سعي أميركي لتشكيل قوة دولية لتأمين الملاحة في الخليج
قضايا عربية ودولية
2019/07/12
+A
-A
طهران / وكالات
أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة تأمل في إنشاء قوة خاصة بحماية السفن التجارية في الخليج في غضون أسبوعين، وذلك بعد يوم من اتهام بريطانيا لإيران بمحاولة احتجاز ناقلة تابعة لها.
وأكد مرشح الرئيس دونالد ترامب لمنصب قائد هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، الجنرال مارك ميلي، للجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ أن واشنطن تعمل على إنشاء تحالف دولي بهدف تقديم مرافقة وحراسة بحرية عسكرية للسفن التجارية في مياه الخليج العربي، وتابع: «أعتقد أن هذا سيحدث في غضون الأسبوعين المقبلين».
بدورها سارعت لندن لاعلان موقفها من القوة الدولية اذ أعلن المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن محادثات تجري مع الولايات المتحدة من أجل بناء قوة عسكرية في الخليج.
وقال المتحدث: إن المباحثات تدور بشأن تشكيل حضور عسكري في منطقة الخليج لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها الملاحة، حسب التعبير البريطاني .
وكانت لندن قد اعلنت امس الاول الخميس انها لا تنوي تخصيص مرافقة أمنية لكل سفينة تجارية بريطانية تمر بمضيق هرمز، على خلفية الحادث الأخير في المنطقة.
وفي تصريحات لوكالة «رويترز»، أوضح المصدر البريطاني أن ما بين 15 و30 سفينة تجارية تبحر كل يوم تقريبا في مياه الخليج رافعة العلم البريطاني، وأن 3 منها تمر عبر مضيق هرمز.
وأضاف المصدر أن بريطانيا رفعت، يوم الثلاثاء الماضي، مستوى أمن السفن إلى الدرجة (3)، وهي أعلى درجة، وذلك بالنسبة للسفن التي ترفع علم بريطانيا في المياه الإيرانية. وأشار إلى ان المستوى 3 في الملاحة يوازي المستوى «الحرج»، الأمر الذي يعني «وجود خطر كبير» على السفن البريطانية.
وتابع المصدر نفسه: «سنكون حازمين في الدفاع عن المصالح البحرية البريطانية في الخليج، لكن لا نسعى مطلقا لتصعيد الموقف مع إيران».
وفي وقت سابق ، قالت لندن: إن سفينة حربية تابعة للبحرية الملكية تدخلت لضمان مرور ناقلة نفط تديرها شركة «BP” البريطانية عبر مضيق هرمز، بعد أن حاولت ثلاثة قوارب إيرانية اعتراض مرورها.
من جهته، نفى الحرس الثوري الإيراني صحة الأنباء عن اعتراض قواربه لناقلة نفط بريطانية في مياه الخليج، مؤكدا أن القوات البحرية التابعة له لن تتردد في تنفيذ “أوامر بإيقاف ناقلات نفط في مياه الخليج.. في نطاقها الجغرافي”، في حال صدورها.
ويأتي ذلك على خلفية إعلان بريطانيا تصديها لمحاولة إيران احتجاز ناقلة نفط تابعة لها في مضيق هرمز، بينما رفضت طهران هذا الاتهام، وذلك بعد أيام من احتجاز بريطانيا وسلطات جبل طارق ناقلة نفط إيرانية يعتقد أنها كانت متوجهة إلى سوريا، بدعوى خرقها العقوبات الأوروبية المفروضة على حكومة دمشق.
الناقلة النفطية
في السياق نفسه جددت طهران، امس الجمعة، مطالبة لندن بالإفراج فورا عن ناقلة النفط المحتجزة لديها في جبل طارق وحذرتها من العواقب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في مقابلة مع وكالة “إرنا”: إن الخارجية الإيرانية استدعت السفير البريطاني أربع مرات منذ احتجاز ناقلة النفط.
وأكد المتحدث باسم الخارجية أن إيران ودول المنطقة قادرة على توفير الأمن الإقليمي، داعيا القوى الأجنبية في الشرق الأوسط إلى مغادرته.
واعتبر موسوي أن مزاعم بريطانيا بشأن ناقلة النفط الإيراني لا وجهة قانونية لها، موضحا أن الناقلة “غريس 1” لم تكن تتجه إلى سوريا والموانئ السورية لا تستوعب حمولتها.
وأضاف المتحدث أن إيران لا تخضع لعقوبات أوروبية، وأن وأوروبا لم تفرض عقوبات على النفط الإيراني كي تحتجز ناقلة النفط.
تحذير أممي
من جانبه أعلن نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى الابتعاد عن التصعيد وأي نزاع سيؤدي إلى كارثة، في سياق تعليقه على الوضع في مضيق هرمز.
وفي وقت سابق ، ذكرت شبكة “سي إن إن” ، نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع الأميركية، أن خمسة زوارق صغيرة يزعم أنها تابعة لإيران اقتربت من ناقلة نفط بريطانية في الخليج وطالبتها بالتوقف بالقرب من المياه الإقليمية الإيرانية.
ووفقا لـ «سي إن إن»، فقد غادرت الناقلة البريطانية الخليج واضطرت إلى عبور مضيق هرمز عندما اقتربت السفن الإيرانية منها. ووفقا للمسؤولين، فقد أمر الإيرانيون الناقلة بتغيير مسارها والتوقف في المياه الإقليمية لإيران. إلا أن الفرقاطة «مونتروز» التابعة للبحرية الملكية البريطانية التي كانت ترافق الناقلة «وجهت تحذيرا شفويا» طلبت منهم من خلاله السماح بمرور السفينة «وهو ما فعلوه».
ورفض وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، التصريحات بشأن محاولة الزوارق الإيرانية احتجاز سفينة بريطانية ، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تهدف إلى تصعيد التوتر.
رؤية ايرانية
بدوره أكد رئيس مكتب رئيس الجمهورية الإيرانية، محمود واعظي، أن أفق رؤية طهران عالمي الطابع، ومبني على المنطق.
وأوضح واعظي أن رؤية بلاده مبنية على المنطق، بدلا من الغطرسة، وقائمة على العلاقات السليمة والإنسانية بدل الهيمنة، أو الخنوع، مع الالتزام بالتعهدات الدولية، دون نكث العهود، وذلك بحسب وكالة “إرنا” الايرانية.
وكتب واعظي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»: إن أميركا هُزِمت مرة أخرى، هذه المرة في الاجتماع الطارئ لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي الإيراني، هذا الاجتماع الذي عقد بطلب من أميركا وبذريعة إجراءات إيران في خفض تعهداتها في إطار الاتفاق
النووي.
وأضاف «ان البيان الصادر عن ممثلية أميركا في الوكالة قبل انعقاد الاجتماع، والذي ذكر فيه «إن السبيل الذي تمضي فيه إيران يشدد عزلتها الدولية « كان يشير إلى أن الأميركيين كانوا يعقدون الكثير من الأمل على نتائج الاجتماع، ولكن بعد ساعات كشفت نتائج الاجتماع عن ان عزلة واشنطن أصبحت أكثر عمقا» حسب تعبيره.
وقال واعظي: إن المزحة المرة تكمن في أن أميركا ادعت بأن إيران لم تنفذ قسما من تعهداتها في إطار الاتفاق النووي، هذا الاتفاق الذي رفضه الرئيس الأميركي برمته وخرج منه، مشيرا الى إنه على ترامب ومستشاريه أن يعلموا أن العالم هو الآن على أعتاب مرحلة جديدة من التطور والتكامل، ويتجه في مسار لا مكان فيه لـ «الإملاءات» وأن أي دولة تتأخر في مواءمة نفسها مع هذه المرحلة ستكون خاسرة.
عودة الى الوراء
الى ذلك حذر برلماني إيراني كبير من إنه إذا لم تف الدول الأوروبية بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي، فإن بلاده ستتخذ بقوة مزيدا من الخطوات لتقليص
التزاماتها.
وقال مجتبى ذو النور، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني: «في حالة عدم تنفيذ أوروبا لالتزاماتها خلال فترة الستين يوما التي وصلنا إليها، فإن إيران ستتخذ الخطوة الثالثة بقوة».
وأضاف ذو النور أن تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة قد يكون من الخطوات الممكنة.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بأنه لن تكون هناك مفاوضات مع الولايات المتحدة ما دامت العقوبات قائمة.
ونقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية، عن ظريف قوله: «لم نترك طاولة المفاوضات أبدا، الأميركيون قرروا ترك طاولة المفاوضات والآن يقدمون ادعاءات كاذبة للإيهام بأنهم مستعدون للمفاوضات”.