على غرار الحديث النبوي الذي يقول :”صوموا تصحوا “ يجوز القول بكل ثقة “تظاهروا تصحوا” .ويبدو ان بعض المسؤولين يطلقون على هذه التظاهرات بانها واحدة من نعم الديمقراطية التي حصلنا عليها بعد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
إذاً ترتبط صحتي النفسية والجسدية بعقار التظاهر الذي اتجرعه باستمرار.ففي كل جمعة تنظم التظاهرات في اغلب المحافظات او تنظم في غير ايام الجمع.وهناك ايضا الاعتصامات التي تعلن هنا وهناك كاعتصام المهندسين حاليا امام نقابتهم.وقد تابعت بعض وسائل الاعلام اخبار هذا الاعتصام ومطالب المعتصمين.
في البصرة توجد حكاية اكبر فهي تبدو كمدينة شقت عصا الطاعة وان كانت الحكومة تعترف بمطالب البصريين كلها.لكن شيئا لم يتغير على ارض الواقع.فملف الخدمات والتعيينات والنظام الصحي لم يطرأ عليه اي تغيير.وها هم البصريون يبحثون عن اقليمهم وكأنهم يبحثون عن اكتشاف جديد موجود في ايديهم وتاخروا عن استخدامه.
لذا يسعى البصري باستخدام حل الاقليم في هذه المرحلة.الناس هناك يريدون تغيير هوية المدينة الى تسمية اخرى هي الاقليم الذي يرتبط بالحكومة الاتحادية بما اقره الدستور من صلاحيات لاي اقليم يرى النور.هم بهذا المعنى يحلمون باقليمهم المنتظر.لكن لماذا حدث كل الذي حدث.؟اعني كيف لم تصنع التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات شيئا للمواطن.ما فائدة هذا الاصرار على التظاهر الاسبوعي المتكرر الذي لا يتوقف.والى اين سيصل الامر بنا بعد عام او اكثر.هل سنظل نتجمع ونطالب بحقوقنا ثم نعود الى بيوتنا ونحن نفكر باننا قمنا بواجبنا وزيادة.وفي المقابل فلا اثر لهذه التظاهرات التي يراها البعض فرصة ذهبية للاحتجاج مع انها كما قلت لا تنجز شيئا حقيقيا لنا.
ربما يفكر المسؤول ان التظاهر هو شيء جيد وصحي للناس لان خروج المتظاهرين يعني ان المسؤول يحترم الديمقراطية ويستمع لهموم من يتظاهر.
يشعر المسؤول بانه امين كملاك لانه لا يقيد حركة الناس بل يدعهم يختارون الوقت والمكان للتظاهر بعد اخذ الموافقات
الامنية.
لكن النقطة الجوهرية التي اريد ان اصل لها هي:هل ان التظاهرات لها تاثير صحي واضح في حياتنا.بمعنى هل سنلمس فائدة للتظاهر كما نلمس فائدة صحية للصوم الذي اقر كثير من الاطباء اهميته للصائم.؟
نفسيا كما اظن يفيد التظاهر الانسان ويخلقه من جديد في حال ان الحكومة تستجيب لمطالب الناس,وتاخذها على محمل الجد.كما حصل في تظاهرات فرنسا واستجابة ماكرون لبعض المطاليب وتنفيذها حسب جدول زمني.هذا التظاهر صحي جدا ومفيد ايضا الى درجة كبيرة.
وان كانت الحكومة ترى انها صاحبة الفضل في جعل الناس يتظاهرون فقط من دون ان تكون هناك خطوة ايجابية تقوم بها الحكومة في حل ملف من ملفات الناس فهذا يعني ان التظاهر تحول قشراً بلا لب ولا محتوى.وهنا المشكلة.