الحق في الانتحار

آراء 2019/07/15
...

حمزة مصطفى
لم تعد القوى والكتل والأحزاب والشخصيات والقيادات والمديريات والسكرتاريات والحمايات السياسية بالطبع تعير أي اهتمام لكل المقولات والمفاهيم والأفكار التي يعبر عنها الناس حتى تلك التي شاعت مؤخرا وهي خلو الحكومة من حقيبة التربية وماخلفته تلك القصة من تداعيات. أبدا, لم يعد أحد من القادة والزعماء والرؤساء والشيوخ والسادة والحجاج ومن هم بدرجتهم يعير أدنى اهتمام لمثل هذه الأمور.   السبب بسيط بالنسبة لهم بل ومبرر جدا,إن لم يكن من البديهيات التي لاتحتاج الى أية براهين أو أدلة. فالذين يشيعون مثل هذه الأفكار والعبارات هم المندسون لا سواهم. وهؤلاء  لديهم أكثر من وظيفة أبرزها حرف التظاهرات عن مسارها. لكنهم وبسبب قلة فرص العمل  راحوا”يطكطكون” بعد الظهر باعتبارهم أصحاب  عائلات  فيطلقون  عبارات من هذا النوع بهدف إشاعة جو من اليأس والإحباط. 
ليس المندسون وحدهم من يقوم بذلك, فهناك أصحاب الأجندات الخارجية الذين لايريدون لبلدنا النجاح. فأصحاب الأجندات هؤلاء وافقوا, ربما بالاتفاق مع المندسين, على تمرير الكابينة الوزارية كلها بمن فيها الوزارات الثقيلة الوزن من أمثال الدفاع والداخلية والكهرباء والنفط والمالية والاتصالات بل والتعليم العالي لكنهم وجدوا ضالتهم في عدم تمرير حقيبة التربية لا لشيء إلا لكي تتحقق نظرية المؤامرة. فنحن مولعون  بهذه النظرية كونها غطاء ضروريا للسياسة النعامية التي تقوم على دفن الرؤوس بالرمال وترك ماعدا ذلك ظاهرا للعيان بكل شفافية.          
أولى النتائج التي باغتتنا ونحن مازلنا في أول الدرب والحقيبة لاتزال شاغرة ولا مؤشرات على ملئها هي امتحانات الثالث المتوسط. وستأتي بعدها بأيام نتائج المرحلة الإعدادية. ولأن نتائج الثالث متوسط تحتاج لطم على البارد فإن نتائج السادس الإعدادي لن تفض الإ بسلسلة عمليات انتحار وطنية. المسألة هنا غاية في الأهمية, لذلك  لابد من فتح قوسين من الحجم الكبير. بعض المحلليين الستراتيجيين يسمونها بالفضائيات  ظفرين لا قوسين.. (لأن التعليم وطني عابر للدين والقومية والمذهب والطائفة والمنطقة فلابد من تحقيق التوازن الكامل في أية عملية انتحارية. لابد أن تكون حسب الاستحقاق الانتخابي مع دعوة مخلصة لمنح الإخوة التركمان مقعدا أو مقعدين انتحاريين على الأقل بعد أن حرموا من كل أشكال التمثيل في المناصب والمسؤوليات. فمن غير العدالة حرمانهم من هذا الحق على الأقل. الحق في الانتحار.
ليس من العدالة نسيان الأقليات في ممارسة هذا الحق عبر تطبيق عادل للكوتا. النساء كذلك, فبعد أن أسقطنا أربع مرشحات للتربية لهذا السبب أو ذاك فمن الظلم حرمان المرأة التي هي نصف المجتمع من ممارسة حقها في الانتحار). الحمد لله أغلقت القوسين أو الظفرين مثلما يقول المحللون الستراتيجون قبل أن يأخذنا الواهس أنا والزملاء من كتاب ومحرري صفحة الرأي ونمارس حقنا في الانتحار.
المقال لايزال بحاجة الى 50 كلمة. سأبتعد عن لغة المحللين الستراتيجيين والجأ الى لغة عجائز “كبل” التي هي عبارة عن متوالية حسابية قوامها الجمل الجاهزة الآتية. ماتخافون من الله, مووراكم حساب وكتاب, مو كافي عاد, والله ملينا, لاماي لاكهرباء لا تعيين, دتعالوا شوفوا حالنا. يصير هيج؟, هاي الأخيرة تحتاج فقط الى حرف لام حتى تصير هيجل, احتمال الفيلسوف فريديك هيغل واحتمال الصحفي محمد حسنين هيكل, أو ربما هيكل .. بناية مدرسية نروم إدراجها على .. لائحة التراث العالمي.