مراقبون يشيدون بمخرجات زيارة السوداني إلى أربيل

أربيل: سندس عبد الوهاب
وصف سياسيون ومراقبون للشأن السياسي، الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى إقليم كردستان أمس الأول (السبت)، بـ"المهمة" من حيث التوقيت والنتائج والأجواء الإيجابية، معربين عن أملهم بأن تسهم في حل القضايا المشتركة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، عادّين الزيارة تعزيزاً للشراكة الوطنية.
وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني رابين سلام، في حديث لـ"الصباح": إن "زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى أربيل، تعد الرابعة منذ توليه المنصب، وسبقتها زيارة قبل انتخابات برلمان إقليم كردستان في تشرين الثاني من العام الماضي 2024".
وأضاف، "تعد الزيارة الأخيرة مهمة جداً، إذ تمت مناقشة محورين مهمين، الأول يتمثل بأن الزيارة جاءت بعد الأحداث المهمة والزوبعة التي تتعرض لها المنطقة بشكل عام، لتؤكد أن المساعي والجهود الحثيثة من قبل الحكومتين (الاتحادية والإقليم) تتوجه إلى إبعاد العراق من تبعات هذه الزوبعة والتهديدات التي تعصف بالمنطقة"، منوهاً بأن "العراق – وقبل جميع دول المنطقة - دفع ثمن النزاعات السياسية والحروب في الماضي"، مؤكداً أن "الخطاب الوطني المشترك بين الحكومتين مهم جداً في هذه المرحلة".
وتابع سلام، أن "المحور الثاني الذي تمت مناقشته بين السوداني والقادة السياسيين والمسؤولين في الإقليم، دار بشأن إعادة تصدير النفط المستخرج من أراضي إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي، الذي يعتبر مهما جدا للميزانية لدى الحكومة الاتحادية"، مبينا أن "سعر برميل النفط انخفض إلى 60 دولاراً، وأن المبلغ المحدد أو المخمن في الموازنة الثلاثية في العراق رقم 13 لسنة 2023 تم تحديده بـ 70 دولاراً، وبالتالي فإن الانخفاض كبير ويؤثر في الموازنة العراقية"، مؤكدا "ضرورة الاتفاق بين الحكومتين على إعادة تصدير النفط من إقليم كردستان بأسرع وقت ممكن، وإعطاء ضمانات للشركات المنتجة للنفط وتصديره في القريب العاجل" .
من جهته، قال المحلل السياسي محمد زنكنة لـ"الصباح": إنه "من الطبيعي جداً في أي دولة اتحادية بالعالم، أن يزور المسؤول التنفيذي الأول سواء كان رئيس جمهورية أو رئيس وزراء؛ الأقاليم والمحافظات في إطار متابعة السلطات والتنسيق بين العاصمة الاتحادية والأقاليم والمحافظات، ومتابعة كل المجريات التي تحصل فيها ومنها المجال الأمني والإداري والاقتصادي والسياسي".
وأضاف، "إلا أن الوضع العراقي شهد العديد من المشاكل الداخلية المتجذرة والعويصة والمتراكمة، ومن الطبيعي أن يناقشها رئيس الوزراء مع القادة السياسيين في إقليم كردستان، لاسيما أن التهديدات تواجه المنطقة، ومن الممكن أن تؤثر في البلد، خصوصا التهديدات التي تصيب دول الجوار والأزمات التي تصيب المنطقة"، مبينا أن "رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني حذّر بشكل مستمر من تلك الأزمات، ودعا إلى ضرورة إبعاد العراق عن شبح الحرب والصراعات، وهذا ما تم التباحث به بين الحكومتين".
وأوضح زنكنة، أن "زيارة السوداني إلى أربيل لها مؤشرات معنوية كبيرة، بالتأكيد على الإسراع في تصدير النفط من إقليم كردستان، وضرورة توحيد الرؤى في المواقف الداخلية والخارجية، في سبيل مواجهة الخطر وتكثيف الجهود والتنسيق في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وأن تكون للعراق كلمة موحدة إزاء ما يحصل في المنطقة، وفتح صفحة جديدة مع دول الجوار في سوريا وإيران وتركيا"، لافتا إلى أنه "يجب على العراق التكيف مع المتغيرات التي تحصل في المنطقة".