راضي شنيشل: المدرب المحلي هو الأصلح.. والتحكيم سيئ هذا الموسم

حوار: خالد جاسم
منذ أن عرفته لاعباً في أول مشوار البروز قبل الشهرة والتمثيل الدولي تميز الكابتن راضي شنيشل بخصال ومواصفات إنسانية ورياضية تكاد تكون نادرة لدى كثير من الرياضيين خصوصاً في اللعبة الشعبية الأولى.. وهذه المواصفات التي تتجسد في الهدوء والصبر والحكمة وقوة الشخصية تقابلها بالطبع مؤهلات فنية وبدنية خلقت من صاحبها شخصية نادرة في دنيا الكرة لم تضمحل ملامحها ولم تتوارَ حتى بعد اعتزالها واختيارها عالم التدريب الذي حقق فيه شنيشل نجاحات وأرصدة محترمة لن تقل في قيمتها عن مجمل حصيلته الثرية لاعباً وقائداً في الميدان.. مع راضي شنيشل يكتسب الحديث حلاوة خاصة لأنَّ ثقافته الرياضية والشخصية كفيلة بأن تضع من يحاوره في حالة من التحفز الذهني لطرح كل ما يجول في الخاطر ويسبح في الذاكرة طالما هو لا يتردد في الإجابة بكل شفافية وصراحة جعلت منه وجبة حوار مفضلة ومريحة الهضم فكرياً إلى أبعد الحدود.. مع راضي شنيشل تبادلت أطراف الحديث وكانت هذه الحصيلة.
هو والكهرباء والدوري
*أين أنت الآن.. بماذا تفكر.. ما الذي يشغل بالك؟
- أنا حالياً مدرب لنادي الكهرباء وأكثر تفكيري ومعي زملائي في الملاك التدريبي هو الوصول بالفريق إلى أفضل المراتب في الموسم الكروي الحالي.
* هل ترى مستوى الدوري العراقي فنياً مؤهلاً لأن يقدم لاعبين بمستوى مسؤولية تمثيل المنتخب الوطني؟
- نعم الدوري جيد لكنَّ قوة الدوري بدنياً تحتاج إلى تطوير كبير لهذا فإنَّ المنتخب الوطني يحتاج إلى تجمع ومباريات دولية عالية المستوى لكي يتحول اللاعب من إيقاع الدوري إلى مستوى اللعب في المواجهات الدولية.
* تقييمك للتحكيم في مباريات الدوري وهل وجدت أنَّ تجربة (VAR) نجحت فيه؟
- التحكيم في هذا الموسم غير جيد للأسف الشديد بالرغم من وجود (VAR) وهناك أخطاء كبيرة وكثيرة لدى الحكام غيرت كثيراً من نتائج المباريات.
* تقييمك الفني العام للاعبين المحترفين في دورينا؟
- أعتقد أنَّ اللاعبين المحترفين سوف يقضون على كثير من المواهب التي لم تأخذ الفرصة بحكم وجود ستة لاعبين محترفين أما مستوياتهم فإنَّ الكثير منهم لا يستحق التواجد واللعب في الدوري العراقي.
المنتخب وكاساس والمونديال
*هل تمت مفاتحتك بشأن تدريب المنتخب الوطني، وهل ستوافق، وهل ستضع شروطاً معينة؟
- لم تتم مفاتحتي لتدريب المنتخب، وبكل تأكيد أتشرف بهذه المسؤولية التي أراها واجباً وطنياً مقدساً وملزماً.. نعم سوف أضع خطة عمل لا يتدخل بها أحد.
*ما تقييمك لمرحلة كاساس مع منتخبنا؟
- مرحلة كاساس كانت متذبذبة وغير مستقرة من جميع الجوانب الفنية بما في ذلك نوعية اللاعبين والمستوى المهاري والخططي ولذلك كانت النتيجة في النهاية واضحة جداً في مباراتي الكويت وفلسطين.
* من برأيك الأصلح لتدريب المنتخب.. الأجنبي أم المحلي ولماذا؟
- في الوقت الحاضر المدرب المحلي هو الأصلح وذلك لضيق الوقت.
* ما الذي يحتاج إليه المنتخب كي يتأهل إلى المونديال؟
- يحتاج في المستقبل إلى مدرب على مستوى عال وصاحب تجربة وخبرة وسقف زمني مناسب مع ضرورة عدم التدخل في عمله.
شجون تجربة الأولمبي
* تجربتك الأخيرة مع الأولمبي لم تكن مريحة لك ولا للمنتخب.. ما الذي حدث؟
- بالعكس تجربة الأولمبي هي أفضل فتراتي التدريبية وتوجت في الحصول على بطولة غرب آسيا والتأهل أول مجموعتنا للنهائيات الآسيوية في قطر والحصول على الوسام البرونزي والتأهل إلى الأولمبياد لكن في أولمبياد باريس حدثت بعض الأمور والتدخلات وهي التي سارعت بتقديمي الاستقالة لأنَّ عقدي سار إلى شهر آب (2025).
* هل تدخل أحد ما في عملك الفني في تجربة الأولمبي؟
- نعم كان هناك تدخل في عملي مع الأولمبي.
* يقال إنَّ الكابتن راضي صعب التعامل معه إدارياً وفنياً.. هل لديك فلسفة مختلفة في عملك التدريبي؟
- أنا مدرب محترف لي حقوق وعلي واجبات وكذلك لي صلاحيات ومسؤوليات لا أسمح لأحد بالتدخل بها وهذا فقط الذي لا يعجب الآخرين.
* بعد هذا المشوار التدريبي الطويل.. هل أنت راض عن نفسك كمدرب؟
- نعم الحمد لله حققت الكثير من الإنجازات على المستويين المحلي والدولي ولكن لدي طموح كبير في تحقيق المزيد من النجاحات في عالم التدريب.
الزوراء والجوية وما بينهما
* جرّبت العمل التدريبي مع الزوراء والجوية.. ما الفرق بين التجربتين وأيهما الأصعب والأفضل؟
- الزوراء والجوية لهما نفس المكانة والجمهور الكبير والتأريخ العريق لكنَّ البيئة مختلفة كثيراً بينهما وهذا واضح للاعبين والجمهور.
* صراحتك مزعجة للبعض.. هل تراها مثلبة في عمل المدرب المحترف؟ وما أكثر شيء يثير حفيظتك؟
- أعتقد أنَّ الوضوح والصراحة والعدالة تأتي من الشجاعة في قول كلمة الحق والنجاة في الصدق.
* هنالك من يجد أنَّ منتخب الشباب الحالي جدير بأن يكون هو المنتخب الأولمبي.. وشخصياً لا أؤيد هذه الفكرة لأننا سنحرق لاعبي الأولمبي من دون أن يجد أي منهم فرصة اللعب مع الوطني.. كيف تنظر لهذه المعادلة؟
- في منتخب الشباب هناك مجموعة جيدة من اللاعبين الذين يستحقون اللعب للأولمبي لكن ليس الجميع طالما يوجد في فرق الدوري لاعبون على مستوى عالٍ يمكنهم اللعب مع المنتخب الأولمبي وأتمنى أن يكون ذلك ضمن محيط اهتمام الملاك التدريبي للمنتخب الأولمبي.
* أنت تعيش في بغداد أم في الدوحة.. وأيهما تفضل في التدريب في العراق أم في قطر؟
- أنا وعائلتي نعيش في بغداد وتوجد عندي إقامة في قطر، والظروف والبيئة مختلفة كلاً حسب ظروفه الخاصة به ولهذا المدرب المحترف يجب أن يتأقلم مع أي ظرف.
محطات في الذاكرة
*ما الذي لم يتحقق لك لاعباً ومدرباً؟
- اللعب والتدريب في كأس العالم.
* ما الذي تتمناه كمدرب؟
- أتمنى أن تكون كرة القدم في أنديتنا على مستوى الكرة في الدول المتقدمة في آسيا مثل كوريا واليابان لأنَّ الأندية هي الأهم في تصنيع وتأهيل اللاعبين.
* شيء يقلق راضي شنيشل؟
- مستقبل بلدي العراق دائماً يقلقني لأنَّ الأمر مرتبط جوهرياً بمستقبل الأجيال المقبلة وأتمنى أن يكون عراقنا الحبيب بخير دائماً في جميع المجالات ومنها الرياضة بالطبع.
* جيلكم من لاعبي التسعينيات ما الذي تميزتم به عن الجيل الذي سبقكم وعن الجيل الذي جاء بعدكم؟
- جيل التسعينيات مظلوم بسبب ظروف الحصار والحرمان من المشاركات الكثيرة دولياً آنذاك رغم وجود مجموعة رائعة من اللاعبين أما الأجيال التي قبلنا وما بعدنا فكانت الظروف مناسبة لها وافضل بكثير من ظروفنا.
* تجربة ندمت عليها في كرة القدم؟
- أي تجربة هي مفيدة بكل تأكيد سواء كانت ناجحة أو فاشلة.
* من رأيت بعد اعتزالك اللعب لاعباً قريباً من شخصيتك في الملعب من حيث القدرات الفنية وصفات القيادة؟
- علي حسين رحيمة
* أفضل جدار دفاعي انسجم معه راضي؟
- أفضل المدافعين هم الذين شاركوا معي في المنتخب الوطني في التسعينيات بدون ذكر أسماء.
* هل تجد أنَّ المعايشة التدريبية مع أندية عالمية مفيدة للمدرب؟
- نعم المعايشة تعطيك معلومة عملية بصورة مباشرة خصوصاً إذا كانت في وقت المسابقات مع المشكلات والحلول والتدريب التخصصي والمشابه لأجواء المباريات وكلما كانت مع فرق ذات مستوى عال تكون الفائدة كبيرة، أما التكنولوجيا فقد أصبحت مهمة كوسيلة توضيح ومشاهدة الأمور الفنية بصورة آنية في المباريات وبعدها إحصائيات وغيرها من الأمور التي تعطي معلومات دقيقة عن الفريق أفراداً ومجموعة.
* محاكاة واستنساخ تجربة أكاديمية أسباير هل ممكن تحقيقها في العراق؟
- ممكن الاستفادة من بعض محتوى وأفكار أكاديمية أسباير وليس نقل التجربة بحذافيرها لأنَّ الظروف والبيئة مختلفة تماماً.
* أمنية تنتظر تحقيقها على أحر من الجمر؟
- نجاح أبنائي