{الساعة المنبّهة} توقظ الذاكرة من سباتها

الصفحة الاخيرة 2025/04/06
...

 بغداد: الصباح


يستعدُّ النحات العراقي العالمي أحمد البحراني لإقامة معرضه الشخصي الأول في بغداد، بعد مسيرة فنيَّة امتدت لأكثر من أربعة عقود، وثلاثين عاماً من الاغتراب. ويعدُّ هذا المعرض محطة فارقة في حياته الفنيَّة، وعودة عاطفيَّة طال انتظارها.

في حديث خاص لـ"الصباح"، قال البحراني: "هذا المعرض هو أشبه برسالة مؤجلة إلى بغداد، إلى الوجوه التي غابت، وإلى الذات التي ظلت تنتظر هذه اللحظة. أعمل فيه على فكرة (الساعة المنبّهة) كرمزٍ لما فات، وما تأخر، وما لا يزال يوقظنا من سباتنا العاطفي والروحي."

ويصف المشروع بأنه "عملٌ تأمليٌّ عميق، يغوص في الذاكرة ويستحضر أثر الزمن، مستلهماً من الغربة والانتماء والوجع الإنساني مفرداته البصريَّة".

وعن أرشيفه الشخصي، يعترفُ البحراني قائلاً: "لم أكن معنياً يوماً بتوثيق أعمالي بشكلٍ دقيق، ربما هو تقصير، لكنه نابعٌ من طبيعتي كفنانٍ مشغولٍ بالفكرة والانفعال الإنساني، أكثر من انشغاله بالأرقام والتوثيق".

ويضيف: "الفن بالنسبة لي ليس ترفاً، بل ضرورة وجوديَّة. هو ملاذي الكبير، ووسيلة العيش الوحيدة التي أعيل بها أسرتي. ولهذا، أتعامل معه بشغفٍ وصدقٍ واستمراريَّة لا تنقطع."

أما عن الحلم الذي ما زال يراوده، فيقول البحراني: "أن أترك أثراً فنياً حقيقياً في بلدي العراق، بعملٍ نحتي كبير، هو حلمي منذ البدايات. أطمح لنصبٍ يتحدث عن الإنسان العراقي، عن مقاومته وذاكرته وصبره، ويكون نافذة على الأمل والحياة."

ويؤكد أنَّ "المكان لا يعنيه كثيراً بقدر ما يعنيه أنْ يكون العمل صادقاً في لغته، عميقاً في رمزيته، متواصلاً مع الناس وملامساً لمشاعرهم، أريد نصباً يلفت أنظار الأطفال والكبار، ويتحول مع الزمن إلى نقطة تلاقٍ، لا مجرد مكان للمرور. ما زال هذا الحلم حياً بداخلي، وأؤمن أنَّ يومَ تحقيقه آت".