إضاءة النفق

العراق 2019/08/06
...

عبد الحميد الصائح
التجربة الرائدة التي تقوم بها جمعية رعاية العراقيين في بريطانيا هذه الايام مبادرة ملفتة حيث دعت عددا من شباب وأطفال بغداد لتجمعهم مع شباب وأطفال عراقيين في لندن لتقيم للمرة الاولى ملتقى الشباب العراقي الاول في المملكة المتحدة، تعايش بين ابناء جيل ناشئ واحد أبعدتهم ظروف آبائهم بفعل الحروب والهجرات المتتابعة، كل من الطرفين معه مكاسب وخسارات، شباب الداخل معهم مكسب العيش على ارض الوطن وبين العائلة الواسعة لغة الأهل والمناعة من مرض الغربة وجحيم الحنين، ومعهم خسارة البيئة الصحيحة للتعليم والرعاية العلمية الكافية ومعرفة طبيعة الحياة والنظام واستخدام التكنولوجيا الحديثة وتعلم لغة إضافية للغة الام، وشباب الخارج الذين معهم مكسب العيش في بيئة آمنة من الخدمات والصحة والتعليم والتعود على النظام الأوروبي وتطبيق القوانين في العمل والحياة والدراسة ومستوى العيش المتقدم المستقر، ومعهم خسارة انهم يبتعدون بنسبة او بأخرى عن جذورهم بما يهدد هويتهم فضلا عن رؤية وطن آبائهم الاصلي مشوشة 
وانتقائية.
سيتلقى العراقيون الشباب  في ملتقاهم الاول المنعقد الان والذي يقف خلف تنظيمه مبادران شجاعان هما المهندس الاستشاري عماد العبادي المدير التنفيذي لجمعية رعاية العراقيين في بريطانيا  وبدعم كامل من مجلس ادارتها والمربي الاستاذ عمار السماوي مؤسس مدارس ريادة في العراق،  دورات مكثفة للمشاركين في المهارات الفردية وتطوير القدرات والقابليات الشبابية،, وبناء وابراز القوة الشخصية عند الصغار من خلال برامج متطورة ومن خبراء مؤهلين. برنامج متقدم لتعليم اللغة الانكليزية 
للصغار. 
زيارات لأهم المعالم في بريطانيا منها: البرلمان البريطاني, المتاحف الكبيرة وأهم معالم لندن السياحية .حوارات ونقاشات وورش عمل مشتركة في مجالات مختلفة، زيارات الى أهم الجامعات البريطانية، الاطلاع على النظام السياسي البريطاني مع لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين في 
بريطانيا.
اختلاط هذين الفريقين وبهذه الأعمار في فريق عمل واحد رسالة  سامية في هذا الظرف واشارة بدء لنهج صحيح في بناء مجتمع متعايش منفتح على الآخر ثقافة وعملا في الحاضر والمستقبل مما يحول  ثنائيات الشمال والجنوب والداخل والخارج ونزاع الهوامش الى حالة من الوعي والتحضر والمحبة والتكامل في الطريق الى اضاءة النفق كله.