د. حسين القاصد
نكتب هنا، بين الحين والآخر ، ما نراه ونتابعه ، من هموم الناس ومتاعبهم؛ وهي آراء كما هو اسم هذه الصفحة، ولقد قال ابو الطيب المتنبي :
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أولٌ وهي المحل الثاني
ونحن حين ننتقد مانراه من تقصير في الخدمات ونقترح المعالجات ، فذلك نابع من حرصنا على المشاركة في تقديم الحلول، لعل هناك من يتبناها ويأخذ بها إن كانت صائبة وتستحق الاهتمام .
في كل فترة وبين الحين والآخر، تشغل الرأي العام حادثة تصبح حديث الشارع، ومنها ما يتأزم ويحتدم، فنرى انفسنا ملزمين ان نرى ما نراه من حلول ومقترحات ، نحاول من خلالها الوصول لحلحلة هذه
الازمة او تلك .
لسنا في حلبة صراع مع أحد ، وهي آراؤنا، من شاء فليأخذ بها اذا كانت تخدم البلاد والعباد ، ومن شاء فليتجاوزها الى غيرها ، على ألا تهمل جميعها لكونها مجرد آراء !.
نعم ، هي آراء ، ومن قال انها أوامر؟ ؛ فاذا أشّرنا خللاً في مفصل من مفاصل حياتنا اليومية واقترحنا المعالجات المناسبة، على الآخر المعني ان يناقش مدى مقبوليتها وامكانية ترجمتها الى واقع، كي نعالج أمراً ما، او نتخلص
من أزمة.
كل ما نتعرض له في مقالاتنا هو على تماس مباشر بحياة الناس ومعاناتهم، بدءاً من الكهرباء في هذا الصيف اللاهب، ومروراً بنسب النجاح التي تتراجع عاماً بعد عام، وليس انتهاءً بالطرق التي تعاني من الاهمال ، وتتسبب بحصد ارواح المواطنين بشكل مرعب لايقل خطورة عن خسائر الحروب؛ ناهيك عن الأوبئة والامراض المستعصية التي لم نتنفس هواء التفكير بحل لها، والنجاة منها، كما هو حال المرض الخبيث الذي يفتك بالناس، لاسيما في
البصرة الفيحاء .
نكتب كثيراً، لعل كتابتنا تصل الى من يقرأ ويهتم ويترجم من نقوله الى مقترحات حلول ؛ وننتقد مانراه يضر بوحدة البلد ومقدراته، ونؤشر على مفاصل الفساد بغية لفت انتباه المعنيين اليها ؛ وكل ما نكتبه هنا يعد عاملاً مساعداً للمتصدين للمسؤولية ، كي يتحركوا باتجاه معالجة الامور، ولم نفكر بجائزةكبرى نحصدها من خلال مقالاتنا، او نجومية نحن في غنى عنها، اذ كل مانفكر به هو ان قارئاً ينتظرنا، ويرى ما يراه في
الذي نقوله.
نحن نكتب والمواطن يقرأ، وشاشات القنوات الفضائية تقتبس بعضاً مما نؤشره في كتاباتنا ، لكي يصل بأسرع الطرق لمن بيده الحل .
نكتب ولكن !!، وكل شيء بعد لكن صادم وموجع ، لذلك كلما احاول الكتابة اتوقع ان هناك من لايكترث لمقالاتنا ، ويقول اتركوها جانباً، فهي ليست أكثر من كلام ( جرايد ).