ألكساندرا ستيفنسون * ترجمة/ خالد قاسم
تراجعت العملة الصينية ما وراء الحاجز النفسي المهم عند 7 يوان مقابل الدولار الأميركي للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، وهو تحرك يعكس الحدة المتزايدة للحرب التجارية مع الولايات المتحدة وقد يشير الى رغبة بكين بايجاد طرق للانتقام من الرئيس الأميركي.
بيع اليوان في الصين الأسبوع الماضي مقابل 7،02 دولار، والمرة الأخيرة التي تراجعت العملة الصينية لهذا المستوى كانت عام 2008 عند ذروة الأزمة المالية. لن يغير هذا التحرك بحد ذاته علاقات الصين التجارية مع الولايات المتحدة، ولكن التحول ما وراء 7 يوان للدولار قد يمثل مرحلة جديدة بالنزاع الاقتصادي بين البلدين.
انتقد مسؤولون أميركيون، ومنهم ترامب، الصين منذ فترة طويلة بسبب التلاعب بسعر عملتها لمساعدة صادراتها. وفي حالة استمرار العملة بالهبوط فادارة ترامب سترى ذلك انتقاما جذريا على زيادة التعريفات الجمركية من قبل البيت الأبيض.
يقول الكاتب الاقتصادي فريزر هاوي: "يمكن تفهم هذه الخطوة ببساطة بسبب الحرب التجارية فتخفيض قيمة العملة يزيل الضغط عن الصين. عند هذه النقطة فهو رد فعل مناسب من بكين."
هزت الخطوة الصينية المستثمرين القلقين من أن تحرك العملة قد يبشر بجبهة جديدة في الحرب التجارية. وهبطت مؤشرات أسهم سوقي طوكيو وهونغ كونغ بنسبة 2 بالمئة، علما أن هذه الأخيرة تأثرت بسبب اضرابات العمل أيضا. وتشير أسواق العقود الآجلة الى امكانية تراجع وول ستريت أيضا.
قال بنك الشعب الصيني، وهو البنك المركزي، أن تحرك اليوان كان ردا على "الاجراءات الحمائية التجارية أحادية الجانب وفرض تعريفات جمركية متزايدة على الصين" لكنه أكد أن العملة الصينية تبقى مستقرة.
ذكر البنك في بيان: "يمتلك بنك الشعب الصيني الخبرة والثقة والقدرة على ابقاء سعر صرف اليوان مستقرا في الأساس عند مستوى معقول ومتوازن." ويبقى الكثير متوقفا على ماذا سيحدث لاحقا. اذ تتحكم الحكومة الصينية بقوة بعملتها، وتتقلب قيمتها ضمن نطاق ضيق مثبت عند نقطة وسط تحدد يوميا من قبل البنك المركزي الصيني.
اذا استمر البنك المركزي بنقل نقطة الوسط باتجاه الهبوط، فذلك سيعطي مجالا لانخفاض قيمة اليوان أكثر. وبينما لا يؤدي مستوى 7 يوان مقابل الدولار لتغيير جذري بالمشهد الاقتصادي مقارنة مع مستوى 6،9 أمام الدولار لكن البيئة ستتغير كثيرا اذا ضعف اليوان الى مستوى 7،5 أو 8 مقابل الدولار.
يقول أندرو كوليير المدير الاداري لمؤسسة أبحاث أورينت المالية في هونغ كونغ: "اذا بقيت العملة دون مستوى الـ 7 ليوم آخر فتلك اشارة على قيام بكين بتسليح اليوان كأداة لتحسين الصادرات خلال الحرب التجارية."
تساعد العملة الضعيفة في الواقع المصانع الصينية بتحمل تكاليف التعريفات الجمركية المتزايدة، وفي حالة هبوط اليوان أكثر فقد ترد ادارة ترامب بتعريفات أعلى لابقاء الضغط على بكين بغية التوصل لاتفاق تجاري.
لكن بكين تخاطر نوعا ما اذا استمرت بتخفيض عملتها، فاليوان الضعيف قد يحفز الصينيين الأثرياء على نقل أموالهم خارج البلاد ولذلك لا يريد أحد امتلاك استثمارات بعملة تفقد قيمتها، وقد يثبط القوة الانفاقية للمستهلكين الصينيين في وقت تحتاج بكين هؤلاء الأفراد للاستمرار بالشراء بهدف تعزيز النمو الاقتصادي. وقد يسلط ضغطا على الشركات المحلية والأجنبية في الصين ممن تمتلك ديونا مقومة بالدولارات الأميركية، وقد يؤثر أيضا على شركات صينية مثل الخطوط الجوية التي تشتري الوقود
بالدولار.
* عن صحيفة نيويورك تايمز