غيمة راحلة

ثقافة 2025/03/24
...

  طالب سعدون


في الذكرى السنوية لرحيل ولدي علي


أرض يباب

كانت تنتظر غيمة تطفئ ظمأ الروح

تسترق السمع لصوت الريح 

علّها تجيء... 

تنتظرها العصافير والأنهار والشجر..

مرت مسرعة

لم تمطر، غطت وجه الشمس ورحلت

وتركتها تموت تحت جليد الصبر..   

يقولون:

 كف البكاء فقد عميت

عيناك يا هذا فهل من وقت؟

لتنسى ..!

وهل مثله ينسى..؟! 

هل  جُننت  لأنسى؟!

لا.. لن أنسى

كم أحتاج من الدمع والصبر..

 وكم من المناسبات  تمر..                        

لكي أتيقن أنك رحلت ..؟

فلا زلت أحلم..

 وأحلم..

 وأحلم..

 و بعد طول انتظار تأكدت..

أن الأماني وهم

 ومع ذلك          

ما زلت أحلم..

يومان:

يوم  مولدي

لا أعرف تاريخه 

ولا أمي تعرفه..  

 لكن لا تنسى ألمه

 ويوم  أعرفه 

لا أنسى وجعه

آه.. لو عرفت أمي

لحملت فوق وجعها وجعي

ولبكت كل الدهر على علي. 

 وضاع العمر   

بين طفولة سرق منها الحلم

وشيخوخة أضناها الألم.