لندن تؤكد سعيها لحل أزمة

قضايا عربية ودولية 2019/07/21
...

طهران / وكالات
 

في خضم الحراك المشحون في مضيق هرمز اثر ازمة احتجاز الناقلات النفطية  المتبادل بين لندن وايران، اعلنت الاخيرة استعدادها لمختلف السيناريوهات المقبلة في وقت كشفت فيه لندن عن سعيها لحل الازمة دبلوماسيا  بينما دعت دول عدة الى التهدئة وضبط النفس. 
اذ بعثت لندن رسالة إلى مجلس الأمن الدولي قالت فيها: إن ناقلة ترفع العلم البريطاني احتجزتها إيران، واقتربت منها القوات الإيرانية عندما كانت في المياه العمانية. 
 

وكتبت بريطانيا في الرسالة: "كانت السفينة "ستينا إمبيرو" تعبر مضيقا دوليا بما يكفله القانون الدولي... إذ يشترط القانون الدولي عدم عرقلة حق المرور، وبالتالي فإن الإجراء الإيراني يمثل تدخلا لا شرعيا". وأضافت أن "التوترات الحالية مثيرة للقلق للغاية وأولويتنا تنصب على التهدئة ولا نسعى للمواجهة مع إيران".
وشددت في الرسالة على أن تهديد الملاحة أثناء العمل بصورة شرعية في الممرات المعترف بها دوليا غير مقبول ويمثل تصعيدا كبيرا.
ودعت بريطانيا إيران إلى الإفراج عن الناقلة "ستينا إمبيرو"، وأبلغت مجلس الأمن بأنها تعمل على حل القضية بالسبل الدبلوماسية. 
في الوقت نفسه كشفت صحيفة "تيلغراف" أن الحكومة البريطانية تعتزم استهداف طهران بعقوبات قد تشمل تجميد أصولها، ردا على احتجاز الحرس الثوري الإيراني لناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز.
وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت اتخاذ "مجموعة من التدابير الدبلوماسية والاقتصادية بحق السلطات الإيرانية،    لمحاسبتها على احتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" .
ورجحت الصحيفة أن بريطانيا قد تلجأ إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة من أجل إعادة فرض العقوبات على إيران والتي تم رفعها في عام 2016 بموجب الاتفاق النووي. 
وأضاف هانت أنه سيطلع الوزراء على إجراءات جوابية تنوي الحكومة اتخاذها بشأن حادث احتجاز الناقلة.  
 
الناقلة النفطية
في المقابل كشف التلفزيون الإيراني عن الحالة الصحية لطاقم الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" البالغ عددهم 23 شخصا.
وأكد مراد عفيفي بور مدير مصلحة الموانئ والملاحة البحرية في محافظة هرمزغان الإيرانية امس الأحد، أن جميع أفراد طاقم الناقلة البريطاينة بخير وصحة جيدة.  
الى ذلك دعت سلطنة عمان السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن ناقلة النفط البريطانية المحتجزة لديها، مؤكدة ضرورة تحلي جميع الأطراف بضبط النفس. 
وقالت مسقط في بيان نقلته وسائل إعلام عمانية: إن السلطنة تتطلع إلى إطلاق الحكومة الإيرانية سراح السفينة البريطانية وتدعو الجميع إلى حل الخلافات بالطرق الدبلوماسية. 
 
موقف ايراني
بدوره حذر سفير إيران لدى بريطانيا حميد بعيدي نجاد من خطورة الأزمة الحالية بين طهران ولندن، قائلا إن قوى داخلية في المملكة المتحدة تحاول تأجيج التوتر بين البلدين.
وقال نجاد في تغريدة على "تويتر": "على حكومة المملكة المتحدة ردع تلك القوى السياسية المحلية التي ترغب في تصعيد التوتر بين إيران والمملكة خارج إطار مسألة السفن".
وشدد على أن هذا الأمر خطير وغير حكيم في هذا "الوقت الحساس" بالنسبة للمنطقة، وتابع أن إيران تتخذ موقفا ثابتا بهذا الشأن و"مستعدة لمختلف السيناريوهات".  
  
مجلس الشورى الاسلامي
في الوقت نفسه اعرب 160 من اعضاء مجلس الشورى الاسلامي في بيان اصدروه امس الاحد دعمهم للاجراء الحازم الذي قامت به القوات البحرية التابعة للحرس الثوري في توقيفها الناقلة البريطانية. 
وجاء في بيان  تلاه النائب علي رضا رحيمي انه وخلال الاسابيع الاخيرة كانت هناك تحركات مشكوكة وبعض الاعمال التخريبية وانفجارات في ناقلات النفط و ايقاف لناقلة النفط الايرانية غير القانوني،   وان آخره كان الاجراء المثير للشك للناقلة التي تحمل علم وتمتلكها بريطانيا بخرق الضوابط في عبورها مضيق هرمز.
واضاف البيان ،نعتقد ان دعاة القوة في العالم يتهيؤون لزعزعة المياه الاقليمية و تهديد نقل الطاقة التي يحتاجها العالم  وبدورنا ندعم الاجراء الحازم للقوات البحرية في الحرس الثوري والذي جاء في الوقت المناسب ونطالبهم الاستمرار في التعامل بحزم وقوة لحماية المياه الاقليمية. 
 
استعراض للقوى
الى ذلك وفي سياق استعراض القوى نشر موقع "بزنس إنسايدر" الأميركي تقريرا، استعرض فيه القوة النارية لبريطانيا والولايات المتحدة في منطقة الخليج، وقال إنها باتت جاهزة للتحرك في حال  استمرت إيران بسلوكها  الحالي .
وكانت لندن توعدت في وقت سابق طهران بـ"عواقب وخيمة" في حال لم تفرج عن ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" التي احتجزها الحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز، يوم الجمعة الماضي، قبل أن يقتادها إلى ميناء بندر عباس المجاور.  وذكر الموقع الأميركي أنه في حال تمادت إيران،فقد تغامر بمواجهة قوة نارية أميركية وبريطانية ضخمة. وتتكون القوة الأميركية من حاملة الطائرات العملاقة "أبراهام لينكولن" مع سرب كبير من الطائرات المقاتلة فوقها، إلى جانب أربع مدمرات وطرادات وسفن دعم، هذا إلى جانب مجموعة قاذفات بي 52 الستراتيجية التي تتمركز في المنطقة منذ آيار الماضي. ومن بين قطع البحرية الأميركية الموجودة في المنطقة، البارجة "يو أس أس بوكسر" التي تستطيع استضافة مروحيات عديدة، وهي التي أطلقت منها النيران التي أسقطت الطائرة الإيرانية المسيرة الخميس الماضي.
 
تحذير أميركي
 كما أصدرت الإدارة البحرية بوزارة النقل الأمريكية تحذيرا للسفن العابرة لمضيق هرمز والخليج.
وأشارت الإدارة البحرية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني ، إلى وجود "خطر على حركة الملاحة البحرية" بعدما تأكدت من أن "سفينتين تحملان علم بريطانيا وليبيريا تعرضتا للمضايقة، وربما الاحتجاز من قبل عسكريين إيرانيين في المواقع المبلغ عنها".
ودعت الإدارة السفن إلى توخي الحذر عند عبور هذه المنطقة، ناصحة إياها بمراجعة الاستشارات البحرية الأميركية المتعلقة بـ"النشاط البحري في الخليج، ومضيق هرمز، وخليج عمان، وبحر العرب، والبحر الأحمر".
وأشارت الإدارة البحرية الأمريكية إلى أن "سريان التنبيه سينتهي تلقائيا في الـ26 من تموز 2019".
وتشهد منطقة الخليج موجة جديدة من تصعيد التوتر عقب احتجاز الحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو"، الجمعة، وتوقيف ناقلة ثانية لفترة قصيرة، وهي الناقلة "مصدر" التي تملكها شركة "سوناطراك" الجزائرية، وتشغلها شركة بريطانية. 
 
اجتماع في البحرين
 من جانبها أكدت البحرين استعدادها لاستضافة اجتماع يعنى بأمن الملاحة البحرية والجوية بالتعاون مع واشنطن ووارسو 
وذكرت وزارة الخارجية البحرينية، أن الاجتماع الذي تستضيفه المملكة سيعقد خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع الولايات المتحدة وبولندا وبمشاركة أكثر من 60 دولة، وهو نتاج المؤتمر الدولي لدعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط، الذي انعقد بمبادرة من واشنطن في مدينة وارسو في شباط الماضي.
واعتبرت أن هذه المبادرة تأتي في إطار الدور الذي تضطلع به البحرين للإسهام في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة،  
وشددت الخارجية البحرينية على أن هذا الاجتماع سيشكل فرصة للتشاور وتبادل الرؤى بين العديد من دول العالم،   وضمان حرية الملاحة في هذه المنطقة الستراتيجية من العالم. 
وذكرت الخارجية الأميركية أن مسؤولين أميركيين سيطلعون أعضاء من السلك الدبلوماسي في واشنطن على مبادرة جديدة لتعزيز حرية الملاحة والأمن البحري في مضيق هرمز.
 
ناقلة نفط إيرانية
الى ذلك أعلنت إيران، امس الأحد، أنه تم الإفراج عن ناقلة إيرانية احتجزتها السعودية في   نيسان الماضي. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" عن وزير النقل، عباس إسلامي، قوله "إن ناقلة السعادة 1 تم إطلاقها بعد مفاوضات وتتحرك الآن باتجاه مياه الخليج الفارسي". 
وأضاف أن ناقلة النفط الإيرانية سمح لها  بمغادرة ميناء جدة في السعودية بفضل متابعات خاصة من منظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية.
وتابع "إن الناقلة برفقة سفينتين قاطرتين تتجه إلى الخليج الفارسي لدخول المياه الاقليمية الإيرانية".