حوارٌ على الجسرِ

ثقافة 2025/03/25
...

  صادق الطريحي


معًا، في المَسيرِ إلى المَشهدِ الكاظِميّ

وجَدنا البغادِدَةَ الطّيّبينَ..

              وقوفًا على الجسرِ، جسرَ الأئمّةْ

وجدنا المواكبَ يستبقونَ لتوزيعِ خبزِ الإمام

ـ يحبُّ العراقيُّ خُبزَتَهُ في الحَلالِ ـ

مَشَينا قليلًا، شرَبنا مِنَ الماءِ..

إنّ الطّريقَ جميلٌ وتحتاجُ بعضَ المياه

                 وتحتاجُ بعضَ الحَديثْ

سألتُكِ عنْ دورةِ الكلماتِ، وكيفَ تُعادُ ولا تنفدُ!

تُعادُ مؤثّلةً، أو بلهجةِ صابرةٍ فقدتْ طفلَها في الحروبِ 

وكانَ الحوارُ طويلًا

             يُقلّلُ وقتَ الطَّريقْ

تحدّثتُ مُسْتفسِرًا عَنْ مُعلّمةٍ للّغُاتِ

                    تقولُ بوحدةِ هذا الوجود

وكُنتِ مَعي في المَسيرِ إلى المَشهدِ الكاظِميّ

            توحّدُنا البَسْمَلةْ

تحدّثتِ لي عَنْ أناسٍ يَسيرونَ..

منذُ اجتراحِ المَودّةِ مِنْ صورةِ الهاءِ..

إنّ القلوبَ قد ارتبطتْ بالقلوبِ

تحدّثتِ لي عنْ طريقِ الوصولِ إلى الجسرِ..

ـ ما الجسرُ سيّدتي؟!

قلتِ: لنْ يعبرَ الجسرَ مَنْ لا يحاولُ شُربَ ضَريبِ اللَقاحِ

فتمْتمتُ: شُكرًا لشَيخي الرّضيّ،

                      فنخنُ نزوركَ أيضًا

لنسمعَ منكَ مَجازَ الحديثِ.

×××

معًا، في المسيرِ إلى المَشهدِ الكاظِميّ

وكُنّا على الجسرِ..

والجسرُ والطّيرُ والزّائرونَ ودجلةُ يمشُونَ..

                         والشّمسُ دافئةٌ

تحدّثتِ عَنْ غُربةِ العارفينَ، وهُمْ خارجَ السّجنِ..

قلتُ: ألا نشرَبُ الشّايَ، شايَ الإمامِ

                       لكي نَنتشي بالحوارِ

وأنتِ مِنَ العارفاتِ ببيتِ الوجود!!

سألتُكِ عنْ شاهدٍ قرأ العَصرَ

                 والشّهداءُ قليلٌ كما قلتِ...

ـ ما أطيبَ الشّايَ!!

كُنّا على الجسرِ..

         والجسرُ يربطُ بينَ إمامينِ..

                          في محنةِ الفقهِ..

لا يسجدانِ لغيرِ العراق!

فقلتِ: هُما الشّاهدانِ على العَصرِ..

إنّ الإمامةَ تعني البقاءَ معَ النّاسِ.. 

                         أنْ تعبرَ الجسرَ

أنْ ترفضَ السّلطةَ الميّتةْ.