انتخب البرلمان الأوروبي، بأغلبية الأصوات وزيرة الدفاع الألمانية أوزولا فون دير لاين رئيسة للمفوضية الأوروبية، وقد صوت لصالحها 383 من أصل 747 نائباً بفارق ضئيل عن الأغلبية المطلوبة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تكليف أمرأة برئاسة المفوضية الأوروبية منذ تأسيسها، وسوف تتولى منصبها اعتباراً من اول تشرين الثاني المقبل ولمدة خمسة أعوام مقبلة.
وقالت فون دير لاين عقب فوزها بالمنصب: "إنها مسؤولية عظيمة ورسالتي الى الجميع، دعونا نتعاون بشكل بناء من أجل أوروبا موحدة وقوية"، وسوف تترأس فون دير لاين أكثر من 30 ألف شخص يعملون في المفوضية الأوروبية التي تضطلع بتقديم مقترحات القوانين ومراقبة الالتزام بقانون الاتحاد الأوروبي، وإدارة حياة ومستقبل أكثر من 500 مليون أوروبي.
وألقى الرئيس الألماني خطاباً هنأ فيه فون دير لاين، وخاطبها بقوله: " تتولين المنصب كرئيسة للمفوضية الأوروبية في وقت بالغ التحدي، حيث يتم فيه التشكيك كثيراً في أهمية التوافق الأوروبي، وفي الوقت ذاته يعلق الأوروبيون آمالا عريضة على ألمانيا كضامن لاستقرار الاتحاد الأوروبي، وأنا على قناعة بأنكم ستنجحون في استعادة الثقة والوحدة المفقودتين"، ومن جانبها أعربت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عن سعادتها بفوز وزيرتها ورفيقتها في الحزب فون دير لاين برئاسة المفوضية الأوروبية.
كما رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفوز الألمانية أورسولا فون دير لاين، برئاسة المفوضية الأوروبية، وقال ماكرون: إن فون دير لاين شخصية جيدة لتولي المنصب، مؤكداً امتلاكها المهارات اللازمة لإدارة المفوضية، وأضاف أنه دعم شخصياً اختيارها لتمكنها من اللغة الفرنسية.
وقالت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر سكا كيلر: ان حزبها يهتم في المرتبة الأولى بالبرنامج لا الشخص، والذي ينبغي أن تتصدره قضايا المناخ وسيادة القانون وإنقاذ اللاجئين، والعدالة الاجتماعية، وعبرت كيلر عن خيبة أملها في اجابات فون دير لاين بشأن هذه النقاط، ومن حزب اليسار قال النائب الأوروبي مارتن شيردفال: إن اجابات فون دير لاين "غير كافية" ولا تتوفر لديها أية "رؤية" ترتكز على العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان، ومن جانبه كان نائب رئيس كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي يواخيم بوست قد ناشد أعضاء البرلمان الأوروبي بعدم التصويت لمواطنته فون دير لاين، وقال بوست: "يجب على البرلمان الأوروبي أن يرفض اقتراح رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الأوروبي وأن يقرر بشكل مستقل".
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمام النواب في ستراسبورغ: "إن مجلس رؤساء الدول والحكومات يتمتع بشرعية ديمقراطية، مثل البرلمان الاوروبي، وإن ما حصل كان عملية توزيع عادل للسلطات"، وحاول توسك استمالة الخضر عبر حصولهم على بعض المناصب الرفيعة في الاتحاد الأوروبي، وأضاف أن القمة الأوروبية شهدت اختيار مسؤولين اعتماداً على معايير القدرة والخبرة فضلا عن المساواة بين الجنسين، وتحقيق التوازن السياسي والجغرافي.