مثنى طليع.. نساء وصور السماء

ثقافة 2025/03/24
...

 بغداد: سرور العلي 


جسد الفنان التشكيلي مثنى طليع المرأة في معظم لوحاته، ووثق تفاصيل حياتها المعاصرة، ومعاناتها وعزلتها ويومياتها، ثم تناول موضوعات ومفردات أخرى، ومنها البدوي الرحال ومعاناته في إيجاد المأوى والمكان أو الوطن، مع مشاهد من حياته ورحلات الصيد والسمر. 

وتأثر طليع بمدارس فنية عدة، بحسب المراحل الدراسية، وما أطلع عليه من حقبات تاريخية وتحولات الأساليب الفنية، فبدأ بالمدرسة الكلاسيكية والرومانسية، والفترة الانطباعية والحركات الفنية الحديثة، وما بعد الحداثة، ومحاولة دراستها بشكل مفصل ودقيق، أما بداية نشأة تجربته الفنية فقد كانت محاولة لإيجاد مفردات لم يتناولها فنانون من قبله، وهذه بداية بسيطة، بالنسبة له ولكنها كانت غنية نوعاً ما، ففي معظم تجاربه حاول أن يستعين بالخبرة الأكاديمية والدراية بالعناصر الفنية، ممزوجة بالرؤيا الفنية الحديثة، وهكذا تجربة بعد أخرى وصوله إلى ما كان يسعى له من أسلوب. وأكد أن "كل تجربة أخوضها كانت تحتوي على عشرين عملا كحد أدنى". 

ومثنى طليع خريج معهد الفنون الجميلة للبنين بغداد 2003، وخريج كلية الفنون الجميلة بغداد 2008، وعضو جمعية التشكيليين العراقيين، وعضو نقابة الفنانين العراقيين، وتدريسي في معهد الفنون الجميلة للبنات مرحلة الدراسة الصباحية. 

وكان أول معرض شخصي للفنان عن الأهوار بمناسبة تصنيفها على لائحة اليونسكو العالمية، كما أقام معرضاً منفرداً تحت عنوان "نساء وصور السماء"، عام 2017، وكان أسلوبه تعبيريا وتجريديا، وتناول بعض من مواضيع التاريخ والأساطير، وربطها بالحاضر المعاصر. 

للفنان الكثير من المشاركات المحلية والدولية ومنها، معارض جمعية التشكيليين السنوية، ومعارض نقابة الفنانين السنوية أيضاً، ومعرض مشترك مع ثلاثة فنانين شباب، تحت عنوان أربع خطوات من باليت في قاعة الواسطي/ دار الأزياء العراقية 2018، ومعرض مشترك تحت عنوان "أربع مقامات" في تونس على قاعة "البلفدير" مع نخبة من الفنانين العرب 2018، ومعرض مشترك تحت عنوان "ألق بابل" تحت رعاية وزارة الثقافة 2022 في آثار بابل وغيرها.  

 حاز مثنى طليع على جائزة الإبداع لوزارة الثقافة للإمارات العربية المتحدة 2022، جائزة عشتار للشباب من جمعية التشكيليين العراقيين بغداد 2017.

وبشأن تقييمه للتجارب المحلية يرى طليع أنها تجارب مثمرة، ولها أصداء واسعة على المستوى العربي، لأن التجارب الفنية العراقية تمتاز برصانتها، وميلها للأسس الأكاديمية الرصينة، وهذه ميزة مهمة تحتسب للفن التشكيلي العراقي.   

ويستعد الفنان لإقامة معرض شخصي نوعي في أحد البلدان العربية نهاية العام الحالي. ويأمل مثنى طليع أن تقيم دائرة الفنون متحفا فنيا معاصرا، لتوثيق التجارب، والاحتفاظ بالمميزة منها واقتنائها.