بغداد: شذى الجنابي
كركوك: نهضة علي
بينما أعلنت وزارة الصحة الموقف الوبائي للحمى الوبائية، كشفت عن تكثيف الإجراءات مع وزارة الزراعة لاحتواء المرض.
والحمى النزفية مرض متوطن منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي في العراق، وهو مرض فايروسي خطير ينتقل من الحيوانات المصابة أو لحومها، وينتقل كذلك من حشرة القراد، ويصيب الأبقار والأغنام والمواشي الأخرى.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر لـ»الصباح»: إنه «تم تسجيل منذ بداية العام الحالي 14 إصابة وحالتي وفاة بالحمى النزفية، موزعة كالآتي: 6 حالات في محافظة ذي قار و4 في كركوك وإصابة واحدة في كل من بغداد والمثنى ونينوى والبصرة».
وأشار إلى أنه “تم تسجيل حالتي وفاة بمحافظة كركوك، واحدة منها لمنتسب في وزارة الصحة”، مبيناً أن “أكثر الإصابات تم تسجيلها للعاملين في المواشي”.
ودعا البدر المواطنين إلى “مراجعة المراكز الصحية في حال حصول الأعراض”، مشدداً على “ضرورة خزن اللحوم بدرجة منخفضة، وطهيها بدرجة حرارة عالية”.
وتابع أن “مئات الحالات تم شفاؤها، بسبب المراجعات المبكرة للحالات المصابة، لذلك يجب مراجعة أقرب مستشفى أو مركز صحي فور الشعور بأعراض المرض”.
ونوه بأن أعراض المرض هي: الحمى، أي ارتفاع درجات الحرارة، ثم آلام في مناطق مختلفة في جسم الإنسان، وبعدها ظهور حالات نزف من فتحات الجسم، تتبعها مضاعفات وفشل في وظائف أعضاء الجسم”. بدوره، قال مدير الصحة العامة في وزارة الصحة الدكتور رياض الحلفي لـ”الصباح”: إن “الوزارة أطلقت برنامج (الصحة الواحدة) المعني بالأمراض الوبائية الانتقالية المشتركة بين الإنسان والحيوان والنبات والبيئة، إذ تشترك فيه الزراعة والبلديات والبيئة والجهات ذات العلاقة ومنظمة الصحة العالمية”.
وتابع أن البرنامج يبحث سبل السيطرة على كل التهديدات الخطيرة التي تصيب حياة الإنسان، ومنها الحمى النزفية والقلاعية، لافتا إلى تخصيص الحكومة منذ العام الماضي مبلغ ثلاثة مليارات دينار لوزارتي الزراعة والصحة لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية وتنظيم حملات رش وتغطيس الحيوانات في جميع المحافظات.
أما بشأن إجراءات وزارة الزراعة، فقال مدير دائرة البيطرة في وزارة الزراعة حبيب الخفاجي لـ»الصباح»: إن «الوزارة وزعت شحنات من الأدوية والمستلزمات الوقائية بين المستشفيات البيطرية في المحافظات لغرض حماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية».
وأشار إلى استمرار الحملة الوطنية الوقائية الربيعية المجانية لتغطيس الأغنام والماعز ورش الأبقار والجاموس وحظائر الحيوانات بمضادات حشرة القراد، للسيطرة على الوسيط الناقل المسبب لمرض الحمى النزفية، إذ تنفذ بمشاركة أكثر من 250 فرقة من الأطباء البيطريين مع تشكيل فرق جوالة، وتستمر حتى نهاية نيسان الحالي.
ولفت الخفاجي إلى تفعيل عمل الرقابة والتفتيش بالتنسيق مع وزارات الصحة والبيئة والبلديات والجهات الأمنية ودوائر البيطرة، للحد من الجزر العشوائي ومنع حركة الحيوانات من الأماكن الموبوءة إلا بشهادة صحية تؤكد خلوها من طفيلي (القراد).
وأضاف أن هناك حملات توعية صحية بيطرية لمربي الحيوانات بشأن مرض الحمى النزفية وطرق الوقاية، واتباع جميع الضوابط الصحية للحد من خطورة الأمراض المشتركة.
وفي كركوك، أفاد مدير المستشفى البيطري الدكتور طلعت محمود لـ”الصباح”، بإطلاق قائممقامية قضاء مركز كركوك ودائرة الصحة والمستشفى البيطري والبلدية ولجنة التجاوزات، حملة واسعة أسفرت عن غلق أربعة محال قصابة ومصادرة (20) رأس غنم و350 كيلوغراماً من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك البشري نتيجة عدم الالتزام بالقوانين والتعليمات الصحية، كما جرت توعية المواطنين بخطورة مرض الحمى النزفية، فضلا عن تنظيم حملات لرش وتغطيس الحيوانات في مناطق المحافظة.