بصمةٌ عراقيَّةٌ على مسرح هلسنكي

هلسنكي : الصباح
قدم الفنان العراقي المغترب بكر حسن اداء ملفتاً بعد تأديته لدور البطولة في مسرحية “نهاية اللعبة” لرائد المسرح الراحل صاموئيل بيكيت، الجاري عرضها على المسرح الوطني الفنلندي في هلسنكي.
ولعب بكر حسن دور “كلوف” الخادم لدى اخر عائلة بقيت من البشرية ما بعد نهاية العالم، الاب والام مقعدان بعد ان تقطعت أرجلهما اثر حادث سير والابن مصاب بشلل نصفي وفاقد البصر وهو المتحكم بحياة ابويه والخادم، حيث ساد الصمت في المسرح على مدار ساعتين دارت فيهما احداث المسرحية ذات الفصل الواحد وتنتمي للمسرح العبثي الذي ابدع به الكاتب الايرلندي صامؤيل بكيت صاحب رائعة “بانتظار غودو”.
بكر حسن وفي تصريح خص به الصباح قال:”الكاتب بيكيت كتب المسرحية بعد الحرب العالمية الثانية واحداثها تدور حول ما بعد نهاية العالم، نحن الان نعتقد بوجود احتمالية لاندلاع حرب عالمية ثالثة لذلك قدمنا العمل وفق هذه الرؤية، استخدمنا تقنيات جديدة تحاكي العصر الذي نعيشه، ومن جانبي قدمت شخصية تعاني من عقد نفسية، لا يعلم شيء عن ماضيه ويحاول الهروب من الواقع الذي يعيشه وكلما يحاول الهروب ومع وجود فرصة لذلك الا انه يتردد ويتراجع عن قراره”.
سعى بكر حسن لاضفاء بصمة عراقية على العمل فبالاضافة الى روحيته واداءه الذي هو نتاج تعليم عراقي، سواء في معهد الفنون او كلية الفنون الجميلة في بغداد، فانه ايضا ادخل بعض الحوارات باللغة العربية وتحديدا اللهجة العراقية من خلال الدعاء تارة والغناء تارة اخرى، كما انه استخدم مفردات عراقية للتنفيس عن غضبه حتى لا يفهمها سيد المنزل، كما أن بكر وضع تصورات عراقية داخل احداث العمل مشيرا معظم مشاهد المسرحية اقوم بالنظر من الشباك لأصف للعائلة ماذا يجري في الخارج كوني في العمل الوحيد الذي لديه القدرة على التنقل والنظر من الاماكن العالية، وفي هذه المشاهد كان علي أن اصف لهم العالم من الخارج وهنا استحضر ما بذاكرتي وانقل لهم صور، ما زلت احتفظ بها عن ايامي في العراق وتحديدا ما حصل من حروب واحداث طائفية وعمليات تفجير المفخخات التي كانت تستهدف الابرياء، حتى ان بعض الجمهور الحاضر سالني بعد العرض عن ماذا كنت تتحدث، من اين تاتي بتلك الأحداث؟، الفنان العراقي لديه ذاكرة مليئة بالصور التي يحتفظ بها نتيجة الاحداث التي عاشها طوال حياته وهذا يعطيه افضلية فكرية مقارنة بالفنان الفنلندي الذي عاش حياة سهلة وبسيطة
ومنظمة”.