يصيب القلق الكثير من الأمهات والآباء إذا لم يتوقف تقيُّؤ أطفالهم بعد يوم واحد. وتقول طبيبة الأطفال سيندي جيلنَر إن ذلك لا يعني بالضرورة أن طفلك يحتاج لفحص الطبيب. وهي تناقش أيضاً، في هذه المقابلة التي أجريت معها، ما الذي ينبغي أن يتغذى عليه الطفل المتقيّئ وكيف يمكنك معالجة الجرثومة المسببة لذلك وأنت في البيت.
جرثومة معِدة أم انفلونزا؟
ــ يحدث لنا ذلك جميعاً بطريقة أو بأخرى. إنها جرثومة المعدة، وليست الانفلونزا. فالجميع يقولون في مثل هذه الأحوال: لقد أُصبت بانفلونزا المعدة. وهي، في الحقيقة، ليست كذلك. فهناك عدد كبير من فيروسات أخرى يمكنها مع هذا أن تسبب التقيّؤ والإسهال. وهي تعرّض الصغار لخطر كبير ويمكن أن يُصابوا أحياناً بالجفاف.
التقيّؤ والإسهال
ــ معظم حالات التقيّؤ سببها جرثومة المعدة. فهذه الحالات لا تنجم عادةً عن التسمم بالطعام في الغالب. وعلى كل حال، فإذا ما مرضَ أكثر من شخص في وقتٍ واحد، يؤخذ عندئذٍ التسمم الغذائي بنظر
الاعتبار.
فإذا ما تقيّأ طفلك من دون إسهال واستمر ذلك عدة أيام أو لاحظت وجود دمٍ فيه، عليك عندئذٍ الاسراع به إلى الطبيب، لأن الأمر يمكن أن يكون أكثر خطورةً من جرثومة معدة. فالتقيّؤ عادةً يتوقف خلال ست ساعات إلى 24 ساعة تقريباً.
وإذا ما أصيب طفلك بتقيّؤ، يمكنك أن تتوقعي في العادة حصول إسهال أيضاً، ويكون ذلك عادةً في غضون 24 ساعة. فكيف تعتنين بطفلك في حالتي التقيّؤ والإسهال؟ أهم شيء في حالة التقيّؤ هو أنك تحتاجين إلى التأكد من أن طفلك غير مصاب بالجفاف. أي أن لديه في جسمه ما يكفي من السائل بحيث يكون فمه مبتلّاً، وعيناه تدمعان، وحفّاظته رطبة أو أنه يؤخذ إلى الحمّام ليتبول مرةً كلَّ ثماني
ساعات.
هل ينبغي لي أن أجعل طفلي يأكل؟
ــ حين يكون طفلك في حالة تقيّؤ، فإنك تمتنعين عن جعله يأكل. وهذا خطأ شائع لدى الأمهات. فهن يعتقدن بأن أطفالهن المتقيّئين لا يرغبون في الأكل في هذه الحالة، ولهذا تجدهن يسعَين للتأكد من حصولهم على غذاء وإلا فسوف يفقدون أوزانهم، كما يرَين. حسَناً، إننا نتوقع أن يفقد الطفل شيئاً من وزنه في حالة إصابته بجرثومة المعدة. لكن لا تجعلي طفلك يأكل إذا لم يكن جائعاً، لأنك لو جعلتيه يحاول أن يأكل شيئاً وهو غير مستعد لذلك، فسوف يردّه وستضطرين إلى التنظيف مرةً أخرى. عليكِ فقط أن تتأكدي من أنه يتناول مقادير قليلة من سوائل نقية، وليس طعاماً صلباً، بعد ثماني ساعات من قيامه بالتقيّؤ.
كيف تُبقين طفلك في منأى عن الجفاف؟
ــ إن السوائل النقية مهمة لطفلك، لكن لا تعطيه الحليب، فمعدته لن تكون قادرة على هضم الحليب. وأنتِ بحاجة لأن تعطي الطفل الصغير بيديالايت Pedialyte، وإذا كان كبيراً تعطيه أصابع مثلجة، أو ماءً، أو يمكنك أن تعطيه بعض مشروبات Gatorade المنخفضة السكر، لكن تأكدي من أنها سوائل نقية، وألا يأخذ أكثر من رشفتين.
وإذا مرّت ثماني ساعات ولم يتقيّأ طفلك، يمكنك أن تبدئي بإعطائه غذاءً خفيفاً لا يكون ثقيلاً على المعدة ــ موز، مكسَّرات، صلصة تفاح ... إلخ.
متى إذاً أعطي دواءً لطفلي المتقيّئ؟
ــ ليس هناك في الواقع ما نوصي به من الأدوية على قاعدة منتظمة لإيقاف تقيّؤ الصغار. وهناك حالات يكون فيها الصغار في غرفة الطوارئ يمكنهم فيها عندئذٍ أن يحصلوا على أدوية مضادة للغثيان، لكن بعض هذه الأدوية لها تأثيرات جانبية. ولهذا فإننا لا نوصي بها في حالة المرضى
الخارجيين.
وماذا عن الإسهال؟
ــ لا يهم ما تعطين طفلك ليأكل بالنسبة للإسهال. فإذا ما توقف عن التقيّؤ، يمكنه أن يتناول أطعمته الاعتيادية. والاستثناء الوحيد هنا الأطفال الصغار babies. فإذا ما استمر الاسهال لديهم عدة أيام، وكان إسهالاً شديداً، وكانوا لا يزالون يتغذّون بالصيغة القائمة على الحليب، فإن جهازهم الهضمي لا يكون أحياناً قادراً على تمرير بروتينات الحليب على نحوٍ جيد بعد عدة أيام من الاسهال. لذلك يمكنك التحول إلى الصويا لعلبة أو علبتين تقريباً. وبعدها سيساعد ذلك جهاز طفلك الهضمي على العودة إلى وضعه الاعتيادي. وأنا شخصياً أوصي، بالنسبة للأطفال المصابين بالاسهال، بنظام غذائي يعتمد على الموز، وصلصة التفاح، والرز، والخبز المحمّص. والموز والتفاح في الغالب يساعدان على الإمساك. وهكذا فإن تلك هي الأغذية التي يمكنك إعطاءها لطفلك في حالة الإسهال. إضافةً إلى اللبن الزبادي المفيد كثيراً في هذه الحالة
أيضاً.
عن / AU health