بوبيي بلات
ترجمة: شيماء ميران
بُذلت في حفل توزيع جوائز الأوسكار مطلع الشهر الحالي جهود حثيثة من الناحية الأدبية لتسليط الضوء على الجرأة والفن، وجاءت في فيلم "أنورا" كوميديا غير جادة ومبهجة.
يميل المخرج "لورانس لامونت" الى الأسلوب الأميركي القديم في حشر أفضل الأصدقاء في سيارات متهالكة وملاحقتهم يوما كاملا، تخيل المزج بين الفيلمين الكوميديين "هارولد وكومار" و"مذهول ومرتبك"، بعيداً عن الهلوسة الساخرة، ففي فيلمه تنحدر مهمة صديقتين مقربتين لدفع إيجارهما في موعده المحدد الى مواقف هزلية.
لا يمكن أن تختلفا أكثر من ذلك. لعبت دور البطولة الممثلة "أليسا" دور فنانة طموحة طائشة، بينما تلعب "كيكي بالمر" دور مشوق، نادلة مجتهدة في مطعم وتحلم أن تصبح مديرة فرع، وكاد يوشك أن يصبح ذلك حقيقة.
ومن سوء حظها، تُصادف المقابلة التي ستجريها في اليوم ذاته الذي تنفق فيه صديقتها "أليسا" بدل الايجار على مشروع تجاري محكوم عليه بالفشل، وهو استبدال مجموعة ملابس عليها شعار "غوتشي- Gucci "، بكلمة " Coochie". توضح "درو"، أن صديقتها في علاقة فاشلة مع رجل ذكوري لا تتضح جاذبيته إلا عندما يبدو نصف عارٍ، وتركز الكاميرا على سرواله الداخلي المثير للقلق.
وتبدأ مطاردة مالك العقار المشبوه لهما، لتنطلقا في سباق محموم حول لوس انجلوس لجمع "1500 دولار" حتى لا يتم اخلاؤهما. فتطلبان من "كيلا مونتيروسو ميخيا" قرضاً وستحمرّ خجلاً من سوء حسابهما الائتماني. وتؤول خطة الثراء السريع في بنك الدم إلى تناثر سوائل جسم "درو" في جميع انحاء الغرفة، أما فكرة" اليسا" ببيع زوج من الأحذية الرياضية النادرة وجدتها في تصفية لشركة هواتف، فتنتهي بمحاولة رجل عصابات "أمين جوزيف" قتلهما.
إلى أن يبدأ الحظ يبتسم لهما، عندما تشتري جارتهما البيضاء الغنية الجديدة، والتي تلعب دورها "مود أباتو" إحدى لوحات "أليسا".
تُعيدنا المشاهد الكوميدية الطفولية الممتعة التي تقوم بها الشخصيات من رقص وحوادث واصطدام بالجدران والتعرض للصعق الكهربائي إلى زمن أبسط، إذ لم تكن الكوميديا بحاجة إلى "رسالة". ويشكل "بالمر"، الذي كانت كاريزمته قادرة على إمداد لوس انجلوس بالطاقة، و"SZA" ثنائي طبيعي، بينما وجود الفيلم ذاته، وهو فيلم كوميدي من المقرر عرضه في دور السينما على نطاق واسع، هو سبب كافٍ للاحتفال.
لم تعد هذه الأنواع من الكوميديا السهلة تُصنع كثيراً، وإن حدث فتُعرض حصرياً على منصات البث، ومن ثم تهمل من دون أن تترك أثراً. يجب أن يكون "One of Them Days" هو الحل الأمثل لإعادة أولئك الذين يبحثون عن وقت ممتع الى دور السينما.
عن صحيفة التلغراف