اتساع النزاع التجاري يهدد الدول النامية

اقتصادية 2019/08/19
...

كارتيك غويال  ترجمة: خالد قاسم
 
 
 
 
ربما منحت الصين المتعاملين بعض الراحة عبر ابطاء تخفيض قيمة اليوان، لكن النزاع المتسع مع الولايات المتحدة يعني انتهاء انتعاش الأسواق الآسيوية الناشئة، اذ من المتوقع ازدياد ضراوة الحرب التجارية بعد وصف واشنطن بكين بأنها تتلاعب بالعملة، جاء ذلك في أعقاب تعهد دونالد ترامب بفرض تعريفات اضافية على السلع 
الصينية.
تسبب الهبوط اللاحق بقيمة اليوان باثارة مخاوف من استخدام الصين سعر الصرف سلاحا بهذه الحرب، وتحفيز صنّاع قرار آخرين على تقليل قيمة عملاتهم
 أيضا. 
يقول فيشنو فاراثان، رئيس الاقتصاد والأبحاث بمصرف ميزوهو المحدود في سنغافورة: "جرى بناء وصف المتلاعب بالعملة نذيرا بأعمال تجارية أكثر عدائية ضد الصين، قد يميل المتعاملون الى تبني عقلية السلامة قبل الندامة، أي يفضلون الابتعاد عن المضاربات العالية على سعر صرف عملات الأسواق الناشئة في
 آسيا."
أنهت الجولة الجديدة من التوترات التجارية النشوة التي رفعت لفترة وجيزة قيمة الأصول الآسيوية الناشئة بعد الخطاب المسالم لرئيس المصرف الاتحادي الأميركي جيروم باول في تموز، وخسرت عملات وسندات الدول الناشئة 2 بالمئة تقريبا، منذ تصريح الولايات المتحدة يوم 1 آب أنها تخطط لفرض تعريفات جمركية أكثر على السلع الصينية.
تباطأت وتيرة التراجع بالعملات الآسيوية على الرغم من بقاء معظم الأسواق بحالة سيئة، وتأرجحت عملة كوريا الجنوبية قرب أقل مستوى منذ ثلاث سنوات، وتراجعت كذلك عملات اندونيسيا والفلبين 
وماليزيا.
يقول جيسون داو، رئيس ستراتيجية الأسواق الناشئة بمصرف سوسيتيه جنرال في سنغافورة: "انخرط الجانبان بشكل متزايد في مرحلة تصعيد متبادلة وراسخة تؤذي العملات الآسيوية. ستكون هناك نقطة انحراف للمستثمرين حتى يعملون بحذر ويتموضعون استعدادا لتجمع تكتيكي أو تنقيد مصادر الايرادات الأعلى، لكن ليس الآن."
ردت بكين على تهديد واشنطن بفرض مزيد من الرسوم عبر ايقاف مشتريات المنتجات الزراعية الأميركية والسماح لليوان بالتراجع أقل من حاجز 7 مقابل الدولار. واسترد اليوان بعضا من قيمته بعد تثبيت البنك المركزي للعملة بصورة أقوى مما توقعه المتعاملون، ونفى البنك المركزي الصيني تلاعبه باليوان وثبّت معدل سعر الصرف قريبا من 7 للدولار.
يذكر أن مسؤولي البنك المركزي طمأنوا الشركات الأجنبية بأن العملة لن تستمر بالتراجع 
كثيرا.  يلقي النزاع التجاري المتفاقم بثقله على الطلب العالمي وقد تكون البنوك المركزية الآسيوية حذرة تجاه تخفيف سياستها لتعزيز النمو خوفا من اشعال تقلبات اضافية.
أشار بنك اندونيسيا المركزي أنه سيقلل أسعار الفائدة مجددا، لكنه ربما سيؤجل ذلك في الوقت الحالي. أما أسعار السندات فقفزت مؤخرا مما يحفز صنّاع القرار على التدخل. ويتبع فرع ادارة الأصول بمصرف جي بي مورغان سياسة مختلفة بالتعامل مع تصفية الأصول ذات المخاطر. بينما قد تعزز التوترات التجارية الدولار حاليا، لكن الأسواق الناشئة ستنهض أخيرا بعد استئناف المستثمرين بحثهم عن الربح.
موقع بلومبيرغ