إقبالٌ كبيرٌ على أعشاب الربيع في أربيل

استراحة 2025/03/26
...

 أربيل: سندس عبد الوهاب


مع حلول فصل الربيع وأعياد نوروز، تشهد الأسواق الشعبية في إقليم كردستان حركة غير عادية، حيث يتهافت المواطنون على شراء الأعشاب والنباتات البرية، التي تزهر مع ذوبان الثلوج. هذه النباتات الموسمية، التي تنمو في المناطق الجبلية الوعرة، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من التقاليد المحلية والعادات الغذائية خلال موسم الربيع وشهر رمضان المبارك.

في سوق "شيخ الله" الشعبي بالقرب من قلعة أربيل التاريخية، تتناثر السلال الخشبية المليئة بأنواع مختلفة من الأعشاب الجبلية، مثل "الريواس" و"البرزا" و"الكعوب" و"الرسقة"، إضافة إلى الفطر البري، الذي يصل سعر الكيلوغرام منه في بداية الموسم إلى حوالي 30 ألف دينار. تقول بيان إسكندر، وهي بائعة خضار في السوق: "هذه النباتات تنمو فقط في الأسابيع الأولى من الربيع على قمم وسفوح الجبال، ولها نكهة مميزة لا توجد في أي نباتات أخرى، كما أن لها فوائد صحية كبيرة يعرفها الجميع هنا".

عملية جمع هذه الأعشاب تشكل مغامرة حقيقية للمزارعين وأهالي القرى المجاورة للمناطق الجبلية. فمع ذوبان الثلوج، يتسلقون المناطق الوعرة لجمع هذه النباتات النادرة، رغم المخاطر التي قد تواجههم أثناء التسلق. تضيف إسكندر: "أبنائي يبذلون جهداً كبيراً لجمع هذه الأعشاب، فالمناطق التي تنمو فيها خطيرة وصعبة الوصول، لكنها أصبحت مصدر رزق أساسي للعديد من العائلات في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة".

هذه الأعشاب البرية تحتل مكانة خاصة في المطبخ الكردي، حيث لا تخلو منها الموائد الرمضانية سواء في وجبة الإفطار أو السحور. يتم تحضيرها بطرق مختلفة، إما مطبوخة مع الأرز أو كطبق جانبي مع اللحوم. كما أن لها قيمة علاجية معروفة في الطب الشعبي، خاصة في علاج أمراض المعدة والكلى والقولون. ويعتبر الكثيرون أن تناول هذه الأعشاب ليس مجرد عادة غذائية، بل جزء من الهوية الثقافية والتراث المتوارث عبر الأجيال.