أعلنت وكالة الطاقة الدولية أمس الأول أنها “مستعدّة للتدخل” بعد التوترات الأخيرة التي سجّلت في مضيق هرمز، لكنّها أكدت وفرة المعروض في الأسواق النفطية في الوقت الراهن.
وقالت الوكالة ومقرها باريس في بيان إنّها “تراقب عن كثب التطوّرات في مضيق هرمز، بما في ذلك احتجاز ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني، وتؤكّد استعدادها للتدخّل عند الضرورة”.
وتابعت الوكالة أنّها “تعتبر أنّ الحق في حرية عبور الطاقة أساسي للاقتصاد العالمي ويجب أن يحافظ عليه”.
أمن الطاقة
وأنشئت وكالة الطاقة الدولية في 1974 بعد مرور عام على أزمة 1973 النفطية، وهي تهدف إلى ضمان أمن الطاقة للبلدان الأكثر
تقدماً.
وعلى دولها الأعضاء الاحتفاظ بمخزونات للطوارئ تعادل على الأقل 90 يوماً من الواردات النفطية يمكن استخدامها في إطار تحرّك منسّق.
وتحتفظ دولها حاليا بـ1,55 مليار برميل من النفط في مخزوناتها العامة للطوارئ، كما تحتفظ الشركات بـ650 مليون برميل بطلب من الحكومات، وهذا الاحتياطي يمكن استخدامه عند الحاجة.
إمدادات النفط
وتؤكّد الوكالة أنّ “مخزوناتها للطوارئ وفيرة بما يكفي لتغطية أي اضطرابات في إمدادات النفط عبر مضيق هرمز لفترة
طويلة”.
وفي السابق تحرّكت الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية بشكل منسّق قبل حرب الخليج في عام 1991 وبعد إعصاري كاترينا وريتا اللذين ضربا خليج المكسيك في عام 2005 وبعد الاضطرابات التي شهدها قطاع الإنتاج جرّاء الحرب الأهلية في ليبيا في عام
2011.
وأضافت الوكالة أنّ “المستهلكين يمكن أن يطمئنوا في ما يتعلّق بوفرة المعروض في أسواق النفط، لا سيّما وأن إنتاج النفط فاق الطلب في الفصل الأول”.
تخوف المستثمرين
الى ذلك سجلت أسعار النفط ارتفاعا أكثر من واحد بالمئة امس الاول، مع تخوف المستثمرين من تعطيلات محتملة للإمدادات القادمة من منطقة الشرق الأوسط الغنية
بالطاقة.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 79 سنتا بما يعادل 1.3 بالمئة ليتحدد سعر التسوية عند 63.26 دولارا للبرميل. وأغلق خام غرب تكساس الوسيط مرتفعا 59 سنتا أو 1.1 بالمئة إلى 56.22 دولارا
للبرميل.
المخاوف الاقتصادية
لكن حد من المكاسب رفع حالة القوة القاهرة في تحميلات الخام بحقل الشرارة النفطي الليبي، الأكبر في البلاد، والذي تسبب غلقه يوم الجمعة في فقد إنتاج يبلغ نحو 290 ألف برميل يوميا.
وفي الأسبوع الماضي، تراجع غرب تكساس أكثر من سبعة بالمئة وفقد برنت أكثر من ستة بالمئة، تحت وطأة المخاوف الاقتصادية وعودة الإنتاج الأمريكي في خليج
المكسيك.
وقال جين مكجيليان نائب رئيس أبحاث السوق لدى ترادشن إنرجي في ستامفورد بولاية كونيتيكت ”بعض ضغوط البيع الناتجة عن مخاوف الطلب يبدو أنها تبخرت هذا الأسبوع.. المخاوف المتعلقة بالعوامل الجيوسياسية يبدو أنها أوقفت بعض ضغوط البيع
تلك”.
وتبلغ المخزونات النفطية التجارية للدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية 2,9 مليار برميل، وهي كمية تفوق المعدّل المسجّل خلال السنوات الخمس
الأخيرة.