العطلة وطاقات شبابية معطلة !!

اسرة ومجتمع 2019/07/12
...

عالية طالب
بعد ان وضعت الامتحانات اوزارها عن الاهل والطلاب، وتوقف اعلان حالة الطوارئ التي عاشها الجميع، سيظهر مثل كل عام السؤال المتكرر : ماذا سنفعل بوقت العطلة ؟؟
سؤال يجيب عليه الاهل بتبرم احيانا وبلا مبالاة احيان اخرى وقد يتفق اغلبهم على جواب ممل: ساعدونا بشؤون البيت!! وهذه المساعدة لا تقتصر على الفتاة بشؤون منزلية مطبخية بل ستشمل الشباب بأعمال ترميم واصلاح او مهام أرجئ العمل بها بانتظار العطلة!! فهل هذا ما ينتظره الشباب بعد جهد عام مرهق نفسيا وفكريا ودوام وانضباط وتوتر وشد عصبي؟ أم ان هناك منافذ متعددة يمكن لها ان تستوعب هذه الطاقات لتكون منتجة وفاعلة وتحقق للمجتمع وللشاب مكاسب لا حصر لها اعتمادا على فهم الاهل ووعيهم وايضا ما يتوجب على المؤسسة الرسمية والمنظمات المدنية تقديمه ضمن خطط منظمة ومدروسة النتائج 
الايجابية. 
لحرمان من الاستمتاع بالعطلة سيتسبب بكثير من الاحباط والملل ويؤدي الى خمول الافكار وبلادتها وتحجيم الطموح للتعلم والتنوير والتثقيف والعطاء وايضا سيسقط الشباب في عدم فهم اهمية عامل الزمن والخبرات المكتسبة في اي يوم يمر من دون ان يحققوا ما يرصن ديمومة عقولهم بمجالات جديدة قد تتمثل ثقافيا بالمطالعة الخارجية حسب الاهتمام الشخصي وزيارة المكتبات وحضور الانشطة الثقافية والفنية والتشكيلية أو زيادة الخبرة بالدخول الى المجالات الرياضية وتعلم فنونها والتي تساعد في سلامة  اجسامهم التي نراها مترهلة بخطى كسولة وظهور 
منحنية.
كلنا نتذكر الواقعة الاليمة التي حصلت لعبارة الموصل وذهاب عشرات الضحايا بسبب ان اغلبهم لا يعرفون السباحة ولم يجدوا تشجيعا لكلا الجنسين على تعلمها ، فهل ننسى ان لدينا نادٍ اجتماعي يحمل اسم “ نادي الفروسية” علم الشباب سابقا بدورات منظمة ركوب الخيل والسباحة والمبارزة وكثيرا من صنوف الالعاب الرياضية الاخرى وها هو الان لا يكاد يذكر بسبب الاهمال الذي طال مرافقه وادارته  وتنظيمها 
المفترض. 
وكان لدينا مراكز شباب تعلم النجارة والحدادة والسيراميك وتفتح دورات لتعلم الاسعافات الاولية والتمريض لكلا الجنسين مع تعلم فنون الطبخ والخياطة والتجميل وتدبير شؤون المنزل والديكور.. وايضا اختفى كل هذا وغابت الخبرات المكتسبة منه 
تباعا. 
المقترحات والافكار كثيرة ومجتمعنا بحاجة ماسة لطاقات الشباب للنهوض بمرافق عامة تحتاج مبادرات التطوع ومنها ما يمكن تقديمه للمؤسسات ودور الايواء للمسنين وللأيتام والمحتاجين وللأطفال المرضى في المستشفيات، وايضا لتنظيف وتزيين الشوارع وتأثيث الساحات العامة بما يزيدها رونقا وتشذيبا وبما يعزز روح الانتماء للوطن والاحساس بالمسؤولية. 
استضافة الشباب في دوائر الدولة  لاكسابهم الخبرة الوظيفية التي  سيحتاجونها في لاحق الايام كتعلُّم اللغات والحاسوب والإنترنت، وبرامج التصميم والبرمجيات وزيارة المراكز العلمية والتكنولوجية وتقنية الاتصالات ، ولا نتغافل ايضا عن الاتيكيت والذوق العام ونحن نرى بعض شبابنا يسيء التصرف في الاماكن العامة ولا يعرف معلومات اولية عن القوانين العامة والسلوك الاجتماعي القويم في التعامل مع الكبار ومع المرأة .. لا يمكن اهمال هذا الملف لاننا بحاجة ماسة لبناء مجتمع سليم على يد شباب مؤهل نفسيا وعلميا وثقافيا وهي مسؤولية مشتركة بين الدولة 
والمجتمع.