إجماع ألماني على رفض إرسال قوات برية الى سوريا

قضايا عربية ودولية 2019/07/10
...

برلين / محمد محبوب 
 
 
أكدت الحكومة الألمانية رفضها إرسال قوات برية الى سوريا لملء الفراغ الذي سيخلفه اكتمال إنسحاب الجيش الأميركي من مواقعه في شمالي سوريا، وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت: “ان ألمانيا لا تنوي إرسال قوات برية إلى سوريا، مؤكداً التزام بلاده بواجباتها ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” الارهابي، المتمثلة في توفير طائرات استطلاع من طراز “تورنادو”، وطائرات تزويد بالوقود، وإرسال مدربين عسكريين إلى العراق، وأوضح المتحدث زايبرت: “عندما أقول إن الحكومة الاتحادية تنوي مواصلة التزاماتها الحالية في إطار تحالف مكافحة داعش، فإن ذلك لا يتضمن كما هو معروف قوات برية”، وأضاف: “نحن الآن بصدد التباحث مع حلفائنا الأميركيين حول الطريقة التي يجب أن يستمر بها دورنا في المنطقة”. 
وكان الحزب الأشتراكي الديمقراطي الشريك الحكومي لحزب المستشارة ميركل قد سارع في رفض ارسال قوات برية الى سوريا حتى قبل ان تعلن الحكومة موقفها الرسمي من الطلب الأميركي، وذهب الاشتراكي الى أبعد من ذلك من خلال المطالبة بإنهاء المساهمة الألمانية الحالية ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، وشدد رئيس الكتلة البرلمانية للحزب رولف موتسنيش على مطلب حزبه بإنهاء توفير طائرات الاستطلاع الألمانية “تورنادو” وكذلك طائرة التزود بالوقود للتحالف الدولي ضد “داعش” بحلول 31 تشرين الأول القادم إذ ينتهي التفويض الحالي الذي منحه البرلمان للحكومة في التاريخ أعلاه، 
وأضاف موتسنيش أن حزبه “يصر على إنهاء هذا التفويض بموجب قرار البرلمان الألماني (بوندستاغ) بهذا الشأن”، وقال ان ألمانيا نفذت التزاماتها السياسية داخل الحلف طوال أعوام، وقدمت دعماً لوجستياً ومالياً كبيراً للحرب ضد تنظيم “داعش”، ودعا موتسنيش الى قيام الأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية للمشاركة السياسية المستدامة في 
سوريا.  وتطالب واشنطن بإرسال قوات برية ألمانية إلى سوريا لملء الفراغ الذي سيخلفه اكتمال إنسحاب الجيش الأميركي من شمالي سوريا، وقال جيمس جيفري مبعوث الولايات المتحدة الخاص الذي زار برلين قبل أيام قليلة: “نبحث مع الألمان ومع شركاء آخرين في التحالف ارسال قوات برية لدعم قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، وقال جيفري لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) وصحيفة “فيلت آم زونتاج” الألمانية: “نريد قوات برية من ألمانيا لتحل محل جنودنا” متوقعاً الحصول على رد قبل 
نهاية هذا الشهر.   وتشمل المساهمة الألمانية الحالية في التحالف تحليق طائرات استطلاع جوي بصورة منتظمة في أجواء المنطقة وإعادة تزويد الطائرات بالوقود من الأردن فضلاً عن تدريب لقوات كردية سورية وكردية عراقية، وينتهي التفويض البرلماني الممنوح للحكومة في 31 تشرين الأول المقبل، وعلى الحكومة العودة للبرلمان للحصوال على موافقته على أي تمديد في شهر أيلول  المقبل على أقرب 
تقدير. وترفض جميع الأحزب والقوى السياسية الألمانية فكرة ارسال قوات برية الى سوريا نظراً لحساسية الموقف الرسمي والشعبي من هذا الموضوع الذي يمكن أن يثير جدلا حاداً داخل التحالف الحكومي الهش الذي تقوده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لكن هذا لا يمنع من وجود دعوات خجولة للنظر في الطلب الأميركي، إذ دعا يوهان فادفول رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المستشارة ميركل إلى فحص متأنٍ لطلب واشنطن بإرسال قوات برية ألمانية إلى سوريا، وقال فادفول لوكالة الأنباء الألمانية: “ ينبغي ألا يتم رفض الطلب الأميركي بشكل تلقائي”، مؤكداً أنه “في هذه المنطقة يتعلق الأمر بأمننا، وليس بالأميركيين” ويُعد الأخير خبيرا في السياسة الخارجية وشؤون الدفاع ومرشحا لخلافة وزيرة الدفاع الاتحادية أورزولا فون دير لاين في منصبها.