ثقافة الابتسامة

اسرة ومجتمع 2019/07/23
...

ميادة سفر
تلعب الابتسامة دوراً كبيراً في التصافي النفسي والاجتماعي، وهي أداة بدء إيجابية في كل مجالات التعارف وحتى مجريات الحياة. أن نبدأ يومنا بها هو أمر في غاية الأهمية، وتترتب عليه الكثير من الاعتبارات، أهمها الحب والتسامح وقبول الآخر والتشجيع، كل هذه الأفعال توجدها إذا ما كانت نابعة من قلب شفاف.
إن اكتساب ثقافة الابتسامة تأتي تربوياً في المقام الأول، فالأسرة السعيدة هي تلك التي تربي الطفل على تنقية مشاعره، وإظهار ابتسامته قبل كل شيء، أن نبتسم في وجوه الأطفال يبادرون حالاً للتبسم في وجهنا، هذا يجعلهم يعتادون عليها، وتبقى معهم طيلة حياتهم، فهي واحدة من العادات التربوية الضرورية التي على الأهل قبل تعليمها لأطفالهم، ممارستها من قبلهم، سواء بتعاملهم معهم أو مع الأقرباء والأصدقاء والغرباء، لأنهم المعلم الأول والاسرة هي المدرسة الأولى، منهما نكتسب العادات والقيم والأخلاق بداية.
الابتسامة تنقي القلوب، وتجعل التعامل بين الناس أكثر سهولة وراحة وطمأنينة، وتمكننا من كسب ود الآخرين، وهي واحدة من أهم طرق ووسائل التواصل غير اللفظي بين البشر، لكن المفارقة أن الكثيرين يريدون أن يقَابلوا من الآخر بابتسامة، لكن يعزُّ عليهم هم تقديمها، ويبخلون بها، إما من باب المكابرة، أو التعالي، أو إظهار أنفسهم بمظهر الرصانة والجدية، وكأنها تقلل من شأنهم أو تحط من 
مستواهم.
يمكن للإنسان أن يعبر عن كثير من المشاعر والأحاسيس عبر الابتسامة، فعندما يكون سعيداً، وحتى عندما يكون خجلاً أو محرجاً في موقف معين فإنه يبتسم، والطفل يبتسم في وجهك تحبباً، وكم يحسّ الطلاب بالارتياح عند دخول أستاذهم مبتسماً إلى قاعة الصف، وعلى العكس فإنهم يصابون بالإحباط الذي يؤثر على استيعابهم إن دخل عليهم متجهماً، وابتسامة من صاحب محل وكلمة ترحيب تدفعك لا شعورياً لشراء شيء، وابتسامتك وانت تقدم مساعدة لأحدهم تزيل كل إحساس بالخجل أو الارتباك من قبله، ومن مدير لموظفيه، هذه أمثلة بسيطة على الأثر الإيجابي الذي تتركه تلك الحركة البسيطة الصادقة التي ترتسم على شفاهنا.
“الابتسامة أقل تكلفة من الكهرباء، لكنها أكثر إشراقاً”، بهذه الكلمات أجاب العالم روزالين فوكس حين سئل عن التأثير الذي تتركه الابتسامة في نفوس الآخرين، إننا بحاجة للابتسامة لنشعر بالراحة ونكمل يومنا بهدوء وسلام، وعلينا أن نجعل منها سلوكاً اعتيادياً نمارسه بشكل يومي، فلنبدأ صباحنا بابتسامة لأنفسنا أولاً، وعندها ستغدو الحياة أجمل وأكثر إلفة 
ومحبة.