بغداد: محمود الحمداني
أشاد إيمار شير، متوسط ميدان نادي ساربسبورغ النرويجي لكرة القدم، بالمستويات الكبيرة التي يُقدّمها منتخبنا الوطني تحت قيادة المدرب الإسباني خيسوس كاساس، مؤكداً في الوقت نفسه أنَّ الأداء المتطور جعل المنتخب مرشحاً قوياً لانتزاع بطاقة التأهل إلى كأس العالم المقبلة، معرباً عن سعادته البالغة بإنهاء جميع التفاصيل الإدارية الخاصة بنقل سجله الدولي من الاتحاد السويدي إلى نظيره العراقي، ليُصبح مؤهلاً رسمياً لتمثيل المنتخب في الاستحقاقات المقبلة.
ارتداء قميص (أسود الرافدين)
ويقول اللاعب شير في حديثه الحصري لـ”الصباح الرياضي”: إنَّ “تمثيل منتخب العراق شرف عظيم، فارتداء القميص الوطني حلم يتمناه أي لاعب في العالم، ومجرد تخيُّل هذه اللحظة يُشعرني بالفخر، لاسيما أنَّ عائلتي كانت تنتظر هذه الخطوة منذ زمن بعيد، فهذا الأمر يعني لنا الكثير، فهو ليس مجرد قرار رياضي، بل عودة للجذور والهوية».
الابتعاد عن التشكيل
وتحدّث اللاعب عن الأسباب التي حالت دون انضمامه المبكر لمنتخبنا الوطني، قائلاً: «تعرضتُ لإصابات متكررة، ولم أحصل على دقائق لعب كافية مع الفرق التي مثلتها، لذلك شعرتُ أنَّ الوقت لم يكن مناسباً لاتخاذ قرار بهذا الحجم ولم أرغب بأن يتم تقييمي خلال فترة كنتُ فيها بعيداً عن الملاعب»، موضحاً أنَّ «لديه تواصلاً جيداً مع المدرب كاساس منذ العام الماضي».
منتخب منسجم
ويرى شير (22) عاماً أنَّ «منتخبنا يعيش أفضل فتراته تحت قيادة كاساس وقد أضاف اللاعبون المحترفون الكثير، ولعب لاعبو دوري النجوم دوراً مهماً جداً، إذ يجمعهم الشغف والإخلاص، كما أنَّ الانسجام بين الجميع أسهم في بناء فريق قوي ومتماسك. كل هذه العوامل تجعلنا نؤمن بقدرتنا على التأهل إلى كأس العالم»، مرجحاً أن «يحسم منتخبنا المواجهات المقبلة أمام فلسطين، الأردن، وكوريا الجنوبية»، لاسيما أنَّ «الطريق إلى المونديال أصبح واضحاً بفضل الجهود الكبيرة التي تُبذل من الجميع».
مخاوف المغتربين
وتطرّق شير إلى «مسألة تردد بعض اللاعبين المغتربين في اتخاذ قرار تمثيل منتخب العراق، ما قد يؤثر في فرصه في الاحتراف كما أنَّ الضغط في الدوريات الكبرى يجعل القرار صعباً، لكن في النهاية، تمثيل المنتخب الوطني ليس مجرد خيار رياضي، بل هو فخر وانتماء».
اللاعبون العرب والمنتخبات الأوروبية
وبشأن اللاعبين من أصول عربية الذين يختارون اللعب للمنتخبات الأوروبية، ينوّه بأنَّ «هناك العديد من المواهب العربية، نجحوا في تمثيل منتخبات أوروبية وحققوا إنجازات كبيرة، مثلما هي الحال في السويد التي تضم العديد من اللاعبين من أصول أجنبية، بيد أنَّ القرار في النهاية يجب أن يكون مبنياً على الطموح الشخصي وأين يمكن للاعب تقديم أفضل مستوياته».
رسالة خاصة
ويوجّه شير رسالة شكر لجماهير العراق، بقوله: إنَّ «الجمهور العراقي رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، دعمهم الكبير يصنع الفارق دائماً، وهم الدافع الأكبر لنا كلاعبين لبذل أقصى ما لدينا كما أنَّ محبتهم تجعلنا فخورين، ونتمنى أن نسعدهم بالنتائج الإيجابية في المستقبل
القريب».
مسيرة احترافية
يُذكر أنَّ إيمار شير وُلد في شمال العراق عام (2002)، وغادر إلى السويد وهو في الرابعة من عمره، إذ بدأ رحلته الكروية هناك. تدرّج في أكاديمية هاماربي السويدية، قبل أن ينتقل إلى سبيزيا الإيطالي، ثم غرونينغين الهولندي، ليستقر أخيراً في الدوري النرويجي مع ساربسبورغ، حيث تألق واستعاد مستواه المميز.