2006).
فالح فرنسيس من أمهر أطباء الإصابات الرياضية في العراق ويعمل منذ سنوات طوال في الطب الرياضي ومن مؤسسي هذا الاختصاص في بلدنا وقد مارس مهنته بعد محطات الاعتزال الرياضي.
جستن ميرام وطب الأسنان
مع أنه مثل أندية احترافية في الدوري الأميركي وارتدى قميص المنتخبات الوطنية لم يترك اللاعب السابق جستن ميرام المعتزل حديثاً مهنته بطب الأسنان ونال اختصاصه برغبة وحافظ على ميوله الكروية لغاية اعتزاله.
حسين سعيد ماجستير زراعة
الكابتن حسين سعيد رئيس اتحاد الكرة الأسبق ونجم منتخباتنا الوطنية ونادي الطلبة والهداف التاريخي لكرتنا دولياً نال شهادة البكالوريوس من كلية الزراعة وأكملها بالحصول على الماجستير بالزراعة لكنَّ الرياضة تفوقت على اختصاصه ووضع الشهادة في ركن منسي لا يتذكر منها إلا سنوات مرت تقليدية كانت الغلبة فيها للغة الأهداف وأرشيف ضخم من الإنجازات الرائعة وحصد لقب لاعب القرن مع زميله الراحل أحمد راضي.
رحيم حميد ومحمد سعيد بين الإدارة والاقتصاد والكرة
كنّا طلاباً في مدرسة واحدة هي ثانوية الثورة في العام الدراسي (1970 1971) بمدينة الصدر وبمرحلة واحدة هي الصف الأول المتوسط وبصف واحد مع اللاعب الدولي السابق والمدرب والمحاضر الآسيوي الكابتن رحيم حميد وقد توضحت مبكراً ميوله الكروية وحينما كبرنا شق كل منا طريقه حيث دخلت كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة بغداد وكانت وجهته كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة بغداد ومثل حميد فريق الكلية وشاءت المصادفة أن تلتقي الكليتان في نصف نهائي الجامعة وفازت الآداب التي ضم فريقها الزملاء حسام حسن باختصاص لغة إنكليزية ومثل أندية الرشيد والجيش والطلبة ورامي نجم لاعب منتخب الشباب الفائز بكأس آسيا في طهران في العام (1977) ووليد جاسم لاعب الشرطة واختصاصه علم الاجتماع وغيرهم وبعد ذلك أكمل حميد دراسته ليحصل على شهادة الماجستير.
اختصاصات عديدة تواجدت في بطولة الجامعة وصل بعضهم لمنتخباتنا الوطنية منهم معد إبراهيم لاعب كلية الهندسة الذي مثل منتخبنا في مونديال المكسيك وآخرون.
محمد سعيد رشيد لاعب المصلحة
اللاعب السابق محمد سعيد رشيد الذي مثل فريق المصلحة الفائز بدوري أندية بغداد في موسم (1970 1971) بقيادة المدرب محمد ثامر تحدث لـ»ملحق الصباح الرياضي» عن رحلته آنذاك وتنافس الكليات مع التربية الرياضية للاستحواذ على لقب الجامعة وتميز لاعبين باختصاصات علمية وأدبية في المباريات.
وأوضح رشيد المغترب في ألمانيا منذ عقود والذي زار العراق في الآونة الأخيرة وعاد لمقر إقامته هناك أنه مثل فريق كلية الإدارة والاقتصاد وتنافس مع لاعبي الكليات الأخرى في تقديم اللمحات المطلوبة وتسنى له أن يلعب لنادي المصلحة بعصره الذهبي مع نخبة من نجوم كرتنا بقيادة القط الأسود حارس مرمى منتخبنا الوطني والمدرب الوطني محمد ثامر مع نخبة من نجوم الأمس مثل قيس حميد ومحمد شعيطه وغيرهم.
واستذكر رشيد الذي عمل بعد اعتزاله اللعب في صحف ومجلات رياضية محلية وألمانية جوانب من رحلة الأمس وإصرار هواة اللعبة على الموازنة بين الدراسة والهواية التي كانت لا تدر دخلاً على أصحابها بل تكلف الكثير من الجهد والوقت.
إعلاميون بقمصان الأندية والمنتخبات
زملاء مهنة كانت لهم بصمة في مسار رياضتنا من معطف فرق الكليات الإعلامية منهم محمد خلف الذي مثل فريق الشرطة ومنتخب الشباب وحازم ياسر لاعب الجوية وهدافه ولاعب الشرطة علي رستم.
أبطال العرب وآسيا من خارج كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة
زاملت الدكتور حسن كاظم بطل آسيا بركضة (400) متر موانع وسباقات البريد حينما كان طالباً بكلية الآداب وقد استحوذ على بطولات القارة والعرب وعُدّ في عقد الثمانينيات من بين أفضل (8) عدائين في العالم بلعبته.
وقد أشار لنا إلى أنه نافس نجوم العالم بألعاب القوى ومثل آسيا في بطولات المعمورة ويعتز بنيله شهادة الدكتوراه بعد أن خدم رياضته وحقق الكثير من الألقاب والأوسمة.
حكمت جواد من الآداب إلى منصات التتويج العربية بالطاولة
مدرب منتخبنا الوطني والفئات العمرية بكرة الطاولة في العقدين المنصرمين حكمت جواد لعب لكلية الآداب في بداية الثمانينيات ونال الأوسمة الذهبية والفضية والنحاسية العربية للمنتخبات الوطنية ومراكز متقدمة قارياً ودرب منتخباتنا الوطنية لسنوات طوال لم يكن من طلاب التربية الرياضية وكذلك زميلته الدكتورة فاطمة محمد حسن بطلة العرب في الثمانينيات بكرة الطاولة وارتدى اللاعبون والمدربون عبد القادر زينل وباسم قاسم وعدنان جعفر ووو قمصان الأندية والمنتخبات عبر كليات غير رياضية قدمت لنا مواهب وأسماء مبدعة لا تقل شأناً عن كليات تعنى
بالرياضة.