ما مصير السياسة الأميركية تجاه طهران؟

قضايا عربية ودولية 2019/07/19
...

طهران / وكالات
في وقت عد فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن ممارسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحد الأقصى من الضغوط لن تجعله يفوز بجائزة التفاوض مع طهران،  ذكرت صحيفة «الغارديان» أن إيران عرضت الموافقة على عمليات تفتيش أكثر دقة لبرنامجها النووي إذا رفعت واشنطن العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، لكن الأخيرة شككت في جدوى هذا العرض. 
ونقلت الصحيفة البريطانية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله للصحفيين في نيويورك: إن بلاده قد تصدق على الفور على «البروتوكول الإضافي» الذي يعطي مفتشي الأمم المتحدة المزيد من السبل للتحقق من سلمية برنامجها النووي إذا تخلت واشنطن عن العقوبات المفروضة على طهران.
ووفقا لتقرير الصحيفة قال ظريف: «إذا أراد (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) المزيد مقابل المزيد فبوسعنا أن نصدق على البروتوكول الإضافي ويمكنه أن يرفع العقوبات التي فرضها».
وشكك مسؤول أميركي وقال: إن إيران تسعى للحصول على تخفيف العقوبات دون تقديم شيء يذكر في المقابل، مشيرا إلى أن إيران تطبق البروتوكول بالفعل وبالتالي لم يتضح ما هو التنازل الذي يقدمه ظريف في هذا المقترح.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «مناورتهم بأكملها هي مجرد محاولة للحصول على أي تخفيف ممكن للعقوبات فيما يحتفظون بقدرتهم على امتلاك سلاح نووي في المستقبل». 
ويزيد: البروتوكول الإضافي، من قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على التحقق من سلمية المنشآت النووية عبر عمليات للتفتيش ووسائل أخرى.
وبموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران في 2015 مع ست قوى عالمية وانسحب منه ترامب العام الماضي، فإن على طهران أيضا السعي للتصديق على البروتوكول الإضافي بعد ثمانية أعوام من توقيع الاتفاق النووي في نفس الوقت الذي تلتزم فيه الولايات المتحدة بإلغاء نهائي للكثير من العقوبات المفروضة على طهران.
في الوقت نفسه أكد ظريف في تصريح أدلى به لصحيفة «ناشيونال إينترست» أن ترامب يمارس الحد الأقصى من الضغوط على بلاده بسبب استشارات خاطئة تقدم له. 
 
تعليق سليماني
بدوره قال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني تعليقا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسقاط طائرة إيرانية مسيرة إن «ذهن ترامب مشغول بأشياء أخرى». 
وأضاف سليماني على «تويتر» ان «السبب الرئيس لهزيمة أميركا في منطقتنا اليوم، هو الافتقار لقيادة حكيمة، والسبب الأهم هو وجود حكام جاهلين».
وكان ترامب أعلن أن سفينة الإنزال الأميركية «بوكسر» دمرت طائرة مسيرة إيرانية اقتربت منها على مسافة ألف متر في مضيق هرمز.
وقال ترامب: إن الطائرة المسيرة الإيرانية كانت تمثل خطرا على السفينة و»تم إسقاطها في الحال».  
في المقابل أصدرت وزارة الدفاع الأميركية بيانا بشأن تدمير طائرة مسيرة اقتربت لمسافة خطيرة من سفينة إنزال أميركية في مضيق هرمز. 
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جوناثان هوفمان، في بيان قصير أصدره الخميس: « بينما، كانت سفينة الإنزال الهجومية البرمائية «بوكسر» تبحر في المياه الدولية متجهة نحو مضيق هرمز لتنفيذ العبور المخطط له مسبقا، حين اقتربت طائرة من دون طيران من السفينة حتى باتت على مسافة تشكل خطرا عليها».
وأضاف هوفمان أن طاقم «بوكسر» «اتخذ إجراءات دفاعية ضد الطائرة المسيرة لضمان سلامة السفينة وطاقمها»، دون أن يذكر هوية الطائرة المدمرة. لكن الناطقة الأخرى باسم البنتاغون ريبيكا ريباريخ أكدت في تصريح صحفي أنها
إيرانية.
وأعلن الرئيس الأميركي قبل صدور بيان البنتاغون أن «بوكسر» أسقطت طائرة مسيرة إيرانية اقتربت منها لمسافة ألف ياردة في مضيق هرمز.
ويأتي إسقاط الطائرة الإيرانية من قبل البحرية الأميركية في اليوم نفسه الذي أعلن فيه الحرس الثوري الإيراني احتجاز ناقلة نفط أجنبية كانت تقوم بتهريب مليون ليتر من الوقود في الخليج.  
بدوره جدد عباس عراقجي المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني نفي طهران فقدان أي طائرة مسيرة،  .
وكتب عراقجي عبر «تويتر» صباح اليوم: «لم نفقد أي طائرة مسيرة لا في مضيق هرمز ولا في أي مكان آخر. نحن قلقون من أن تكون سفينة «بوكسر» الأميركية قد أسقطت طائرة مسيرة أميركية
بالخطأ». 
 
موقف رئاسي
في الوقت نفسه أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في اتصال هاتفي بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة أن تضمن أوروبا مصالح إيران.
وذكر المكتب الصحفي للرئيس الإيراني في أعقاب المكالمة مع ماكرون،   أن روحاني أكد «سعي طهران لترك جميع على الاتفاق النووي»، مضيفا أن «على الإيرانيين والأوروبيين اتخاذ خطوات من أجل إنقاذ الاتفاق». 
وأشار روحاني إلى أن «بعض القوى في الولايات المتحدة لا تريد نجاح الجهود للحفاظ على الاتفاق النووي»، مضيفا أن «أوروبا يجب أن تتخذ إجراءات لضمان مصالح إيران المشروعة وإنهاء واشنطن لحربها الاقتصادية (ضد طهران). 
 
نقاشات أممية
في الوقت نفسه أعلنت الخارجية الإيرانية أن الوزير محمد جواد ظريف عقد لقاء في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بحث خلاله الطرفان عددا من القضايا الإقليمية.
وحسب الوزارة، تطرق الحديث إلى القيود التي فرضتها واشنطن على أعضاء البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة وتقليص طهران التزاماتها في الاتفاق النووي.
كما تناول ظريف وغوتيريش مسألة احتجاز بريطانيا ناقلة النفط الإيرانية والتوتر في المنطقة والتطورات في سوريا واليمن وأفغانستان. 
 
غرايس 1
 في الوقت نفسه أعلنت سلطات جبل طارق امس، تمديد احتجاز ناقلة النفط الإيرانية “غرايس 1” حتى 15 آب المقبل. 
وكانت حكومة جبل طارق أعلنت أن قرار احتجاز ناقلة النفط الإيرانية “غرايس 1” كان “سياديا، من دون تدخل أي حكومة أخرى، أو طرف ثالث”.
وزار رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو العاصمة البريطانية لندن الأربعاء، حيث أجرى سلسلة لقاءات لبحث قضية احتجاز الناقلة الإيرانيةGrace 1 .
وأجرى بيكاردو مفاوضات مع رئيسة الوزراء البريطانية المنتهية ولايتها تيريزا ماي تناولت “آخر التطورات في الملف القانوني لاحتجاز الناقلة النفطية”.
واحتجزت الناقلة المحملة بالنفط بعملية نفذتها سلطات جبل طارق بدعم من مشاة البحرية البريطانية قبل أسبوعين، بدعوى أن السفينة كانت متوجهة إلى سوريا في انتهاك للعقوبات الأوروبية المفروضة على حكومة دمشق. 
 
سفن حربية
من جانب آخر قال مسؤولان مطلعان: إن سفينتين حربيتين هنديتين مكلفتين بمرافقة السفن التجارية، ستبقيان لفترة أطول في الخليج، وذلك مع تصاعد التوتر بين إيران والقوى الغربية.
لكن المسؤولين أضافا أن السفينتين اللتين تدعمهما طائرة استطلاع لن تكونا جزءا من تحالف عسكري تحشده الولايات المتحدة لتأمين الملاحة قبالة إيران، قرب مضيق هرمز، الذي تمر عبره خمس إمدادات النفط العالمية. وذلك بحسب وكالة «رويترز». 
وترافق السفينتان الحربيتان السفن التي ترفع علم الهند عند الدخول والخروج من الخليج وخليج عمان، منذ حزيران، في أعقاب هجمات على ناقلات ألقت الولايات المتحدة بالمسؤولية عنها على إيران، التي تنفي ذلك. 
وتعمل السفن الحربية الهندية عادة في مواقع أقرب إلى المياه الإقليمية للهند، غير أنها بدأت العام الماضي الانتشار في مناطق بالمحيط الهندي، تمتد من مضيق ملقة في جنوب شرق آسيا إلى قبالة سواحل أفريقيا، في إطار الرد على اتساع نفوذ الصين في المنطقة.
لكن مسؤولا هنديا ثانيا مطلعا على سياسة بلاده في المنطقة قال:  إن العملية البحرية في الخليج تأتي أيضا استجابة لدعوة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى كبار مشتري نفط الشرق الأوسط لحماية ناقلاتهم. 
واضاف المسؤول الهندي سننفذ إجراءات الحماية على السفن التي ترفع علم الهند. حتى الآن وفرنا الأمن لما يقرب من 24 سفينة.
لكنه أشار أيضا لوجود تنسيق مع الجيش الأميركي، إذ أن بلاده لديها اتفاق دعم لوجيستي مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن أسطولا ضخما من الناقلات الأميركية يزود السفن التابعة للبحرية الهندية في الخليج بالوقود، ومن المتوقع أن تتواصل مثل تلك المساعدات مع استمرار العملية لأجل غير مسمى.    
وذكر أن القضية نوقشت خلال اجتماع رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، مع ترامب على هامش قمة العشرين في اليابان الشهر الماضي، وأن مودي أبلغ الرئيس الأميركي بأنه أرسل سفنا لحماية السفن التي ترفع علم الهند.  
ويضغط ترامب على الحلفاء الأوروبيين والآسيويين للاضطلاع بمسؤوليات أمنية، ولا يعولوا على الولايات المتحدة
وحدها. 
لا تعتزم نيودلهي الانضمام رسميا لقوات متحالفة في المنطقة لأسباب تعود أساسا إلى أن ذلك سيضعها في مواجهة مباشرة مع إيران، التي تربطها بها علاقات طويلة على صعيد السياسة وقطاع الطاقة. كما أن الهند لم تنضم يوما لقوات أجنبية مشتركة، وفقا للمسؤول الأول الذي أوضح أن بلاده تفضل العمل تحت راية الأمم المتحدة. فيما يعرف أن الهند هي ثاني أكبر مشتر للنفط الإيراني بعد الصين.