سفراء العراق والمهام الدبلوماسيَّة

آراء 2019/07/12
...

يعقوب يوسف جبر 
العلاقات الدبلوماسية بين الدول أواصر تحدد طبيعة التعاون بين الدول في مجال السياسة الخارجية، وكذلك في مجال إدارة شؤون رعايا الدول في كل دولة ويقوم سفير كل دولة الذي يعد الممثل الدبلوماسي الأول والأعلى بوظائف متعددة محددة بموجب قانون كل دولة، لكن ما هي الصفات والمؤهلات التي يجب أن يتسم بها السفير؟ وما هي المهام التي يمارسها في الدولة المنتدب إليها؟
1 - أنْ يحمل شهادة جامعية والأفضل أن تكون في مجال العلوم السياسية أو القانون الدولي العام .
2 - أنْ يكون ملماً بقواعد القانون الدولي العام ومنها القدرة على التفاوض مع دولة مقر سفارة بلاده في ما يخص المصالح المشتركة، وهذه الوظيفة تتطلب الحنكة في فن التفاوض، إلا أنَّ مهمة السفير تنتهي عند حدود التوصل إلى نتائج التفاوض فقط من دون أن يكون مفوضاً بالتوقيع على الاتفاقيات بل تنتقل مسؤولية ذلك إلى رئيس وزراء دولته ثم وزير خارجيتها، إذن دور السفير في هذا المجال يتلخص في نقل وجهات نظر حكومته بخصوص ما يتعلق بمقترح الاتفاقيات في مختلف المجالات التي من المزمع إبرامها بين الدولتين.
3 – لا بدَّ للسفير أن يتقن فن التوسط في النزاعات التي قد تنشأ بين دولته والدولة الأخرى، وأن يملك الخبرة في مجال نزع فتيل الأزمة أو النزاع لكي يمهد الطريق امام وزير خارجية دولته لإصلاح التصدع في العلاقات والذي قد يحدث أحياناً.
4 - من المهام المؤثرة التي من المفترض أن يقوم بها سفير الدولة الناجح، ما يتصل بالجانب الاقتصادي كجذب المستثمرين وتشجيعهم على الاستثمار في بلده، وهذه المهمة تتطلب سفيراً ذا خبرة وتجربة، ويملك رؤية خبرة اقتصادية عالية المستوى.
5 - أنْ يملك السفير الخبرة الإدارية للإشراف على إدارة وتنظيم شؤون جالية ورعايا دولته في الدولة الأخرى، باعتبار أن السفارة هي مركز تنظيمي إداري قانوني لمتابعة شؤون الرعايا سواء المقيمين في تلك الدولة او اللاجئين لتلك الدولة.
6 - من أبرز الخصائص التي يجب أنْ تتوفر في السفير إتقانه لغة الدولة الأخرى وأنْ يملك تصورات إجمالية عن ثقافة مجتمع الدولة التي تقع فيها سفارته.
7 - متابعة وتنظيم شؤون الطلبة والزمالات الدراسية والبعثات العلمية في الدولة الأخرى، وإيجاد الحلول المناسبة لأية مشكلات قد تواجههم في تلكم الدولة.
بحسب التجربة الماضية بالنسبة لسفراء جمهورية العراق الاتحادية فثمة مشكلات قد واجهت البعض منهم منها ما يتعلق بشؤون الرعايا العراقيين الذين لهم الحق كمواطنين على الدولة العراقية ممثلة بسفيرها وسفارتها بإيجاد الحلول للمشكلات التي تواجههم.
فبحسب القواعد الدبلوماسية من الواجب على كل سفير أن يتابع شؤون رعايا بلاده بالشكل الذي يحقق مطالب هؤلاء الرعايا، لأنها إحدى أهم مسؤولياته الأساسية، ومن أبرز هذه المسؤوليات متابعة شؤون الرعايا المقيمين واللاجئين في الدولة الأخرى، خاصة ما يتعلق منها بالجانب المعيشي، إضافة للقضايا الشخصية التي لها صلة بتنظيم أحوالهم الشخصية، وكذلك متابعة ما قد يتعرضون له من مساس بحقوقهم من قبل مواطني الدولة الأخرى أو من قبل سلطاتها الداخلية.
يبدو أنَّ وظيفة السفير ليست وظيفة هينة بل تعد من أخطر الوظائف الدبلوماسية الخارجية التي تعكس سيادة الدولة على رعاياها، وسيادتها على جميع حقوقها، كما أنَّ السفير يعبِّرُ بواسطة هذه الوظيفة عن التزامات دولته تجاه الدولة الأخرى، فالعلاقات الدبلوماسية بصورتها العامة ما هي إلا صورة محددة من المصالح التي تنشأ بموجب اتفاقيات دولية مشتركة بين الدول المختلفة.
من هنا ينبغي على الحكومة العراقية المتمثلة بمجلس وزرائها ورئيس وزرائها متابعة شؤون السفراء في مختلف دول العالم ومراقبة أدائهم الدبلوماسي، وتقويم أدائهم أو إعادة النظر بالسفير الذي تثبت الوقائع والتجربة تدني أدائه الدبلوماسي.