روحاني لواشنطن: التفاوض مع إيران يمر عبر ظريف

قضايا عربية ودولية 2019/08/02
...

 الصباح / وكالات
في وقت اكدت فيه واشنطن استمرار سياساتها العقابية تجاه طهران اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني امس الجمعة أنه لا يمكن للولايات المتحدة التفاوض مع إيران بينما هي تفرض العقوبات على وزير خارجيتها. 
وشدد روحاني على أن طريق المفاوضات مع إيران يمر عبر وزارة الخارجية الإيرانية ووزيرها محمد جواد ظريف، واصفا العقوبات بـ  "العمل الصبياني"، ويؤكد عجز واشنطن على مواجهة إيران، مشددا على أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ضد طهران ستندم عليها وهي لن تحقق أي عائد.
وأضاف روحاني أن أميركا تدعو إلى المفاوضات بينما تفرض عقوبات على وزير الخارجية وهذا أمر بعيد عن الحكمة، معتبرا في هذا السياق أن "أركان البيت الأبيض ترتعد من لقاءات ظريف الصحفية".
وكانت وزارة الخزانة الأميركية، أعلنت الخميس الماضي، فرض عقوبات على ظريف، وإدراجه في "قائمة الشخصيات ذات التصنيف الخاص لدى إدارة مراقبة الأصول الأجنبية".
وقالت مسؤولة رفيعة من الإدارة الأميركية: إن ظريف  يعتبر "متحدثا أساسيا" للنظام الإيراني في العالم، بينما أشارت في المقابل إلى أن الولايات المتحدة لا تعتبر ظريف شخصية أساسية للاتصال بها في إطار مفاوضات محتملة بشأن اتفاق نووي جديد، مبينة أنها تريد التفاوض مع أطراف تمثل أهم صانعي القرار في إيران.
وعلق ظريف، عبر تغريدة على حسابه في "تويتر"، على فرض الولايات المتحدة عقوبات عليه. وأشار إلى أن الولايات المتحدة بررت إجراءها ضده باعتباره "متحدثا أساسيا" باسم طهران عبر العالم. وتابع: "هل يا ترى الحقيقة موجعة إلى هذه الدرجة بالفعل؟ إن ذلك لا يؤثر إطلاقا علي ولا على عائلتي، فلا ممتلكات أو مصالح لي خارج 
إيران".
وأضاف ظريف: "شكرا على اعتباركم إياي مثل هذا التهديد الكبير على أجندتكم". 
واعتبرت الخارجية الإيرانية أن ذروة التناقض والحماقة لدى الأميركيين، تتمثل في فرضهم عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رغم اعتبارهم أنه لا يمثل بلاده.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "ذروة التناقض والحماقة لدى المسؤولين الأميركيين تتمثل في أنهم بينما لا يعترفون بأي دور للدكتور ظريف في السياسة الخارجية الإيرانية، يفرضون عليه العقوبات. واشنطن تخشى بشدة منطق ظريف وفنه في التفاوض".
من جهته، كتب ظريف في تغريدة على "تويتر": "نعلم أن دعوة الحوار والسلام تشكل تهديدا وجوديا للفريق (ب)، حيث أن السبب الرئيس لاستهدافي هو كلماتي، فهل يحتاج الأميركيون إلى الحصول على إذن أو ترخيص للتفاعل معي من خلال قراءة كتاباتي أو الاستماع إلى المقابلات التي تجرى معي؟".
 
تصريح رئاسي
بدوره أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن بلاده مستعدة لأسوأ السيناريوهات في إطار جهودها لإنقاذ الاتفاق النووي، مهددا بخطوة ثالثة لتقليص التزاماتها ضمن الاتفاق واللجوء لـ"خيارات أخرى".
قال روحاني   "إذا لم تنفذ أطراف الاتفاق النووي تعهداتها، فلدى إيران خيارات أخرى قد لا تعجبهم... سنتخذ الخطوة الثالثة في تقليص التزاماتنا في الاتفاق النووي بكل حزم، إن لم نصل إلى نتائج جيدة في المفاوضات". وذلك بحسب وكالة "فارس".
وأضاف: صحيح أننا مستمرون بالمفاوضات مع الأطراف المتبقية في الاتفاق، لكننا ندير البلاد على أساس عدم التوصل إلى نتيجة من هذه المفاوضات... أمامنا معركة صعبة لكننا سنفوز بالتأكيد.
وأكد روحاني أن الحكومة الإيرانية قادرة على الدفاع عن الاقتصاد الوطني والبلاد بـ"كل قدراتها".
وأضاف: لدى الحكومة الإيرانية خطوات لتخفيف العبء عن الشعب الإيراني، وستقوم بتنفيذها تدريجيا وعلى مراحل.  
  
موقف أميركي 
في المقابل أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة ستستمر في تطبيق عقوباتها ضد إيران. 
جاء ذلك في كلمة لبومبيو في العاصمة التايلاندية بانكوك خلال لقاء موسع بين دول منطقة جنوب شرق آسيا وقوى 
عالمية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد شدد في وقت سابق،على أنه لن يسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية  على حد قوله، وأوضح أن العقوبات الموقعة على طهران قد تستمر لأعوام. 
 
تنديد دولي
بدورها انتقدت وزارة الخارجية الروسية سياسة العقوبات الأميركية التي استهدفت وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، قائلة: إن العقوبات هي "الشيء الوحيد الذي تجيده الدبلوماسية الأميركية". 
واعتبرت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي عقدته أن الولايات المتحدة باتباعها سياسة العقوبات "تحشر نفسها في الزاوية"، مضيفة: "إنهم (الأميركيون) حرموا أنفسهم من فرصة استخدام طائفة واسعة من الأدوات الدبلوماسية لحل مختلف القضايا والمشكلات، واكتفوا بأداة وحيدة فقط وهي العقوبات".
وشددت زاخاروفا على أن سياسة العقوبات "غير فعالة ولا تعط ثمارا أبدا وتفتقر للمصداقية وتلحق الضرر بمن يفرضها".
وأشارت إلى أن "لجوء دولة كبيرة وعظيمة ونافذة إلى فرض العقوبات الأحادية كعنصر لمعالجة قضية بمثابة إعلان عن عجز باقي مؤسساتها".
وأضافت أن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو "لماذا تسير الإدارة الأميركية ودبلوماسيتها في هذا الطريق الذي يؤدي إلى مأزق".
في الوقت نفسه عبرت وزارة الخارجية الفرنسية عن معارضة الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على اتفاق النووي الإيراني قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني ، وقالت الوزارة في بيان لها: "نعتقد أنه يجب إبقاء جميع القنوات الدبلوماسية مفتوحة، لا سيما وسط التوترات الشديدة".  
 
ذريعة الحرب
بينما اعتبرت الخارجية الروسية أن واشنطن تبحث عن ذريعة لـ"تسخين" المواجهة في الخليج، وأن هدف التحالف الدولي الذي يعمل الأميركيون على تشكيله في مضيق هرمز ليس إلا الضغط على إيران.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي امس: إن الولايات المتحدة تفتعل التوترات في الخليج عمدا، وتابعت: أود التذكير بأنه لم تكن هناك حاجة لحشد أي تحالف لضمان الأمن في الخليج قبل أن يبدأ الأمريكيون في تصعيد التوتر بشكل مفتعل، ومقصود. هناك شعور بأن واشنطن تبحث ببساطة عن ذريعة لتصعيد الوضع ومواصلة الخطاب العدواني ضد إيران والانتقال إلى مرحلة أكثر نشاطا وسخونة في النزاع. 
وأشارت زاخاروفا إلى أن الأميركيين يسترشدون في سياستهم هذه بالاعتبارات السياسية الداخلية، والدورة الانتخابية الجديدة بالتحديد، في ما وصفته بالسياسة الخاطئة المتمثلة في "اللهث وراء تأييد الناخبين" والتي هي في الحقيقة سياسة التلاعب بالأذهان والمعلومات من أجل التأثير في مؤشرات التأييد.
ودعت زاخاروفا الحلفاء الأميركيين ضمن هذه التحالفات لضرورة إدراك أنهم يتعرضون من جديد لمحاولة الزج بهم في لعبة الآخرين، التي سيكونون فيها بيادق لا أكثر.