تَنهيدةٌ دِمشقيَّة

ثقافة 2025/04/06
...

 نصيرُ الشيخ


الغَيمُ نَادمٌ بِدموعهِ،

وَللبحرِ كَما أراهُ حَافاتٌ تَماوجتْ بِلونِ الدَمْ

 يَا للسّماءِ الّتي تَتّسعُ لِشهقةِ المَطرِ! 

ويَا للأرضِ التّي لا تَكفُ عَنْ شَهوةِ الدِماءْ.

والحَياةُ غَيمةٌ ..غَيمةٌ

تَتوارَى عَنْ سَمائِها خَلفَ أُفقٍ قَصيٍّ.

وسُحبٌ غَاطسةٌ بِدكنتِها تَغذُّ المَسيرَ نَحوَ آوهامِها.

مَا مِنْ رَسائلَ تَصلُ بَعدُ يَا هَذَا..

لِلحبِّ بَريدٌ تَقطّعتْ هَواجسُهُ،

والطائرُ الأبيضُ لمْ يَعدْ مُحلِّقاً عَلَى شَواطئٍ مُزيّنةٍ.

عَلينَا أنْ نُرتّبَ مَشهدَ الطّبيعةِ بَعدَ الآنَ،

أَخَيطُ الفَجرِ ما زَالَ مُوشىً بِنهارٍ جَديدٍ،

أم خَالطهُ دَمٌ مُراقٌ في اللآمُنتَهى؟

كَأنَّ دِمشقَ نَأتْ عَنْ أغانِيها،

ويَاسمينَ الطُرقاتِ هَرولَ لِذبُولهِ،

لمْ تَعدْ هُناكَ خُطىً لِدروبِها الحَجريَّة،

والشُرفاتُ أعالي جِدرانُها،

هَجرَها حَمامٌ زَاجلٌ..

ظَلام ٌدَسَّ نَصالَهُ فِي أزقتِها،

وعَاثَ سَوادُهُ في رَسائلِ العاشقينَ. 

مِنْ نَافذةٍ تَطلُّ عَلى اللّا شئ،

تَنهدمُ الدَقائقُ بَينَ يَديّ،

وتَلبسُ السَاعاتُ صُلبانَها عَلى وَقتِي.

أُحدّقُ مَليّاً،، بِسعةِ البَحرِ المُختلطةُ ألوانُهُ

وبِسكرةِ المَراكبِ سَائرةً بِلا اتّجاهٍ،

وفَزعِ طَائرٍ غَريبٍ،

 صُراخهُ مِنْ بَقايا هَياكلَ تُمسي عَلىِ صَفيرِها.

.. هَكذَا المَشهدُ يَتّسعُ أمامِي،

والمَرئيُ حكايَّة ٌ مَاتَ رَاويها،

واللّا مرئيُ،، نِصالٌ تَخترقُ البُعدَ والوَجعَ منْ أزمنةِ التَاريخُ.

الغَيمُ في نَهاياتِ المُدنِ أراهُ،

غَارقاً بِدموعهِ..

والسُّحبُ الدَاكنةُ تَصهلُ أفراسُها،

مُقتلعةً بَواباتِ الزَمنِ الّذي أضَاعَ مَفاتِيحهْ..!!